الشطحة الخامسة عشر بعنوان "المشهد الأخير !!"

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما يتجلى الضوء وينسلخ من رحم الظلام تجد منظرا بديعا يسترعى الإنتباه وألوانا

لن تراها إلا من خلاله فدرجات اللون الأسود الظلامى تتخافت كى تعلن عن مولد لون جديد

وشمس جديدة ويوم أعلنت من خلاله البداية والنهاية ، بداية يوم جديد ونهاية ظلام لم

يستمر لكثير من الوقت والحين ، ليربأ العباد فى التوكل على الله والعزم والعهد لعمل

شىء جديد أو تكرار فعل إعتادوا عليه منذ زمن بعيد من عمل أو علم وخلافه

..... ولكن

الشطحة الخامسة عشر بعنوان "المشهد الأخير !!"

لم تسنح لي الفرصة من قبل كى أقبل السماء أو أن أحتضن الأفق البعيد ولكن هذا

ما شعرته فى هذه اللحظه !!

هذا ما شعرت به بالفعل عندما سمعت نبأ فلاحى ونجاحى بالسنة الأخيره من الكلية

السمحاء وها أنا الآن أنظر من الشرفة أترقب شروق شمس يوم جديد كى أمتطى

الريح وأحلق إلى الكلية كى أنال شهادتى وأنتهى من إجرائاتها وأودع حياة الدراسة

وأبدأ حياتى الجديدة بصفحة جديدة وقلم جديد وورقة ....

مجرد ورقة ...!!!

سنون وأعوام مرت من أجل ورقة !!

منذ أن كنت صغيرا أكاد لا أعى معنى كلامى أو ماهية الحروف والأرقام بدأت أتعلم

وتتكشف ليا الدنيا وأعرف ما كنت أجهله وأداوم على مدرستى ومن ثم كليتى حتى لا

يفوتنى ما يجعلنى أنتقص قدرا علميا أو ثقافيا أو تقديريا فى هذه السنوات التعليمية.

أنا الآن قد أنهيت ما بدأته من دراسة وسأبدأ بما إنتهيت به فقد ولى زمن العلم والتعلم

وبدأت حياتى المهنية التى سأختلط فيها بالبشر حسنهم وسيئهم وإنقطعت عادتى التعليمية

وبدأت عادة جديدة وهى عادة العمل ويفصلنى عن كل ذلك ورقة...

مجرد ورقة .....!!!!

الشمس تتدلل عليا ولم تخرج من وراء ستارها وأنا أنتظرها على أحر من الجمر واللهب

ولا أستطيع أمرها ولا تستطيع نهيي من إنتظارها ولكن ورائها ورقة سآخذها وميقات

يأذن لى بالذهاب إلى شئون كليتى لأنال شهادتى والتى لا تعدو عن كونها ورقة...

مجرد ورقة ..... !!

ذل التعليم أدنى درجات الذل وبهذه الدرجة الدنيا تنال أعلى درجة من العزة والكرامة

فلا عزة فى الجهل ولا كرامة بدون العلم والتعلم ، ولكن تاقت نفسى للحرية فقد طال

المطال والزمن ، فمنذ أمد بعيد وأنا أسير على نهج من لقنونى العلم ودرسونى وقد

آن الآن لأسير على نهجى وأحبو من جديد على أرض الدنيا وأسلك مسلكى الذى أريده

وهذا أفضل لى من الجرى على نهج آخرين ، وورقة قد تسمح لى بأن أسير وأخطو

وأقفز كما أريد وأنتظر شمسها التى لم تشرق بعد ولكن كل ذلك ولم تعدو كونها ورقة

مجرد ورقة .... !!

أين أنتِ يا معذبتى ؟؟!

تخرج الشمس فى منظر مهيب يبث الأمل فى النفوس والتفاؤل بالقلوب يعلن إشارة

البدء ليوم جديد ويعلن البداية التى أرتقبها والنهاية التى وصلت إليها فى مشهد فريد.

"إنتظر يا بنى لا تعجل ستأخذ ما تريد ولكن إصبر" !

