التوتر يتصاعد بين مصر وحركة حماس ..وزير الخارجية يعاني من الإيرانو فوبيا .ومصطفى الفقي يقول أن مصر لا تتحمل وجود إمارة إسلامية على حدودها!! ..وهل تتحملون فقط الإمارة الصهيونية النووية يا دكتور؟!!..!!
الدبلوماسية المصرية تتخبط لأنها باتت عصبية وسدنتها يدركون أنها باتت غير منطقية وخارجة عن كل الثوابت الوطنية والقومية والإسلامية.. ولذا تجدهم غير قادرين على مواجهة الشعب بحقائق الأمور بسياساتهم المنحرفة، فوزير الخارجية أصبح يعاني من مرض الإيرانو فوبيا .. فكل مصيبة تحدث في المنطقة وكل إخفاق لسياساتهم باتت إيران وسوريا هما سببه وهذا ترديد لنفس الخطاب الصهيوني.
والقطب الآخر في السياسة الخارجية لنظام مبارك خرج علينا بنظرياته العجيبة في محاولة لتبرير التردي الحاصل، فقال د. مصطفى الفقي سارق مقعد د. محمد جمال حشمت في البرلمان: أن مصر لا تستطيع تحمل وجود إمارة إسلامية على حدودها..
شوفوا الكلام مصر الثمانين مليون لا تستطيع تحمل ما وصفها بالإمارة الإسلامية ولا نعرف متى أصبحت إمارة وما هي إمكاناتها التي يمكن أن تخيف بها مصر .. فكل غزة اصغر من حي إمبابة .. طيب يا جنرال الفقي أرموها في البحر كما كان يتمنى سيدكم رابين من قبل.!! وهل لديك الجرأة أن تقول لنا كيف تتحمل مصر وجود الإمارة الصهيونية المدججة بكل ما تتخيل من الأسلحة النووية والكيماوية.. أم أن الطيور على أشكالها تقع !!.
طبعا كل هذا سقوط وابتذال ولا علاقة له بالسياسة على الإطلاق ولا يليق باسم مصر، بل هو خضوع للإملاءات الصهيونية وكلام يرددونه كالببغاوات مما يملى عليهم لشحن مشاعر الشعب المصري واللعب على وتر الوطنية بغض النظر عن الأخوة العربية ومسئوليات مصر التاريخية عن القطاع.. وكنا نتمنى عليهم أن يصارحوا الشعب بالحقائق إن كانت لديهم حقائقيقولونها بدلا من هذه التخاريف.
والنتيجة الطبيعية هي تصاعدت حدة التوتر بين نظام مبارك والشعب الفلسطيني في غزة الذي وصل لمرحلة القتل البطيء بعد أن كادت الحياة تصاب بالشلل الكامل في هذا السجن الكبير الشبيه بالمحتشدات التي كان الاستعمالر يقيمها في بعض بلادنا أثناء الاحتلال.
ودخلنا في مرحلة الملاسنات وتوجيه الاتهامات للتغطية على الفشل وتعليق الجرس في رقبة حماس بزعم فشل الحوار الوطني الفلسطيني واستمرار الانقسام على الساحة الفلسطينية رغم أن نظام مبارك يعرف أن الطرف الآخر لا يملك قراره وأن من يضع العوائق على الوحدة الوطنية الفلسطينية هم من يفرضون الحصار على الشعب الفلسطيني منذ أن انتخب حركة حماس.
.
وقال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط في تصريحات نشرتها صحيفة الاهرام الحكومية الخميس ان "جهود المصالحة المصرية تعثرت بسبب عد تحمس حركة حماس للمصالحة" مضيفا ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب من مصر "الاستمرار في جهودها للمصالحة بصرف النظر عن اي مواقف تصدر عن حماس او غيرها".
ومنذ ثلاثة اشهر تسعى مصر وهي البلد العربي الوحيد الذي تربطه بقطاع غزة حدود مشتركة الى ايجاد ارضية للتفاهم بين فتح وحماس لتجنب التداعيات المباشرة عليها للنزاع المستمر بين الحركتين منذ سيطرة حماس بالقوة على قطاع غزة في منتصف يونيو 2007.
ولكن التوتر بين مصر وحماس لا يرجع فقط إلى فشل جهود القاهرة في عقد مصالحة وطنية فلسطينية بل لا يمكن عزله عن الأوضاع الإقليمية والتجاذب المستمر منذ حرب لبنان في العام 2006 بين معسكرين احدهما يوصف ب "الاعتدال" ويضم خصوصا مصر والسعودية والاردن والاخر يعتبر "متشددا" ويتكون من سوريا وايران وحليفيهما الرئيسيين حزب الله وحركة حماس.
وكانت مسألة المصالحة الفلسطينية موضوعا لهذا التجاذب خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأسبوع الماضي.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم امام نظرائه العرب انه يتعين على الوسيط المصري في الحوار بين حركتي فتح وحماس "الوقوف على مسافة واحدة" من الطرفين.
