نظرا لضيق الوقت وطول الشطحه الثالثه سيتم إكمالها على هيئة جزء ثانى الأسبوع القادم بإذن الله
فى نفس الميعاد لذا وجب التنويه.
ومضى قطار العمر سريعا وقد آن أوان صدور الشطحه الثالثه من سلسلة شطحات مهندس والتى يتزامن كتابتها مع قرب ظهور نتيجة آخر العام"عام 2008" فاللهم اجعلها فأل خير على الجميع واجعل لكاتبها وقرائها العتق من نار السقوط ومذلة النظر إلى عيون الناجحين.
مقدمه:
لقد إعتدنا الحياه وألفنا أيامها فنحن لا نتنفس ولا نأكل ولا نشرب ولا نفكر سوى لسبب ما يقبع فى معجزة
الحياه ولا يجوز لنا أن نفكر أو نختار أو نحدد أو نقرر سوى أقدارنا ولولا توكلنا على الله وعبادتنا إياه
لسأمنا من سخفها وحماقتها بل وتجاوزها علينا فى جميع الأمور وإقتحامها السافر المؤذى لخصوصيات أمورنا
وإجبارها لنا كى نتخلى عن مبادئنا ونطمع فى سراب حلاوتها الفانية بل وتجعلنا نطمع فى الإستمرار
بغياباتها وبهمها وكبدها وهى التى نعذب بها فى آخرتنا ولا تساوى جناح بعوضة عند رب العالمين
فاللهم اجعلها بايدينا واجعلها سببا لرضاك عنا وسبيلا لدخول جنة عرضها السماوت والأرض أعدت للمتقين.
أترككم مع الشطحه الثالثه
آلهتنا العوالى
إستيقظت باكرا هذا اليوم ولربما كان يوم لا أعلمه أو نسيته أو تناسيته فلقد أصبحت الأيام تتماثل فى جميع
أشكالها وتطبيقاتها وسبلها فما نفعله بالأمس نفعله اليوم ونفعله غدا وما نقرأه كذلك وما نأكله ومن نتعامل معهم
إنه روتين مرير أمارسه يوميا ولا أدرى هل أصبحت إنسانا آليا أم أصبحت بلا قيمه فى هذه الحياه وقد
ضعت فى خضم اليأس أو لربما قد إعتزلتنى الدنيا وأبت على أن أتذوق حلاوتها وأعطتنى ظهرها ولربما
أكثر من ذلك!!!!
كل ذلك دار بذهنى وأنا أبحث برجلى عن شيئا انتعله بقدمى لأذهب إلى الحمام كى أجلو عنى همومى بواسطة
مياه الصنبور أو على الأقل أفعل أى شىء غير النوم!!!!
يأست من البحث فقمت دون شىء بقدمى أى عارى القدمين ومشيت أتوكأ على بدنى وقد تهدم به الكثير والكثير
ولا أدرى من ماذا ولكن لربما تعب أو أرق أو أى شىء فى أى شىء!
جميل أن تلمس الأرض بقدميك وتسمتع بإحتكاكها بك ولأنها ليست أرضا ترابيه أو عاديه فيمكنك السير
حافيا دون الحاجه لأى شىء!!!!
أحيى من إخترع السيراميك لأنه جعلك تسير على أرض جليديه ناعمه رخوه تكاد تسقط لولا إنتباهك
وتماسكك وتجعلك تعبث إيابا وعوده ولربما أحببت المشى من هذا الإختراع العظيم!!!
دائما عندما أصحو وأذهب إلى حمامى ولأننى أعلم طريقى جيدا أو لربما إعتادت قدماى على هذا الطريق
وأعتبر قدماى كالحمار الذى تعلم الطريق وما أن تتركه يعد سالما إلى المنزل لذا فقد كنت أتركها تمضى فى سبيلها
وزيادة فى الحيطه كنت أكشف عن ستار جزء من عينى حتى لا أقع أو أصطدم بشىء قد يعكر على جو
الكسل أو يفقدنى رونق روتينى اليومي الذى طالما كرهته ولكنى إعتدت عليه!!!!
ولجت إلى الحمام وبدأت أتعامل مع آلياته وأدواته وبدأت أغسل وجهى وأزيل عنه غمامة الكسل تلك
التى أرهقتنى عسرا وأضنت جسدى النحيل!!!