هكذا قال من هو مسؤل عن إعطائى شهادتى بعد أن غدوت مهرولا إلى كليتى العصماء

وهو يتمم توثيقها وتوكيدها بأختام تدل على صحتها ونفاذها لدى الجميع.

تكاد العين تدمع من فرط ما تراه وتنظره وتنفطر القلوب حزنا ، فهذه اللحظات تكون

سعيدة جدا وحزينة جدا جدا ، فهى سعيدة للإنتهاء على خير بعد كل هذه السنين الطويلة

وحزينة على الفراق المبرر الذى سيتم تحريره فى هذه اللحظات العصيبة فقد بدأت صغيرا

فى دراستى وسأبدأ صغيرا فى عملى ولكن قبل ذلك

واااااا كليتى قد تم الإنتهاء من شهادتى

وااا كليتى قد حان وقت أخذها وترتجف يدى

وااا كليتى أحببتك كثيرا وإن قسوتى عليا ويا فرحتى

أخبىء دموع الحزن والفرح وراء صلابتى ولكن تخوننى دمعتى

"مبروك يا بشمهندس"

"مبروك يا باشمهندس"

"مبروك يا مهندس"

"أصبحت مهندس"

"صرت مهندس"

"أنا مهندس"

عبارات أسمعها اليوم وأرددها ولكن ليس بطعم أى يوم فهى الآن مؤكدة حقيقة وشرعية

ومباحة ، وسلامى لكل من حولى وكأننى الملك المتوج على عرشه يوم تتويجه ، وربما

قبلت شهادتى وورقتى وتلعثمت وأنا أقبلها وربما أخطأت وأنا أقبلها أو أصبت فى ذلك

ولكنى قبلتها بحرارة

قبلة بطعم النجاح

قبلة بنكهة الحرية

قبلة بمذاق الهندسة

ولم أحدد مكان تقبليها فالورقة بلا شفاه ولكنى قبلتها فى شفتيها ما دامت ستعطينى

حريتى وسعادتى سأعطيها قدمان وساقان وعينين وشفتين !!!

ولكنها ما زالت وستظل لم تعدو عن كونها ورقة

مجرد ورقة .... !!!

حان موعد النهاية ....

ساقاى تقودنى إلى باب الخروج وقلبى يشدنى إلى الخلف وعقلى يهون الأمر على !

أريد الخروج للبداية ومن النهاية ولكن هذه اللحظات مريرة فالوداع أمر ليس بالهين

على النفس فلا قسوة فى الوادع أو الموت أيضا سوى الحرمان من تكرار شىء إعتدت

عمله وألفت شكله وكررت فعله ، فهنا رأيت صديقى العزيز فلان ، وهنا فرحت عندما

عرفت نتيجتى ، وهنا كان يوم ليس سعيدا وهنا جلست وحيدا أو برفقة صديق وهنا

تأملت دنياى بدايتها ومنتهاها وكل مكان هنا لى ذكريات فيه وأحلام جميلة

فهل أتركها ؟!

دائما عندما يرحل الأحباب ومن ألفناهم يرحلوا دون رجعة أو يتركوا لنا منفذا غليظ القلب

لوداعهم ولكن تلك هى سنة الحياة تقسو أحيانا وتفرط فى عقدها أحيانا أخرى ، شئنا أم

أبينا ستسير كما تريد وليس كما نريد.

خطوات تفصلنى عن الباب ولا أدرى أكنت أركض أو أهرول أو أسير بطيئا أو

أتباطىء عنوة حتى يطول بى الوقت على هذه الأرض الحسناء ولكن.......

لم يطول الوقت

ولن يطول الزمن

وأتمنى ألا يطول المشهد

وأأمل ألا يتكرر الفراق

غربت الشمس ، وأسدل الستار ، وقضى الأمر ، وتمت كلمة ربك

وهذا هو مشهد النهاية........