وقال ان "نجاح الحوار الوطني الفلسطيني يتطلب توفير معطيات اساسية واولها وقوف الوسيط على مسافة واحدة من اطراف الحوار وان يضع امام اطرافه اطرا ويترك لهم مسالة الاتفاق عليها عبر حوارهم".
وردت القاهرة على الفور ببيان رسمي اصدرته في اليوم التالي للاجتماع واكدت فيه ان "منطق الامور والعديد من المواقف والتصرفات والحقائق المعروفة تقتضي ان توجه هذه الدعوة الى سوريا ذاتها" في اشارة الى دعم سوريا لحركة حماس.
وامس الاربعاء ذهبت مصر الى مدى ابعد اذ شددت موقفها هذه المرة تجاه ايران المتهمة بتمويل حركة حماس.
واعلن وزير الخارجية المصري لاول مرة ان مصر "تؤيد الجهد الدولي للحيلولة دون تطوير ايران للاسلحة النووية" ولكنه شدد على "اهمية الا تشهد المنطقة نزاعا عسكريا جديدا وتفضيل الحل الدبلوماسي".
ودعا ابو الغيط الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما الى ان "يقدر دور الدول الاقليمية في معالجة المشاكل بمناطقهم وبصفة خاصة مصر لا سيما في ما يتعلق بامن الخليج الذي لمصر به مصالح اساسية ودور فعال يستوجب التشاور المسبق معها في اي ترتيبات قد تكون محل تفكير".
وكانت القاهرة تكتفي حتى الان بالدعوة الى "حل سلمي" لمسألة الملف النووي الايراني وتبدي ترددا في تاييد العقوبات الدولية المفروضة على طهران.
واكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان المصري مصطفى الفقي الاربعاء ان طهران ليست بعيدة عن مواقف حركة حماس وقال ان قادة الحركة "اعترفوا صراحة بانهم يتلقون تمويلا من احد الاطراف" في اشارة الى ايران.
وينعكس اغلاق معبر رفح كذلك على الوضع الداخلي في مصر.
والاسبوع الماضي نظمت جماعة الاخوان المسلمين وهي حركة المعارضة الرئيسية في مصر التي خرج من عباءتها مؤسسو حماس تظاهرات طلابية في معظم الجامعات المصرية لمطالبة السلطات المصرية بفتح معبر رفح وكسر الحصار الاسرائيلي المفروض على غزة.
ورد مصطفى الفقي على الانتقادات الموجهة لمصر بالمساهمة في الحصار على غزة مؤكدا ان "مشكلة رفح سببها انقلاب حماس".
واضاف معبرا عن قلق نظام الرئيس حسني مبارك من سيطرة حماس على قطاع غزة "ان مصر لا تتحمل امارة اسلامية على حدودها الشرقية".
وتدخلت المؤسسة الدينية الرسمية ممثلة في شيخ الازهر الذي يعينه رئيس الجمهورية في الجدل عبر انتقاد حركة حماس لمنعها حجاج قطاع غزة من التوجه الى مكة لانهم حصلوا على تاشيراتهم من السلطة في رام الله.
وقال شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي ان "منع المسلم من اداء فريضة الحج جريمة نكراء".
وفي نفس الموضوع قال المرشد العام لحركة الإخوان المسلمين في مصر محمد مهدي عاكف إن الحديث عن منع حركة حماس حجاج قطاع غزة من التوجه للسعودية كذب، مؤكدا أن السعودية خصصت ألتأشيرة إضافية لحجاج غزة "وزعتها من سماها "مجموعة رام الله" على محاسيبها في القطاع"، حسب قوله.
وأشار عاكف في تصريحات نشرتها صحيفة الحياة اللندنية اليوم الخميس 4-12-2008 إلى إنه تلقى تقريراً من حماس عن قضية الحجاج يثبت أن هذا الحديث (عن منع الحجاج) كذب، وأن منع الحجاج ما هو إلا نوع من أنواع الحصار الجائر الذي فاق كل تصور... إنه شيء مخز".
وأشار إلى أن نحو 19 ألفاً من أهالي غزة قدموا العام الحالي طلبات للحكومة الفلسطينية "المقالة" لأداء فريضة الحج، "وأجريت قرعة لاختيار ألفين منهم لأداء الفريضة، إذ أن السعودية خصصت لهم ألفي تأشيرة لكل عام، ثم زادتها ألفاً أخرى هذه المرة".
وأضاف" لكن حكومة غزة فوجئت بأنها لم تحصل على أي تأشيرة لأي من الفائزين في القرعة، وذهبت التأشيرات من رام الله إلى مصر مباشرة، ووزعتها السلطة على محاسيبها وأحبابها في غزة"، كما قال.
وحول سؤاله عن رأيه في منع حماس أهالي غزة الذين اختارتهم السلطة من أداء فريضة الحج، فقال :" هذا عملهم وتقديرهم لا أتدخل فيه، لكن هذا ما حدث، فالظلم والحصار فاقا كل تصور واحتمال، وتضاءلت فرص أهالي غزة في أداء الفريضة في ظل منعهم من الحصول على التأشيرات التي تمكنهم من مغادرة القطاع باتجاه الأراضي السعودية