amir عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 1687 تاريخ التسجيل : 12/11/2007 العمر : 37 الموقع : computrs laps رقم العضوية : 236 Upload Photos :
| موضوع: فقر الأغنياء الجمعة 2 مايو - 14:35 | |
| كتب: محمد فؤاد الفقر داء يصيب الدول الكبري كما يصيب الدول الفقيرة, والاختلاف في أن ظهور أعراض المرض تختلف باختلاف نظرة العالم للدولة التي تعانيه. ففي الدول المعروفة بتلك الظاهرة كدول العالم الثالث تكون أعراض الفقر واضحة, أما في الدول ذات السمعة الكبيرة والتأثير الكبير علي الساحة الدولية فمن الصعب رؤية أعراض الفقر وتمييزها, وفي بعض الأحيان تصديق أن هناك فقرا.ولكن الحقيقة الواقعة أن الفقر موجود في كل دول العالم دون استثناء.
في دولة مثل الصين, قائمة الاثرياءتشير إلي أن متوسط ثروة أغني440 شخصية نحو200 مليون دولار. وهناك سبعة من أصحاب المليارات.
ومن المؤكد أن عشرات الملايين انتشلوا من الفقر المدقع منذ أن جاء الحزب الحاكم الحالي للسلطة قبل56 عاما, لكن الاحصاءات الصينية تبين أن عشرة في المائة من العائلات الحضرية, الأكثر ثراء في الصين, تملك الآن45 في المائة من الثروة الحضرية, بينما يملك العشرة في المائة الأكثر فقرا أقل من1.4 في المائة.
وترك ذلك التناقض الرئيس الصيني هو جين تاو ورئيس مجلس الوزراء الصيني وين جيا باو اللذين خلفا دينج شياو بينج يصارعان فارقا في الثروة يقول الاقتصاديون إنه أكثر اتساعا عما كان عليه عندما جاء الحزب الشيوعي للسلطة في عام1949. فقد بلغ متوسط الدخول في المناطق الحضرية بالصين9400 يوان(1164 دولارا) بينما كان الدخل في المناطق الريفية ثلاثة آلاف يوان(372 دولارا).. وقد اتخذت بكين خطوات في محاولة لدعم الدخول في المناطق الريفية وذلك من خلال السماح بزيادة أسعار الحبوب والبدء في توجيه الدعم الزراعي. كما ألغت أيضا الضرائب الزراعية وهي مؤسسة صينية عمرها قرون, وحاولت إلغاء مجموعة من الرسوم المحلية. ويعتقد أن' معامل جيني' وهو مقياس لعدم المساواة, يتراوح بين صفر وواحد يستخدمه الاقتصاديون لقياس التفاوت, يزيد في الصين علي0.45 وهو من أعلي مستويات التفاوت في العالم. وللهروب من الفقر في الصين يستمر سكان الريف في التدفق بالقطارات الي المدن التجارية الكبري ذات الانتعاش الاقتصادي.
والفقر في الولايات المتحدة الامريكية مرض مزمن لايمكن اقتلاعه. فـ37 مليونا من سكان أغني دولة في العالم يصنفون رسميا حاليا علي أنهم فقراء. وتظهر احصاءات حكومية أمريكية ان1.1 مليون أمريكي سقطوا تحت خط الفقر خلال عام واحد. ويعادل ذلك عدد سكان مدينة كبري مثل دالاس أو براج. وحتي المتفائلين لا يرون أملا يذكر في ان تتقلص أعداد الفقراء قريبا. وكان ليندون جونسون وهو الرئيس الأمريكي الذي أعلن الحرب علي الفقر قد قال إنه للأسف يعيش العديد من الأمريكيين علي هامش الأمل, بعضهم بسبب الفقر وبعضهم بسبب اللون ومعظمهم بسبب الاثنين. وقد كان ذلك في عام1964. وفي ذلك الوقت كان19 في المائة من سكان الولايات المتحدة يعيشون تحت خط الفقر حسب الاحصاءات الرسمية. وتراجعت هذه النسبة في الأعوام الأربعة التالية حتي عام1968 لتبلغ12.8 في المائة. ومنذ ذلك الحين لم تتغير النسبة كثيرا وقد بلغت آخرنسبة12.7 في المائة, الأمر الذي يثبت أن الفقر أصبح مرضا مزمنا في الولايات المتحدة الامريكية. ونسبة الفقر بين الأمريكيين السود الذين يعيشون تحت خط الفقر تصل إلي24.7 في المائة أي ما يعادل مثلي النسبة الإجمالية.
