ألا ليتَ شِعري كيفَ في النَّأْيِ جَعفرٌ | وعَمروٌ وأعداءُ النبيِّ الأقاربُ؟ |
فهل نالَ أفعالَ النَّجاشيِّ جعفرا | وأصحابَهُ أو عاقَ ذلك شاعِبُ؟ |
تَعلَّمْ أبيتَ اللَّعْنَ أنَّكَ ماجِدٌ | كريمٌ، فلا يَشقى لديكَ المُجانبُ |
تَعلَّمْ بأنَّ اللهَ زادَك بَسْطَة ً | وأفعالَ خيرٍ كلُّها بكَ لازِبُ |
وأنَّكَ فَيضٌ ذو سِجالٍ غَزيرة ٍ | ينالُ الأَعادي نفعَها والأقارِبُ |
**********************************************أَلا مَن لهمٍّ آخِرَ الليلِ مُنْصِبِ | وشِعْبِ العصا من قومكِ المتَشَعِّبِ |
وجَرْبى أراها من لؤيِّ بنِ غالبٍ | مَتى ما تُزاحِمُها الصَّحيحة ُ لجربِ |
إذا قائمٌ في القومِ قامَ بِخُطَّة ٍ | أقاموا جميعاَ ثمَّ صاحوا وأَجْلَبوا |
وما ذنبُ من يَدْعو إلى الله وحدَهُ | ودينٍ قديمٍ أهلُه غيرُ خُيَّبِ؟ |
وما ظُلْمُ مَن يَدْعو إلى البِرِّ والتُّقَى | ورأبُ الثأَي في يومِ لاحينَ مَشْعَبِ؟ |
وقد جُرِّبوا فيما مَضى غِبَّ أمرِهِمْ | وما عالمٌ أمرا كَمَنْ لم يُجَرِّبِ |
وقد كانَ في أمرِ الصَّحيفة ِ عِبرَة ٌ | أتاكَ بِها مِن عائبٍ مُتَعَصِّبِ |
مَحا اللهُ مِنها كُفْرَهُم وعُقُوقَهُمْ | وما نَقَموا مِن صادِق القَوْلِ مُنْجِبِ |
| على ساخطٍ مِنْ قَومِنا غيرِ مُعتَبِ |
فأمسى ابنُ عبدِ اللهِ فينا مُصَدَّقاً |
فلا تحسِبُونا خاذِلينَ محمَّداً | لِذي غُرْبة ٍ منَّا ولا مُتَقرِّبِ |
سَتَمنَعُه منَّا يدٌ هاشِمِيَّة ٌ | مُركَّبُها في المجدِ خيرُ مركَّبِ |
ويَنصُرُهُ الله الذي هوَ ربُّهُ | بأهلِ العُقَيْرِ أو بسكَّانِ يَثْربِ |
فلا والذي يَخْدي لهُ كلَّ مُرْتَمٍ | طَليحٍ بجنَبيْ نخلة ٍ فالمُحَصَّبِ |
يميناً صَدَقْنا اللهَ فيها ولم نكُنْ | لنحلِفَ بُطلاً بالعتيقِ المُحَجَّبِ |
نُفارقُهُ حتى نُصرَّعَ حَوْلَهُ | وما بالُ تكذيبِ النبيِّ المُقَرَّبِ؟ |
فيا قَومَنا لا تَظْلمونا فإنَّنا | متى ما نَخَفْ ظُلَمَ العَشيرة ِ نَغْضبِ |
وكُفُّوا إليكُمْ من فُضولِ حلومِكُمْ | ولا تَذْهبوا من رأيِكم كلَّ مَذْهَبِ |
ولا تبدؤونا بالظُّلامة ِ والأذى | فَنَجْزيكمُو ضِعْفاً معَ الأمِّ والأبِ |
**************************************************