إلى اللقاء فى الشطحة القادمة بإذن الله

والله الموفق

رووووووووووعه بجد

واسلوبك جميل جدا في العرض

وفعلا اصعب حاجه الرحيل

وربنا يوفقك وتتخرج علي خير إن شاء الله

ومنتظرين الشطحة القادمة

بجد رائعه يابشمهندس تسلم ايدك
الشطحة الخامسة عشر بعنوان "المشهد الأخير !!" 619365

الشطحة الخامسة عشر بعنوان "المشهد الأخير !!" 746966

جعلتني مهندسة كتب:: رووووووووووعه بجد

واسلوبك جميل جدا في العرض

وفعلا اصعب حاجه الرحيل

وربنا يوفقك وتتخرج علي خير إن شاء الله

ومنتظرين الشطحة القادمة

شكرا على مرورك الكريم أختى المهندسة وذوقك الرفيع وإن شاء الله تكون الشطحة الجاية أفضل

just me كتب:: بجد رائعه يابشمهندس تسلم ايدك

مرورك هو الأروع يا بشمهندسه وإن شاء الله أكون عند حسن ظنك وظن الجميع دائما

والله الموفق

دائماً ماتؤكد لنا كتاباتك حقيقة موهبتك الرائعه
زادك الله منها لنراك في يوم من الايام من افضل الكتاب في عالمنا العربي باذن الله
ولكن همسة صغيرة
ستبقي دائماً مرحلة الدراسة الجامعيه هي اجمل مراحل حياتك مهما عانيت فيها وذلك ما ستثبته لك الايام
مع تمنياتي لك بالنجاح والتفوق دائماً

بنت مصر كتب:: دائماً ماتؤكد لنا كتاباتك حقيقة موهبتك الرائعه
زادك الله منها لنراك في يوم من الايام من افضل الكتاب في عالمنا العربي باذن الله
ولكن همسة صغيرة
ستبقي دائماً مرحلة الدراسة الجامعيه هي اجمل مراحل حياتك مهما عانيت فيها وذلك ما ستثبته لك الايام
مع تمنياتي لك بالنجاح والتفوق دائماً

شكرا جزيلا على مرورك الكريم يا أم عبد الله وشكرا على كلامك الجميل فى حقى وأتمنى من الله

أن يوفقنى إلى الخير دائما ويا ريت الواحد يعمل بمجال الصحافة إن شاء الله بس لما نتخرج على خير

ويا رب تبقى أيام وذكريات حلوة للجميع.

والله الموفق

أنا عن نفسي كل ما احاول اتخيل هذا الموقف تدمع عيناي و أشعر بشعورين :

- فرحةً بإني انتهيت أخيراً من مشوار التعليم الطويل
وحان الوقت لكي اواجه الحياة الخارجية وأخوض تجارب جديدة

- وحزناً لإني سأفتقد ذلك المكان الذي عشت به خمس سنوات من حياتي وخمس سنوات
ليست بالشئ الهين وسأفتقد تلك الصحبة الخيرة التي لن انساها ابداااااً
وكل المواقف الجميلة وحتي السيئة التي حدثت لي في كل مكان
وفي كل فصل وفي كل مدرج ....

ياااااه كم سأفتقد كل هذا .... ولكن هذه هي سنة الحياة
ولكن ما يخيفني أكثر هل سوف أستطيع ان اواجه الحياة الخارجية بكل ما يحدث فيها ام لا ؟

عن جد ابدعت بشمهندس هاني وابدع قلمك الذي جعل اعيننا تدمع فرحة وحزناً في نفس الوقت
وجسد لنا الموقف وكأنه حاضراً امام أعيننا فعلاً

أتمني من الله ان يديم عليك هذه الموهبة أبد الدهر
سلمت لنا يـــداك

وأأسف علي الإطالة

» الشطحة السادسة بعنوان "القيادات القديمة المهترئه".
» الشطحة الثانية عشر بعنوان "الطيبون للطيبات ! ".
» الشطحة الرابعة عشر بعنوان " أصول الأصول !!!"
» الشطحة السادسة عشر بعنوان "جنون ! "
» الشطحة الحادية عشر بعنوان "فريدة !!"