الشادى مهندس جديد
عدد المساهمات : 27 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 العمر : 38 الموقع : الوطن رقم العضوية : 982 Upload Photos :
| موضوع: أبو القاسم الشابي 1 الخميس 8 مايو - 11:36 | |
|
ولد أبو القاسم الشابي في 1909 الشابية، قرب توزر
في أسرة موسرة وقد زاول والده محمد الشابي دراسته
بجامع الأزهر بالقاهرة حيث كان تلميذا نابها من تلامذة
الشيخ محمد عبدة ( 1905)، وعاد إلى تونس محرزا على
الإجازة المصريّة، وعيّن قاضيا أوّل أمره بسليانة (22 مارس 1910).
وكان ذلك بداية سلسلة من التنقّلات مكّنت أبا القاسم من معرفة
البلاد التونسيّة كلّها تقريبا، فقد كان يرافق اباه طول الوقت إلى
أن بلغ سنّ الدراسة [بالزيتونة] بتونس العاصمة، فاقتصرت
مرافقته إيّاه على العطل .
وكانت دراسة أبي القاسم الابتدائيّة باللّغة العربيّة دون غيرها
ثمّ أرسله أبوه، وهو لم يبلغ الثّانية عشرة إلى تونس لمتابعة الدّراسة
الثانوية بجامع الزيتونة.
أخذ أبو القاسم يحضر الدّروس التي كانت تلقي بجامع الزّيتونة،
وكان موضوعها الأساسيّ الفقه والعربيّة، إلاّ أنّه كان يختلف إلى
المكتبة ويكثر من المطالعة إلى جانب تلك الدّروس التي لم يكن ليكتفي بها.
فقد كانت - غير بعيد عن جامع الزّيتونة - مكتبتان على درجة من الأهميّة
كان أبو القاسم الشّابي يختلف إليهما بانتظام، وهما مكتبة قدماء
الصّادقيّة والمكتبة الخلدونيّة. ويمكننا أن نصنّف مطالعاته غلى ثلاث مجموعات :
· الأدب العربيّ القديم، وخاصة الشعراء (المشهورين أو المغمورين)
مع ميل واضح إلى الآثار الصّوفيّة.
· الأدب العربيّ الحديث من خلال مدرستي المهجر والمنشورات
المصريّة.
· الأدب الأوروبيّ من خلال التّرجمات العربيّة والمؤلّفات المعرّبة،
· وتتكرّر ثلاثة أسماء [في تلك المعلومات] بإجلال كبير وهي : "غوته" (Goethe) و"لامرتين" (La martine) و"أوسيان (Ossian).
وما أن تترك له كتبه بعض الفراغ حتّى يختلف بنفس الشّغف إلى
المجالس الأدبيّة والحلقات الدّراسيّة والمنتديات الفكريّة.
ويبدو أنّ الشّابّي أقبل في شهر أكتوبر 1927 على السّنة
الدّراسيّة التي أعدّ فيها شهادة التّطويع، وهي شهادة ختم الدّروس
الثانويّة (...) ثمّ انخرط في مدرسة الحقوق التونسيّة وبدأ سنته
الدّراسيّة الجديدة (1928-1929).
وفي عام 1929 القى محاضرة مشهورة في قاعة الخلدونيّة بتونس
عن "الخيال الشّعري عند العرب" , وقد عمل فيها على استعراض
كلّ ما أنتجه العرب من الشّعر، في مختلف الأزمنة وفي كلّ البلدان
من القرن الخامس إلى القرن العشرين ومن الجزيرة إلى الأندلس
واتّضح، من خلال سعيه إلى تحديد تصوّره الشّعر وإلى بلورة رؤية
شعريّة، أنّه ناقد على ثقة بنفسه وإن لقي صعوبة في إقناع سامعيه
الذين صدمهم أكثر ممّا استمالهم.
وقد فاجأت هذه المحاضرة التي ألقاها طالب في العشرين من عمره
لم يكن يعرف لغة أجنبية ولا غادر بلاده بما في أحكامها من جرأة
، وبما في الآراء الواردة فيها من طرافة، وبما في ذوق صاحبها من جدّ
، فأثارت في تونس أوّلا ثمّ بالمشرق العربيّ بعد ذلك سلسلة من ردود
الفعل العنيفة ضدّ مؤلّفها .
