فضــول الكــلام
حدَّث محمد بن سوقة.. أحد علماء الكوفة وعبادها جماعة من زواره.. فقال: ألا أسمعكم حديثاً ينفعكم كما نفعنى؟
قالوا: بلى
قال: نصحنى عطاء بن أبى رباح ذات يوم، فقال: يا ابن أخى، إن الذين من قبلنا كانوا يكرهون فضول الكلام
فقلت: وما فضول الكلام عندهم؟
فقال: كانوا يعُدُّون كل كلام فضولا ما عدا كتاب الله عز وجل أن يُقرأ ويُفهم: وحديث رسول الله أن يُروى ويُدرى.. أو أمراً بمعروف أو نهياً.. عن منكر.. أو علماً يُتقرَّب به إلى الله تعالى.. أو تتكلم بحاجتك ومعيشتك التى لابد لك منها
ثم حدَّق إلى وجهى وقال: أتنكرون وإن عليكم لحافظين*كراماً كاتبين (سورة الانفطار)، وأن مع كل منكم ملكين عن اليمين وعن الشمال قعيد*ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد (سورة ق) ، ثم قال: أما يستحى أحدُنا لو نُشرت عليه صحيفته التى أملاها صدر نهاره؛ فوجد أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا أمر دنياه
********
قال الإمام الشافعى رحمه الله تعالى
لسانك لا تذكر به عورة امرىء
فكلك عـورات وللـنـاس ألسن
وعيناك إن أبدت إلـيك معايبا
فصُنها وقل يا عين للناس أعـين
********