عـَودَة ُ الفـَارس
قالـَت بِدَمع ٍ في العيون ...
أنا لستُ أعرِفُ مَن تكون ...
يا صاحبي .. أنا لستُ أعرِفُ مَن أكون ...
اذهب بـِغـَرَامِكَ وسِنـِينـِكَ
وحَـنينِكَ .. اذهب يا مَأفـُون ...
وكـَفـَاكَ حَديثاً عن لـَيلـَى
لـَيلـَى قد ماتـَت يا مَجنون ...
لـَيلـَى قد ماتـَت منذ ُ قـُرون ...
*****
مَالـَكَ لا تـَصرُخ ُ مِن بَعدي
وتـُمَـزِّقُ أوصَالَ فـُؤادِك ...
مَالـَكَ لا تـَجري في الطـُّرُقاتِ
تـَهزُّ الأرضَ بِخـُطواتِك ...
مَالـَكَ لا تَبدُو مَهمُومَاً
وذَليلاً .. مَاتـَت كُلُّ مَعاني حَياتِك ...
أَوَ كـُنتَ تـُخـَادِعُ وجدَاني
وعَبثتَ سِنِيناً بِكياني
قـُلتَ بِأنّي كلُّ مُرادِك ...
*****
ما قـُـلتُ بِأنـّي عَاشِقـَة ٌ
بَل أنتَ المَجنونُ الوَلهان ...
ولِطِيبةِ قَلبـِي و حَـنـَاني
لـَمْ أصدِمْ قـَلبَـكَ بالنـُّـكران ...
وتـَمُرُّ السَّـنـَواتُ تِبَاعاً
ورَأيتـُكَ تـََحيَا مُلتـَاعاً
فـَرَحَمْـتـُكَ مِن ذلٍّ وهَوان ...
فـَقـَتـَـلتُ فـُؤادَكَ فـَـلتـَفرَح
الآنَ سَيُمكِنـُكَ الطـَّيران ...
حَرَّرتـُكَ مِن قــََيْدِ غـَرَامِكَ
فابْـلـُُغ هَـيَّا كلَّ عـَـنـََان ...
وابدَأ رِحلـَتـَـكَ إلى النـِّسيان ...
ابدَأهَا الآن ...
*****
يا شَمْسَ حَيَاتي و ضِِيائي
يا بَدراً يَـلمَعُ بـِسَمَائي
يا أجمَـلَ مِن كلِّ النـَّجمَات ...
سَافـَرتُ كثيراً في عَـينـَيكِ
لأبحَثَ عَـنكِ .. و ضَاعَت مِن عُمرِي السَّـنـَوات ...
أحلـَى السَّـنـََوات ...
واليَومَ تـَقـُولينَ بِأنِّي ذِكرَى مَا فـََات ...
وبِأنَّ دُمُوعِي وعَـنـَائي
عَبَث الأيام ِِ بـِِأشلائي .. مَحْضُ حِكايات ...
وبِأنـِّي الآنَ مِن الأموات ...
لكن هـَيهَات ...
مَا زِلتُ الفـَارِسَ تـَرهَبُـني كلُّ الساحات ...
مَا زِلتُ الفـَارِسَ بِالكَـلِمات ...
إنْ كَانَ فـُؤادِي قَدْ مَات ...
فَالمَيِِّتُ لا يَعشَقُ أحَدَاً
المَيِِّتُ لا يَخشَى أحَدَاً
المَيِِّتُ لا تـُجْدِي فِـيهِ الطـَّعَـنات ...
وبـِمَوتِ فـُؤادِي أ ُصْبِحُ أقوَى مِمَّا فـَات ...
جَـفـَّتْ عَبَراتي
قَد مَرَّ زَمَانُ العَبَرَات ...
وسَيَأتي يَومُ النـَّدَم ِ .. قَرِيبَاً آت ...
وسَيَبْحَثُ قَلبُكِ عَن حُبِّي
ويَدُورُ يُفـَتـِّشُ في دَرْبـِي
يَتـَمَـزَّقُ في كُلِّ الطـُّرُقَات ...
*****
لـَنْ تـَجـِدِي قَلبـِي مُـنتـَظِرَاً
في أيّ طـَرِيق ...
لـَنْ تـَجـِدِي الأشوَاقَ تـُـنادِي
مِن قَلبِ غـَرِيق ...
لـَنْ تـَجـِدِي الحُبَّ .. أو التـَّصدِيق ...
لـَنْ تـَجـِدِي إلا رَمَادَ حَـرِيـق ...
وجرحٌ في القـَـلبِ عـََمِـيـق ...
وبَـقـَايَا عُـصفـُور ٍ شَادٍ
قَـدْ كـَـفَّ اليَومَ عن التـَّحليق ...
من ديوان ريشة عاشق ل هانى جمال الدين
موضوع: عـَودَة ُ الفـَارس 
السبت 24 أبريل - 13:41