ويتم قياس الفقر في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال مكتب الاحصاء السكاني عن حالة الفقر وذلك مرة كل عام. وقد كشف إعصار كاترينا الأخير الكثير عن الفقر في الولايات المتحدة الأمريكية فقدأظهرت التغطية التليفزيونية التي شملت صورا قوية للمشردين والقتلي في نيواورليانز لقطة مقربة مفزعة لما لا يمكن لصفحات تقرير مكتب الإحصاء السكاني ان توضحه. وصدمت الصور العالم وأحرجت العديد من الأمريكيين, وأثارت مقارنات مع أوضاع في دول نامية من الصومال وانجولا إلي بنجلاديش. وأظهرت صور نيواورليانز اشخاصا من السود فقراء يستجدون المساعدة. وفي نيواورليانز التي تقطنها أغلبية من السود ظهرت الفوارق جلية عندما فر اصحاب المال والسيارات وكلهم تقريبا من البيض, بينما بقي أكثر من مائة ألف من السود ممن لا سبيل لهم لامتلاك سيارات محاصرين في المدينة التي غمرتها المياه.
وتساءل بعض المعلقين عما إذا كانت الأزمة قد أظهرت أن التمييز السياسي ـ وهو التعبير الأمريكي لوصف التفرقة العنصرية- الذي انتهي رسميا بصدور قانون الحقوق المدنية في عام1964 قد استبدل بتمييز اقتصادي, فانقسمت المدينة إلي قسم يسكنه السود الفقراء, وآخر يسكنه البيض الأغنياء.
و تظهر تلك التفرقة في العديد من المدن الأمريكية الأخري منها نيويورك وفيلادلفيا وديترويت واتلانتا وبالتيمور وسانت لويس واوكلاند وميامي وحتي العاصمة الأمريكية ذاتها. والحقيقة أن السيارة تقطع المسافة بين البيت الأبيض واناكوستيا أفقر أحياء المدينة في عشر دقائق و يبدو جليا من خلال المسافة أن المنطقتين تنتميان لعالمين مختلفين. لكن المشاهد التي أظهرت ان لون البشرة الأسود يعني الفقر في نيو اورليانز لا توضح الصورة كاملة. فعدد الفقراء البيض يزيد علي ثلاثة أمثال عدد الفقراء السود في الولايات المتحدة, ومعدل الفقر بين البيض يرتفع أسرع من معدله بين السود وذوي الأصول الاسبانية. وبالنسبة للعديد من الأمريكيين يظل الثراء مجرد حلم, وفي حين يثور الجدل حول طريقة قياس الفقر يقول المحافظون إن مكتب الإحصاء السكاني يبالغ فيه لانه لا يأخذ في الاعتبار حصص الغذاء وأشكال الدعم الأخري.
لكن هناك اجماعا علي شيء واحد هو ان الحد الأدني للاجور لا يكفي لإبقاء صاحبه فوق خط الفقر. غير ان الحد الأدني للاجور دون تأمين صحي أو عطلات يمثل فرص العمل الوحيدة المتاحة للملايين الذين لم يتلقوا سوي التعليم الأساسي. فالأعمال التي لا تحتاج لمهارات وذات الأجور الكبيرة في الصناعات الثقيلة, والتي رفعت الطبقة العاملة الأمريكية في وقت سابق إلي الطبقة المتوسطة تختفي والتراجع مستمر. فمنذ عام2001 فقد أكثر من2.7 مليون شخص عملهم في قطاع الصناعة التحويلية في الولايات المتحدة.
وكان الرئيس الأمريكي رونالد ريجان علي حق عندما قال في عام1988 إن الحكومة الاتحادية أعلنت الحرب علي الفقر.. والفقر انتصر.
في اليابان, تفيد بيانات وزارة الرعاية الاجتماعية اليابانية أن عدد المشردين بلغ نحو25 ألفا. وفي طوكيو وحدها يقيم6700 شخص في الحدائق وعلي ضفاف الأنهار, بعضهم يعيش من جمع العلب والصناديق الفارغة وبيعها, في صورة توضح أنه حتي في ثاني أكبر اقتصاد في العالم هناك من يسقطون من شبكة الأمان الاجتماعي. وأفادت دراسة أعدتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أخيرا أن معدل الفقر في اليابان ـ وهو نسبة الاسر التي تعيش علي دخل أقل من نصف المتوسط القومي ـ يبلغ15.3 في المائة اي ما يعادل نحو ضعف مستواه قبل عشر سنوات, وهو خامس أعلي مستوي في العالم. وقال هيرويوكي فوكوهارا استاذ اقتصادات العمل في جامعة اوساكا إن الحكومة تحتاج لايجاد سبل تحول دون انتهاء الأمر بالعاطلين إلي العيش في الشوارع, مثل تدريبهم كما يحدث في بعض الدول الأوروبية. وأضاف أنها لا تفعل سوي اتخاذ إجراءات لمساعدة المشردين وهذا لا يكفي. ولكن رغم ان خيام المشردين في الحدائق أصبحت مشهدا مألوفا فإنه يكاد لا يكون هناك متسولون في اليابان حيث يستطيع غالبية الفقراء العيش علي ثراء بقية سكان البلاد.
M_fouad76@hotmail.com | |
|