وفجأه!!!!!!!!!
نظرت إلى مرآتى ودققت النظر كرتين فإذا بى أجد شخصا آخر غريب الملامح غريب عنى فلست
أنا هذا الشخص!!
أما عن الشخص هذا فقد تآكلت رأسه بمعنى أن برأسه قدر قليل من الشعر أو قدر كبير من الصلع!!!
وما تبقى من شعر يكاد يضىء من بياضه!
وأضف إلى ذقنه الكبير ووجهه الذى ظهرت عليه معالم الكبر والشيخوخه كرش عظيم يكاد
ينفجر من عظمه وكأن جبلا قد تربع فى بطنه!!!!
يا لها من أحلام أما زلت أحلم مرة أخرى فكفى يا نفسى أحلاما وتحدثى قليلا عن الواقع!!
أحاول أن أستيقظ أو أتأكد من نومى وسباتى فكيف لى أن أصبح كبيرا وبهذا الشكل بين
عشية وضحاها!
لا جدوى من البحث والتفكير فلم يكن هذه المره حلم بل واقع ألتمسه فقد كبرت فجأه
ولربما كان جسمى مرهق إعتقادا منى بالكسل المرير والنوم الطويل أو غير ذلك إنما
الآن وبعد رؤيتى لتضاريس وجهى قد تيقنت الكبر وتجلى لى تفسير تعبى فقد خارت
قواى وأصبحت واهن الجسم ضعيف النظر ألهث دون جرى وأكاد أتوكأ على جميع
الجدران والحوائط والبشر والناس أجمعين ولن يتسطيعوا سندى ولربما كبرت فجأه فقط
من النظر إلى وجهى ولكنتعددت الأسباب والكبر واحد!!!!
تبسمت قليلا لربما رضيت بقدرى ولربما لتشاء الأقدار كى أكتشف بعدا ثالثا فى عجزى وكبرى
فقد ذهبت أسنانى وضروسى وأنيابى وكل شىء!
لقد خوى فمى على عروشه فلم تتبقى أى ملامح لشخص قد كانت به أسنان قويه أو أى شىء!!
إنتبهت لصوت ينادينى"يلا يا بابا علشان تفطر"!!!!
إنه صوت إمرأه لربما كانت صغيره أو كبيره فأصوات النساء تتشابه جميعا إلا ما رحم ربى
ولكن بحدسى أحسست أنها صغيره لربما بلغت العشرون ولكن هل أنا هذا الأب وأى إفطار
هذا فأنا عادة لا أذوق شيئا صباحا!!!!!!!
خرجت سريعا وأظن أنى سريعا ولكنى حقيقة أسير كما لو كنت سلحفاه أهد الأرض هدا ولربما
كنت أسرع بالنسبه لإمكانياتى المحدوده!!
خرجت وبدأت اتفحص من بالخارج فإذا بى أجد ثلاث بنات قد أعطين بسطة من الجمال وألمح
فى أعينهم ذكاء لافت للنظر وثلاث رجال يكاد يقف على شواربهم الصقور والنسور وقد أعطوا
بسطة فى الجسم والعلم فكلهم من ذوى النظارات!!!!
الكل يهرع إلى ويقبلون يدى كما لو كنت قسيسا فى كنيسة الأقباط وحاولت سحب يدى ولكن
قوتى لا تسمح فقد بلغت السبعين على ما أظن فاليوم 24/5/2056 فى نتيجة إلكترونيه معلقه
على الحائط!!!
امرأه أخرى صغيرة السن شكلا ولكنها كبيرة السن فعلا أعطيت زوجا من العينين كما
لو كانت القمر بضياءه ونوره أتت وقالت لى "صباح الخير يا حبيبى" وكأننى أعرفها جيدا !!!!
من تلك المرأه؟؟!!!
ومن هؤلاء النسوه والرجال؟!!!
وماذا يحدث حتى الآن وما سيحدث بعد قليل؟؟
يتبع
جالت عيناى وسط هذا الكم الكبير من البشر ولا أدرى ماذا أقول أو بماذا أهمس أو أنبس فيهيؤ لى بأنهم
على مقربة عظيمة منى تسمح لى ولهم بأن أجدهم صباحا حولى وأن يتلفظون ملافظ الود والحب تلك
وأن يقبلوا يدى ويجعلوا منى شخصية عظيمة بالنسبة لهم.