وأقبل عليه صيف ذلك العام بهموم جديدة : فقد غادر ابوه الذي
اشتدّ به المرض زغوان (1929) إلى مسقط رأسه، ولم يكن
بوسع الشابي إلاّ أن يشهد احتضار ابيه، فثار حينا وأحسّ بنفس
على شفا الهاوية حينا آخر وتوفّي أبوه - رحمه الله - يوم 8 سبتمبر
وبدأ الشابي 1930 كتابة "مذكّراته"... ولكنّه توقّّف للأسف عن كتابة
المذكّرات السّنة نفسها. وذكر في مذكّرة أنّه عليه أن يلقي محاضرة
عن الأدب العربي. وذهب صحبة بعض أصدقائه إلى الموعد
ولكنّه ألفى القاعة فارغة، فلم يعد أحد يرغب في الاستماع إليه بعد
محاضرته السّابقة عن "الخيال" . وقد أثّر فيه مشهد القاعة فارغة
تأثيرا عميقا، فنظم في نفس ذلك اليوم قصيدته الشّهيرة : كالنبيّ المجهول".
وأتمّ في تلك السّنة نفسها دراسته في مدرسة الحقوق التونسية،
وكان وقتها مريضا، ولسنا نعلم على وجه الدّقّة متى بدأ يحسّ بالمرض
غير أنّ أخاه الأمين ذكر أنذ عوارض المرض الأولى ظهرت عليه
سنة 1929 وظلّ مرضه غير معروف على وجه الدقّة ولم يسع إلى
الإقبال على عمل، بسبب مشاغله العائلية ومرضه أو بسبب تصوّره
دور الشاعر أو لكلّ هذه الأسباب مجتمعة.
وسهر على مصالح عائلته وواصل كتابة الشّعر، وظلّ على ما كان عليه
من نشاط وحماسة في بعث المنتديات الأدبية وبثّ الرّوح فيها.
وقضى صيف 1933 بالمشروحه بالتّراب الجزائري حيث رتّب ديوانه
وقد ظنّ عند عودته غلى مسقط رأسه أنّ الدّيوان قد ضاع في مصالح البريد
وتبدو الأزمة التي انتابته بسبب ذلك من خلال رسائله إلى صديقه
محمّد الحليوي.
وإثر هذه الأزمة النّفسيّة انتابته أزمات أخرى جسديّة أعادته إلى صراعه
المرهق مع المرض. ونكاد لا نعرف شيءا عن حياته طوال شتاء
1934، وقد ظلّ بتوزر، غير أنّ أزمة شديدة الخطر ( 1934) أجبرته
على ملازمة الفراش طوال بضعة أشهر، وأضحى يعاني من مرضه
الغريب شديد المعاناة، وأضحى يعاني خاصّة من عجزه عن الخروج
والاستمتاع بالطّبيعة .
وواصلت مجلّة "أبولو" المصرية نشر أشعاره بانتظام، فكان ذلك بداية الشّهرة.
وانتقل مع بداية الرّبيع غلى بلدة الحامّة التي تبعد عن توزر تسعة كيلومترات
ولكنّه كان متعبا، عاجزا عن الحركة، خائر القوى، وهو الذي كان قبلا لا تهدأ حركته، فصار يحسّ بأنّه منهك فصار قلقا وازدادت حاله سوءا، وتوالت عليه الأزمات فأجبرته على مغادرة الجنوب للمعالجة بشمال البلاد [...].
ووصل إلى تونس العاصمة 1934... ودخل يوم 3 أكتوبر 1934 المستشفى الإيطالي بتونس [مستشفى الحبيب ثامر]، وفيه توفى ورغم أنه مات وهو فى شبابه إلا أن له الكثير من التراث الشعرى الجميل وسوف أذكر لكم فى الموضوع القادم قصيدة نشيد الجبار
| |
|
MISS_R مشرفة قسم شخصيات هامه والأدب والشعر
عدد المساهمات : 3628 تاريخ التسجيل : 13/12/2007 العمر : 34 الموقع : Inside you رقم العضوية : 381 الأوسمه : Upload Photos :
| موضوع: رد: أبو القاسم الشابي 1 الجمعة 9 مايو - 22:16 | |
| شكراً لك بشمهندس الشادي علي هذا الموضوع واهلاً وسهلاً بك عضواً جديداً في منتدانا | |
|
الفرعون العاشق كبير مهندسين
عدد المساهمات : 621 تاريخ التسجيل : 15/12/2007 العمر : 37 الموقع : طيبة رقم العضوية : 388 Upload Photos : أهم مواضيعى :
| |