الانانيه والفرديه

‏6‏ ــ انظر إلي حالنا في كرة القدم‏,‏ استمع إلي المعلقين‏,‏ واختار من بينهم الكابتن ميمي الشربيني‏,‏ فمن المؤكد أنه أخطأ طريقه إلي الملاعب‏,‏ وكان من الممكن أن يكون كاتبا أو رساما‏,‏ فعنده تعبيرات مبتكرة وكثيرة‏,‏ وهو يخترعها فورا‏,‏ ولكن لان تعبيراته كثيرة‏..‏ فبعضها ينسيك بعضها‏,‏ وهو مثل كل المحللين الرياضيين يشجعون الفردية والانانية‏,‏ ويتوجون اللاعبين الصغار ملوكا وأباطرة وعباقرة‏,‏ لماذا؟ لاسباب يرونها‏,‏ وقد اعتادوا أن يقولوا‏,‏ واعتدنا ألا نسمع ما يقولون حتي نفهم ونتذوق علي مهلنا وبطريقتنا‏...‏ أما هذا الإرهاب والاسراف الشديد في المدح والقدح ــ فإن لم يفسد اللاعبين‏,‏ فمن المؤكد أنه يفسد المتفرجين ايضا‏...‏ ويعمق لدينا جميعا عبادة الفرد وغريزة الفردية وإزدراء العمل الجماعي والحياة الجماعية وشنق الروح الرياضية‏.‏
وغير كابتن ميمي الشربيني كثيرون ايضا‏,‏ فهو طراز من النقد الرياضي‏.‏

وإذا كنا نصف أنفسنا بأننا فراعنة‏,‏ فنحن علي حق‏:‏ فالفراعنة حكام مطلقون يملكون الناس والأرض‏,‏ وما عليها والشعب لا يملك شيئا‏,‏ فالفراعنة هي الحكم المطلق‏,‏ هي فردية الجالس علي العرش‏...‏ هو كل شيء والناس لا شيء‏,‏ فإن كان هذا هو المقصود فنحن اسم علي مسمي‏...‏ والنقاد الرياضيون هم الكهنة الذين يحملون المباخر والطبلة والمزمار‏,‏ وكل همهم أن يظل اللاعبون ركعا وسجدا للفرعون‏!!‏

فالرياضة التي تعلم الأوروبيين العمل الجماعي هي في مصر التي تعلم الناس الفردية والأنانية‏,‏ وإذا كان لابد من أن تشير أصابع الاتهام إلي أحد فالي النقاد والمعلقين والمحللين‏!‏