الربط الكهربائي بين دول الخليج

مشروع الربط الكهربائي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية

لمحة تاريخية عن المشروع:
قرر المجلس الاعلى لاصحاب الجلالة والسمو قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الدورة الثامنة عشر والتي عقدت في دولة الكويت خلال الفترة من العشرين الى الثاني والعشرين من ديسمبر سنة 1997م, قيام حكومات دول مجلس التعاون بتنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين دول المجلس من خلال تملّك وإدارة المشروع عن طريق هيئة مستقلة تُدار على أسس تجارية. على أن تقوم لجنة التعاون الكهربائي والمائي بدول مجلس التعاون بمتابعة تنفيذ المشروع.

لمحة عن الربط الكهربائي:
سيتم تنفيذ هذا المشروع الضخم على مراحل, بحيث تكون تدريجيا خلال فترات محددة. وفيما يلي استعراض لابرز المراحل بالترتيب الزمني لتنفيذها:

• المرحلة الاولى:
يتم ربط كل من دولة الكويت ومملكة البحرين ودولة قطر والمملكة العربية السعودية بخط كهربائي يصل بين :محطة الزور" في دولة الكويت إلى "محطة غونان" في شرق المملكة العربية السعودية, ثم إلى "محطة الجسرة" في مملكة البحرين ومن ثمّ إلى "محطة سلوى" في المملكة العربية السعودية ثم "محطة الدوحة" في دولة قطر انتهاءاً إلى "محطة ظريف" في دولة الامارات العربية المتحدة. وهذا ما يسمى بـ " الدائرة الكهربائية الشمالية ".

• المرحلة الثانية:
يتم الربط بين دولة الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وذلك بعد أن يتم الربط الكهربائي الداخلي فيها بين المدن والاقاليم. وتسمى هذه الشبكة بـ " الدائرة الكهربائية الجنوبية ".

• المرحلة الثالثة:
والتي بها يتم اكمال ربط "الدائرة الكهربائية الشمالية" مع "الدائرة الكهربائية الجنوبية", اللتان تم تنفيذهما في المرحلة الاولى والثانية.

علماً بأن, المدة التقريبية لتنفيذ المرحلة الاولى ست سنوات, والمرحلة الثانية والثالثة مع بعضهما ستستغرقان ست سنوات أيضا على وجه التقريب.

عدنا

مميزات الربط الكهربائي بين دول الخليج:
بداية, الربط الكهربائي بين الدول مطبق في العالم منذ زمن وهو عند الحديث عنه ( أي الربط ) من الناحية العلمية يوفر الكثير من المميزات للنظام الكهربائي. فتزيد الاعتمادية والموثوقية والاستقرارية. وجدير بالذكر أن نقول: أوربا كلها مرتبطة بنظام كهربائي واحد بالاضافة الى المملكة المغربية, وأيضا الولايات المتحدة الامريكية مرتبطة بكندا وغيرها الكثير حول العالم. نأتي الان الى ذكر مميزات الربط الكهربائي بين الانظمة الكبيرة.

مميزات الربط الكهربائي:
1. تأمين طاقة كهربائية لأي من دول المجلس عندما تتعرض لحالة طواريء لا سمح الله وذلك بدون أي تأثير سلبي على الدول الاخرى. لان الاحتياطي على صعيد الطاقة الكهربائية سيزيد لانه مجموع الاحتياطات المتوفرة لكل دولة .. بالتالي عند حدوث أي مشكلة فإن الاحتياطي موجود ويمكن استغلاله.
2. تحقيق عامل الوفرة الاقتصادية نتيجة الاستهلاك المشترك لبعض الوحدات بين الدول المرتبطة.
3. تقليل الحاجة الى القيام بمشاريع محطات جديدة وما يتبع ذلك من إنشاءات ومحطات نقل وأبراج مما يخفض نفقات التشغيل والصيانة.
4. زيادة قوة النظام ضد أي تأثيرات خارجية وأخطار من الممكن ان تهدد استقراره وهذا معروف في الشبكات الكهربائية فكلما زاد حجم النظام زادت قدرة على تحمل الضغوط.
5. من الممكن مع وجود نظام يربط بين الانظمة الكهربائية للدول نقل الطاقة الكهربائية من مكان تُنتج فيه بتكلفة أقل إلى مكان تصعب فيه عملية الانتاج لارتفاع التكلفة.
بالضافة للميزات التقنية يظهر أن المشروع له أهمية من ناحية كونه يعتبر ترجمة حقيقية لمباديء التعاون بين دول الخليج

عدنا
النتائج المرجوة من الربط الكهربائي بين دول الخليج:
نتيجة لانشاء شبكة الربط فإن كل دولة من دول المجلس ستتمكن من توفير ما يقدّر بحوالي 3000 ميغاواط, ولتوضيح أهمية تلك النتيجة أكثر فإن تكلفة انتاج 3000 ميغاواط من القدرة الكهربائية يكلف ما يقدّر بمليارين و700 مليون دولار أمريكي, فيما ستكلف شبكة الربط بأكملها حوالي مليار و 700 مليون دولار أمريكي, مما يوفر لدول الخليج مليار دولار امريكي تقريبا بالاضافة الى ما ذُكر سابقا من مميزات. وأيضا يشير مسؤولون إلى أن دول الخليج تحتفظ حاليا بـ 10% من اجمالي طاقتها الكهربائية كاحتياطي وهذه النسبة ستنخفض عند اكتمال شبكة الربط الى 5% مما يخفّض تباعاً تكلفة الاحتفاظ بهذا الاحتياطي من تكاليف صيانة وغيرها.

نقطة أخيرة تستعرض المعوقات التقنية التي تقف في وجهة المشروع ولو انها بسيطة, تكمن في اختلاف تقسيم الجهود والذبذبات بين دول مجلس التعاون ففي الكويت مثلا التردد يساوي 50 هرتز بينما في المملكة العربية السعودية التردد 60 هرتز وأيضا الجهود غير متساوية تمام .. وحل ذلك يكمن في شراء وتجهيز معدات أكثر من أجل تجاوز هذه المشكلة مما يعني زيادة بسيطة في راس المال. وهناك أيضا عيب إذا صح التعبير في عملية الربط وهي أن اي خطأ أو دائرة قصر ممكن تتطور الى انطفاء كامل للكهرباء وهي حاليا من السهل جدا تجاوزها نظرا لتقدم انظمة الكهرباء ووجود انظمة حماية مساندة تمنع حدوث مثل ذلك الشيء. وليس مثلما كان يحدث في السابق عندما يحصل خطأ في مولد ما وتتبعه بقية المولدات مثلما حصل في الرياض في التسعينات من عندما غرقت في ظلام دامس ومثلها دولة الكويت قبل سنتين تقريبا وأيضا مملكة البحرين.

مواقع وروابط ذات علاقة بالموضوع:

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]