اشرقت شمس العاشر من رمضان السادس من شهر اكتوبر لعام 1973 على رمال سيناء الجريحة الجهة الشرقية من القناة والعلم الصهيونى يرفف اعلى الساتر الترابى وتعالت ضحكات الجنود الاسرائيليين بقوة وهم يحتفلون بعيدهم القومى وبعيدا فى الجهة المقابلة من القناة كانت هناك عيون تتابع العلم الصهيونىوهو يرفف ..عيون مصرية تمتلىء بمزيج من المشاعر المتناقضة مشاعر الغضب والحزن مشاعر الرغبة واليأس مشاعر الامل فى غد افضل والخوف من مستقبل مجهول كل هذة المشاعر كانت فى لحظة واحدة يشعر بها الجندى احمد وشعر بغصة فى حلقة تكاد تخنقة فلم يستطع ان يمنع دمعة تحجرت فى عينة واخيرا وجدت السبيل لتجرى على وجهة وعلى عكس الجهة المقابلة كان الجنود المصريون يتكلمون عن امكانية الحرب وكذب القادة فى كل مرة وغضبهم من الاستفزازات المستمرة من الجانب الصهيونى وبينما هم على هذة الحال التفت احد الجنود مخاطبا احمد :انضم الينا وبمجرد ان نطق بهذة الجملة التفت الية احمد بقوة ثم اشاح بوجهة بعيدا وهو يسبح فى ذكرياتة الى قبل حرب عام 1967 حين تم تجنيدة بالجيش كان يشعر وقتها بالفخر والعزة وكان ينشر البسمة بين اصدقاء كتيبتة وكان محبوبا من الجميع وكان يتكلم كثيرا عن قوة الجيش المصرى وانة سيحطم الجيش الاسرائيلى ويحكى عن روايات البطولة و..وفجأة وبدون سابق انذار شنت اسرائيل هجوما على الاهداف العسكرية وابادت كتائب بكاملها واسرت اعدادا كبيرة من الجنود وقتلت غدرا ألافا من الجنود المصريين العزل وعاد احمد لكتيبتة ليجد ان اصدقاءة قتلى وجرحى والخراب والفوضى يعم الدنيا من حولة كانت صدمة اكبر من تحملة صدمة افقدتة اعز ما يملك ..افقدتة النطق ,حاول الجميع ان يعالجة ولكنة كان يرفض ويعلم ان كل ذلك هباء ويعلم اين يوجد علاجة الوحيد فساعتها اقسم الا ينطق الا هناك عند الضفة الشرقية وخلال كل هذة الفترة السابقة رفض الابتسام ولكنة كان دائم العمل وينفذ التعليمات بدقة ويساعد اصدقاءة و... وفجأةانتبة من ذكراتة على حركة غير عادية فى الكتيبة حركة تدل على الاستعداد للحرب وانتظر الجنود بفارغ الصبر وتعلقت عيونهم بقائدهم الذى تقدم تجاههم بقوة ووقف امامهم ونظر فى عيونهم طويلا واخيرا تكلم وقال : لقد جاءت اللحظة التى انتظرناها طويلا وابتسم وهو يقول الحرب عندما راى التهليل فى وجوههم .......استعداد هى الكلمة التى جعلت الجميع يكفون عن الكلام ..وفجأة شق السكون هدير قوى نعم انها الطائرات ولكنها هذة المرة تأتى من جهتنا وتعبر القناة ومع عبورها انطلق الاسود نعم الاسود الضارية الجائعة التى كانت متلهفة لافتراس العدو الصهيونى واشتعل القتال ومن بين القتال افرجت شفتا احمد ليتكلم لاول مرة منذ 6 سنوات وتحرك لسانة ليقول اللة واكبر اللة واكبر ويقاتل ويقاتل ويتمتم"ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل اللة امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون" وعينة معلقة على العلم الصهيونى حتى بلغة فتلقفة يمزقة وتناول العلم المصرى ورفعة مكانة وبينما هو يثبتة شعر برصاصة تخترق صدرة وتفجرت الدماء من صدرة وسقط البطل وهو ينظر الى العلم وهو يرفرف العلم المصرى و.....ابتسم
وسقط البطل
.......حيا ......ومازال العلم يرفف