بين «الإسقاط» و«الإسكات»
بقلم جلال عامر ٥/ ٢/ ٢٠١١
رأيت الحصان «داحس» والحصان «الغبراء» لكن ليس فوقهما فرسان بل بلطجية، وبعد موقعة «الجمل» فى ميدان التحرير رفعوا «الدستور» على أسنة الرماح والله أعلم بالنوايا، لذلك أنصح الشباب بسرعة تكوين «حزب التحرير» ليتحاور باسمه حتى لا يتفرق دمه بين الأحصنة القديمة.. وآه إن ضاع هواك وجاء يصرخ لى هواى.. وذهبت ملهوفاً إليك فلم أجد إلا صداى.. لأن «بوعزيزى» أفريقيا الشمالية هو «بوليفار» أمريكا الجنوبية وبلطجية «الانتخابات» هم بلطجية «المظاهرات» لكن الرحيل من «القصر» غير الرحيل من «الميدان».. فسارعوا إلى تكوين حزب الشباب دون إخطار لجنة الأحزاب..
وعظمة الإعلام المصرى أن مذيعى التليفزيون يؤيدون على الشاشة لكن موظفى التليفزيون يؤيدون فى الشارع ومن الحب ما قتل، فأنت لا يمكن أن تحاور من يثور بخالد الغندور وفطيرة الحاج مندور إذ يقال إن «ثورة مصر» غير «مباراة الجزائر» لكنه الفراغ السياسى والغباء الإعلامى بينما اختار تليفزيون الـB.B.C مراسلاً لمتابعة الأحداث بالصدفة اسمه «زين العابدين».. والليالى حبالى يلدن كل عجيب فأحياناً يلدن «أحصنة» وأحياناً يلدن «جمالاً» وأحياناً يلدن قططاً تموء من واشنطن «Now.. Now»..
ونتذكر أن المولى سبحانه وتعالى سلط على المصريين القدماء السبع عذابات لكنه لم يسلط عليهم البلطجية وهو ما يفعله النظام، الآن فالثورجية يريدون «إسقاط» النظام والبلطجية يريدون «إسكات» المظاهرات.. وبين «الإسقاط» و«الإسكات» تبرز أهمية حزب الشباب الذى يضمن حيوية الحركة وإن عادت إلى البيوت.. وطول عمرك يا خالة على دى الحالة ففى ثورة يوليو طالبوا بعودة الضباط إلى الثكنات وفى ثورة يناير طالبوا بعودة الناس إلى البيوت لمتابعة «خالد الغندور» حتى لا تفوتهم لقطة..
ونصيحة قانونية إذا قابلتك اللجان الشعبية أثناء حظر التجول وأنت تتحرك فحاول أن تعمل نفسك «تمثال» وإحذر أن يسرقه البلطجية، ولأن السماح طبع الملاح لذلك أطالب الجميع بالابتعاد عن روح الانتقام والاكتفاء بروح الخل المضادة لقنابل الدخان، وأن نفتح صفحة جديدة ونغلقها قبل بدء حظر التجول ثم يقوم الشباب بتكوين حزب دون استئذان لجنة الأحزاب ويكتفى بإرسال ورقة «الإشهار» إلى خالد الغندور.