إنهم وكما ينجلى لى بعد سؤالهم هذا محمد وأحمد ويوسف وهذه مريم وجيداء وآسيا كلهن من بنو الحبار!!!!
ولربما من كانوا معهم من أطفال وأزواج وزوجات هم ممن أتموا نصف دينهم ببناتى أو أتممن نصف
دينهن بأولادى والكل أخيرا ينسب لى ولزوجتى التى تقبع بجوارى.
وعندما أعدت النظر إلى زوجتى ودققت الرؤيا عاودتنى ذكرى لقائى بها ومعرفتى وكأنى عرفتها منذ قليل
ولا عجب فى أنى تذكرتها رغم السنون العجاف فكنت أحبها كالماء والهواء بل كنت أحبها كحبى لكل عمل
خير ولا أكره فيها شىء قط ولربما تبادلنا ذلك الشعور فلم تبخل علينا عقولنا بأن يدوم علينا هذا الود لعمر
بلغ أرزله وكلت بنا الأجساد والعقول ولم يتبق لنا سوى ذكرى أطلال اللقاء.
جلسنا جميعا سويا على مائدة عظيمه كما لو كانت مائدة الرحمن فاللهم بارك فى الذرية الصالحه التى تنفع
والديها ومن ثم تنفع المجتمع أجمعين.
ولكنى تذكرت قديما بأننى كنت ضد تنظيم النسل أو تحديده أو أى مسمى يحرمنى من كثرة البنون فقد كنت
أتمنى مليون ذكرا ومثلهن إناثا ما دام بالعمر بقية وما دامت لزوجتى الصحه فالبنون فتنه وأى فتنه تلك
ولا عيش دون خلف صالح وبنون يملؤا علينا دنيانا وأحمق من يرى أن كثرة الأولاد تصيب الفاقه أو
تجعله لا يكفيهن أقواتهم فإنما الرزق عند رب قد رزق بالبنون من قبل ولربما رزقت بسببهم
وليس الرزق لك أنت.
دائما ما أجد نفسى أفكر فى التفكير وأحلل وأناقش وأبتكر حلولا فى لحظات التفكير وأضنى نفسى وأجبرها
على الحل رغم عدم وجود الحل أو إمكانية وجوده أو إحتماله فتفكيرى دائما وابدا عاده وليس وسيله أو مطلب
أو دون ذلك !!
لذا أحببت أن أرى حال دنيانا فى هذا الزمن الذى زاد عن الخمسين عاما بعد الآلفين ولربما لم أعد أصلح
للتفكير فى هذا الزمن فلكل زمن تفكير ومنطق وحجه أو أصلح للتفكير عموما فالعقل قد خرب ولربما
لو تكلمت أرى المفندون!!!!
قيل لى لم يتغير شأن هذا البلد فالكل ثابت من كبيرها لصغيرها فهى مكانها ولربما تراجعت كثيرا وتقدم
المتأخرون وتجاوز المتقدمون أحلامهم خطوات كثيره وما زالت تلك البلد كما هى!!!!
الأم متحدثة سياسية لبقه بدأت فى الحديث والسرد وإيضاح ما حدث كما حدث بالضبط وأوضحت لى ما يهمنى
وما أحب أن أعرفه وأفهمه وطوت لى الدنيا فى وقت وجيز !!!!
قديما فى حرب أكتوبر حطمنا ما يخيل للعدو بأنه آلهة لا يصل إليها سوى من كانوا مثلها أو أكثر قليلا وعزمنا
وتوكلنا على الله ولم نخف ما قيل وما يقال أو لم نعره بالا وشأنا فكانت لنا العزيمه والقوه والهدف المحدد
والإيمان بالله الذى جعل منا حديث العالم فقد حطمنا آلهتنا العوالى تلك التى كان يقسم بها الأعداء لو أن قمرا
من السماء قد وقع وإتسخ طينا ما مررنا من خط بارليف أو لربما أكثر!!!!
