المثل الظريف في توصيف حكومة نظيف !!
سيرة الحكومة المصرية .. من وحي الأمثال الشعبية !!
هش هش يا دبانة .. أنا حبلة من مولانا !!
لأنها عندي مجرد فرقة مسرحية متواضعة المستوي ! ضعيفة التكوين الفني ! فهي لا تستأهل أن نتعامل معها بالجدية التي تعارف الناس عليها عندما يتحدثون عن الحكومات والوزارات وما تحتويه من خطط وآمال ورؤي وأشخاص ومناصب وغيرها !!
ولذلك فقد وجدتُ نفسي مضطرا لأن أستحضر ما في جعبتي من أمثال شعبية ساخرة كلما وقفتُ علي تصرف أو رأي أو إجراء لهذه الوزارة النظيفة !!
فلأنها حكومة رجال أعمال وأثرياء فقد تعاملوا مع الشعب بمنطق (( معاك قرش تساوي قرش!! مامعكش حاجة متساويش حاجة )) ولأن الشعب المسكين لا يملك شيئا فقد بدا واضحا أنه لا يساوي شيئا عند تلك الحكومة التي تعمدت إلي طحنه وإهدار كرامته !!
ومن هنا فقد نظر الشعب إليها علي أنها حكومة لا تمثله ولا تمت له بصلة بل واعتبرها الشعب مجرد نكتة يطالع نصها كل يوم عبر الصحف والفضائيات وهو يردد (( المجانين في نعيم )) و (( حاميها حراميها )) ؛ بل وينظر إلي كل قرار تصدره هذه الحكومة وهي تدعي فيه أنها تريد مصلحة الشعب ويقول : ((ياما جاب الغراب لأمه)) !! وهو يعلم أن الحكومة تقف من وراء الستار وتقول للشعب (( اخبط راسك في الحيط )) ثم تخرج له لسانها وتقول : ((مطرح ما تحط راسك حط رجليك )) ؛ فإذا أظهر الشعب بعض الغضب قالت ((اللي يزعل يشرب من البحر))
و (( اتـفـلـق )) و ((سكتنا له دخل بحماره))!! بل ويخرج علينا من يتهم الشعب بقلة الأدب وسوء التربية واصفاً غضب الناس بأنه عيب وإذا ((طلع العيب من أهل العيب ما يبقاش عيب )) ! وأن الله قد ابتلي هذه الحكومة النزيهة الشريفة بهذا الشعب الغريب الذي (( مخه متركب شمال )) ! وهو بحق شعب (( لا منه ولا كفاية شره )) !!..
فإذا قال الناس أليس من حقنا أن نتحرك كما تحرك الناس في فنزويلا وكينيا والواق واق ؛ سارع أحد الوزراء من أهل الهمة وقال : (( الشيخ البعيد سره باتع )) وشعبنا (( زي القرع يمد لبره )) ؛ بينما يقف أحدهم علي المنصة مذكرا بضرورة تمسك الشعب بثقافته وتاريخه الأصيل الذي ينصحه بخطورة ذلك الفعل ثم قال : ((عايبة ... بتعلم خايبة ... الاتنين نايبة )) !! بل يسارع وزير آخر ويقول : ((اتلم المتعوس على خايب الرجا)) !! واصفا الشعب بأنه ((عامل سبع البرومبة. )) وأنه ((مايعجبوش العجب ولا الصيام في رجب )) !!
وعندها يقف الحكيم الألمعي موبخاً هذا الشعب الذي لا يعرف قدرات حكومته السنية ولا يعرف كيف يذكرها الصهاينة والأمريكان ودول العالم الأول بكل خير !! ....
وهنا ينبري أحد المطحونين من عامة الشعب المسكين وهو يقول : (( قالوا للحمار ابوك مين ? قال : خالي الحصان)) .... ويتعجب من جرأة هذا الألمعي وكذبه وكيف يسمح لنفسه أن يقارن نفسه بهؤلاء ثم يقول بصوت مسموع : ((ايش انتي في الحارة يا منخل بلا طارة ..))!!
فينظر إليه الألمعي الوزير نظرة احتقار وهو يبصق علي الأرض ويقول : (( فقر وعنطزة ) ! ثم يستخدم وزير ألمعي آخر موهبته الصوتية وينادي بأعلي صوته مجلجلا ومحذرا : (( كل اللي عنده كلمة يلمها )) !! ألم تعلموا أننا أبناء علية القوم وسادة الأمة وأننا صوت الأمير وسوطه فليصمت الجميع قبل أن يدفع الثمن باخظا ثم قال :
((هش هش يا دبانة أنا حبلة من مولانا (( !!
وهنا صمت الجميع وآثر الصمت والسكوت !!
عودة الوزير !!
وفي الشارع نادي المنادي أن الوزير الفلاني قد عاد لتوه من بلاد الفرنجة مكللا بالنجاح والتوفيق ... وعلي من يريد مطالعة طلعته البهية فليخرج إلي موكبه ..... فخرج الغلابة ولما رأوه عابسا مكفهرا قالوا : (( كأنك يا أبو زيد لا رحت ولا جيت )) ؛ بينما حدث أحدهم صاحبه بقلة أدب واصفا الوزير فقال : (( رجع قفاه يقمر عيش )) و (( طلع من المولد بلا حمص )) !! وعندها قال له صاحبه وبنفس القدر من قلة الأدب : (( كان غيره أشطر )) !! هذا رجل (( لا له في الطور ولا في الطحين )) وهو (( زيشرابة الخرج )) !!
ثم وقف الوزير العائد من الخارج علي المنصة التي أُعِدَت له وظل يمدح رحلته وإنجازاته وخصاله العبقرية التي حققت للشعب المراد من الرحلة ..... فتجرأ أحد الرعية المقهورين وقال بصوت عال : (( فنجري بق )) كل هذا الكلام (( حيطلع على فاشوش)) .... وهنا تدخلت قوي الأمن التي تخدم الوطن والمواطن وأمسكت به ..... ثم أعلنت بعد فترة أن الرجل ( مختل عقلياً ) وأنه تم إيداعه في المكان الذي يليق به !
وفد للشحاته !!
والحكيم العريان
ولما ضاق الحال وأصبح الشعب يأكل التراب ! قال الناس لبعضهم فلنكل وفدا يقابل الحكومة .. فقال حكيم عريان (( اللي يشيل قربة مخرومة تنز على ضهره (( ومن يتجرأ ويذهب إلي هناك (( ذنبه على جنبه )) .... ثم اقترح الحكيم العريان أن يفوض الشعب أمره إلي الله وقال : (( كله سلف ودين حتي المشي على الرجلين)) .. والحكومة تتفنن في احتقار الشعب و (( ربنا مايرضاش بكده )) !! و (( من حفرحفرة لأخيه وقع فيها )) والله سبحانه (( يمهل ولا يهمل )) و (( تبات نار تصبح رماد .. لها رب يدبرها )) وكله (( مقدرومكتوب )) والذي يحدث معنا هو ابتلاء فلنصبر !!
وبعد أن استمع الناس إلي الحكيم العريان نزلوا علي رأيه وقالوا نصبر !!
لعل الله يفرج أمرنا غداً
............ ......... ..
وفي اليوم التالي
أفاق الناس علي ضجيج وهرج ومرج !!
فجنود الوزارة قد أمسكت بالحكيم العريان
وقيدته بالأغلال !!
ومشي الحكيم بين الجنود وهو يقول بصوت جهوري
السجن للجدعان.
موضوع: المثل الظريف في توصيف حكومة نظيف !! 
الخميس 17 يناير - 0:53
