ظرفاء لكن لصوص !!

ظرفاء لكن لصوص

بقلم إبراهيم عيسى

كل ما أخشاه أن يتم القبض علي اللصوص الذين سرقوا مطبعة البنك المركزي خلال ساعات كما تبشرنا

الأنباء القادمة من وزارة الداخلية!

ليه أخشي؟!

لأنه سينتاب المرء شك عميق في أنهم الجناة الحقيقيون، فهؤلاء لصوص خططوا ودبروا
سرقة قرابة ثلاثة ملايين جنيه من مطبعة البنك المركزي علي ما فيها من
حراسة علي مدي أربعٍ وعشرين ساعة وما حول المطبعة من احتياطات وما فيها من
تعقيدات وأفلتوا بالسرقة وخرجوا من خزانة مساحتها 28متراً وذهبوا لبيوتهم
بملايين الجنيهات، فكيف بهؤلاء بعد هذه الخطة المحكمة يسقطون في يد
البوليس بعد يومين ثلاثة؟!

لابد أنهم تحولوا فجأة إلي عصابة شادية
وصلاح ذوالفقار في «عفريت مراتي» أو إلي مجموعة من العبط والبلهاء الذين
يدبرون سرقة هائلة، بينما يتم القبض عليهم خلال ساعات! فإذا أسعدتنا
الداخلية فعلاً بالقبض عليهم حالاً بالاً في نهاية الفيلم، فسوف ننذهل من
أن مطبعة البنك المركزي- الذي هو صمام أمن مصر الاقتصادي- يمكن أن تتعرض
ببساطة لسرقة من مجموعة أغبياء يقعون في ساعات، فهذا يسحب الثقة تماماً من
أجهزة أمن البنك وإدارته!

طبعاً هناك حرص من الأمن المصري علي أن
يأتي بالديب من ديله إلي درجة تعذيب الخروف ونزع اعترافات منه بأنه ديب
وكمان له ديل لكي يسجل الأمن انتصاراً في حوادث تشكل فضائح تعري هشاشة
الأمن الجنائي في مصر الآن! ولهذا يسرع الجميع من مخبر القسم إلي مدير
المديرية بالحسم أنه تمام يا أفندم، فتكون الفبركة والكلفتة واللهوجة
واللخبطة التي تمنح المتهمين براءة بمجرد ما تشوف محكمة النقض وجوههم!

لا توجد طبعاً إحصاءات بأرقام جرائم السرقة والقتل والاغتصاب وهتك العرض وقطع
الطريق في مصر، فقد منعت الحكومة نشر هذه التقارير منذ سنوات، ولا نعرف هل
زادت الجرائم واتسعت أم انخفضت وتراجعت؟، لكن الأرقام نفسها يمكن أن يتلعب
فيها تزييفاً كما اللعب في صناديق الانتخابات، وكما يهزر الدكتور المهراجا
أحمد نظيف وينخع أرقاماً تصل بنا إلي نمو دول مثل الصين والهند، لكن أنا
راضي ذمتك هل تعتقد أنك تعيش هذه الأيام أمناً وأماناً من البلطجية
والحرامية؟!، هل حررت محضراً في قسم بسرقة شقتك أو سيارتك وأعادها لك
الأمن؟!

هل تنجو مصر من غزوات شباب العشوائيات، حيث معارك بالسنج
والسيوف والجنازير في الشوارع، وحيث تبادل إطلاق الرصاص في القري والصعيد
بين العائلات والأهالي؟، هل أنت محمي من الحرامية الذين ينزعون كل قطعة في
سيارة تركها صاحبها معطلة في طريق عدة ساعات؟، هل تجرؤ علي تحرير بلاغ في
مركز شرطة بلا خوف من البهدلة وقلة القيمة وتضييع الوقت؟

أعتقد لو بذلت الأجهزة الأمنية بعضاً من الجهد الذي تقوم به في مطاردة واعتقال
أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في ضبط الحرامية واللصوص لتغيرت أشياء كثيرة
في مصر.. للأحسن !

وأظن أنه لو اعتزل الإخوان السياسة وقرروا يشتغلوا حرامية فإنهم سينعمون

براحة رائعة خلال السنوات القادمة!

جريدة الدستور بتاريخ اليوم 10/5/2010

خلاص بغوا الحرامية ياخدوا بالهم احسن يتقفشوا

وبالنص
.
شكرا الحبار ع الموضوع
وربنا يستر عليك وعلينا وعلي ابراهيم باشا عيسي.

» لصوص لكن ظرفاء
» لماذا البدناء ظرفاء ؟؟؟؟؟
» حتى الأحلام لها لصوص !
» الفراعنة لصوص حضارة !!!!!؟؟؟؟؟؟؟