إنهم يتجاهلون عن قصد بل ويضنيهم أننا نعبد إلها واحدا لا نشرك به شيئا وأن عبادتنا إياه أكسبتنا
قوة جعلتنا كالحديد بل إن الحديد ليصدأ وقلوب المؤمنين لا تصدأ من ذكر الله فبإيماننا بأن النصر
حقنا وأن خالق الوجود معنا أينما كنا إستطعنا هدم آلهتهم تلك كما هدمها إبراهيم من قبل وهدمها
المصريين من بعده!!
كل هذه الإنتصارات الرائعه حدثت فى وقت وجيز فعندما يتم التخطيط الصحيح ودراسة الأمور
من جميع جوانبها وأخذ الحيطه فى كل شىء وترقب الخطأ والكارثه والخلل ومعالجة ضعف بواطن
الأمور والتوكل على الله مع عزيمة إيمانية صارخه تجد أى شىء يلين فى وقت وجيز فالطريق
المستقيم أقصر الطرق والصحيح أيضا فأى شىء خلا من تلك الأمور طال وقته وتغير طعمه
وزاد حنق الناس عليه فاعلم جيدا أنه ليس صحيحا وزاد به الباطل فأصبح عارا على الواقع.
بعد كل هذا الماضى الرائع الذى أعطانا مستقبلا كريما وعيشة نرغد فى مخايل كرامتها لا بد أن
نسأل أنفسنا:
كيف لأمة تتقدم وشبابها قد تعطل عن العمل وإستشرى فيها فساد الكبار وأعطيت مصائر الناس ومفاتيح
مستقبلهم لمجموعة من المرتزقه الذين من جشعهم لا يشبعون مثل النار وقد إعتدنا على ظهور قارون كل يوم
والذى يملك الكثير والكثير ويتمنى المزيد ولا ينظر إلى من لا يجدون الهواء ليتنفسوه وأيضا بناتنا وقد قصرت
ملابسهم وضاقت ؛ وشبابنا وقد طالت ملابسهم وهبطت وصار مبلغ همنا هو التافه من الأمور الذى لا قيمة له
وإعتدنا الإتكال ودللنا وتدللنا بوجه حق أو زيادة عن اللزوم فكيف بعد كل هذا نحطم آلهتنا العوالى تلك فلربما
إتجهنا إلى إنتاج اللبان أو إزدهرت لدينا صناعة الخمور فهذا تقدم الفساد فنحن نتقدم فى الفساد جيدا ونحاول
التنمية فيه بل والبعض يسأل الله أن ينمو ويكبر!!!!!
قديما أرسل نبينا الكريم صلوات ربى وتسليمه عليه سيدنا سعد بن معاذ إلى اليمن كى يعمل مفتيا
وداعيا ومعلما وقد كان يبلغ ثمانية عشر عاما!!!وسيدنا أسامه بن زيد قائدا للجيش وهو فى الثامنة عشر من عمره!!والعديد والعديد....
بالطبع الآن وفى وقتنا وأوضاعنا المذريه تلك هذا السن لربما لم تفطمه أمه بعد ويرى نفسه
ما زال يحبو على أرض كنف أبيه ولربما أمه أيضا وتخاف عليه أمه وأبيه من نسمة الهواء
لربما تخدشه ويكرس وقته للحب وما لا قيمة له من الأمور وبذلك تفسد الأجيال تلو الأخرى
ولا يصلح الإعتماد على هذا الجيل الذى أعاد آلهة اليهود تلك إلى حياته وجعلها عادة
وأمر واقعى لا يمكن درءه بل ويجبر نفسه على التعايش فى جو الذل هذا.
أحمد ربى وأثنى عليه أننى قد تربيت على مبادىء واجب على أى إنسان أن يتربى عليها وان ينقلها كما هي
إلى بنونه بنفس المقدار وأن يحاول بث العزائم فى نفوسهم وأن يكرههم فى الحرام وأن يبث فيهم روح
الرجوله وتعلم المسؤليه فالرجل بألف رجل لو صلحت تنشأته وهذا ماسمعته فى ندوة لشيخ فى كليتى
وقد سرحت قليلا عنه فوجدتنى أشطح إلى خمسين عاما وأنشا أسرا وخلف وبنون وبنات!!!
فكفى شطح ونطح يا عقلى وإلزم الصمت وسر فى مكانك حتى لا يتم إغتيالك!!
والله الموفق والمصلح
إلى اللقاء مع الشطحه الرابعه