نـحو المحو ... مقالة أكثر من راااائعة

نـحو المحو

1- يقول أينشتين.. «الثقافة هي ما تتعلمه بعد أن تنسي ما تعلمته في المدرسة».. وأضيف.. «الثقافة هي ما تتعلمه بعد ان تنسي كل ما تعلمته في المدرسة وفي الجامعة كمان»!

2- الآن استرجع تلك اللحظة.. كنت أجلس وحيداً وخائفاً علي ترابيزة خشبية كبيرة في بهو مدرسة مصطفي كامل الابتدائية.. تخترق وجهي أشعة شمس الصباح المبكر.. أرتدي حاجة غريبة لونها بيج وزرايرها من ورا زي المجانين واسمها «مريلة».. أحمل علي ظهري شنطة جلد جديدة مليئة بكل الكتب التي لم أعلم مدي عبثها ورداءتها سوي بعد أن كبرت.. تلك اللحظة العجيبة والمدهشة.. لحظة ما بعد طابور الصباح في اليوم الأول من سنة أولي ابتدائي.. وجوه كثيرة لأطفال مثلي.. يرتدون نفس الزي الغريب الذي أرتديه.. وعلي ظهورهم نفس الشنط.. مساقون إلي فصولهم في طوابير منتظمة.. اتنينات وكل واحد ماسك في إيد زميله.. المدرسون والمدرسات منتشرون في البهو.. ينظمون صعود الأطفال إلي فصولهم بخرزانات طويلة ورفيعة وملفوفة بالشكرتون (عشان تلسوع).. وكأن قلبي كان حاسس بالمصيبة السودا التي أنا بصددها (اللي هي مصيبة التعليم) .. ظللت طوال ذلك اليوم أبكي بدون توقف.. وبدون أن أعرف علي وجه التحديد.. لماذا أبكي بالظبط!

3- في خضم ذكريات تانية ابتدائي.. لن أنسي ما حييت هذا اليوم الشتوي.. كان البرد قارساً.. وهو ما أعطي للحدث عمقه ومغزاه ودلالته.. حيث أصرت الأبلة علي أن يخلع أحد التلاميذ في الفصل حذاءه.. لتمده علي رجله.. ليه؟! لأنه ماعملش الواجب.. الآن نسيت شكله وهو يصرخ.. وفيه عيلين من الشرطة المدرسية اللي في الفصل ماسكينه من إيديه عشان ما يفلفصش.. ومثبتين رجليه علي الدكة عشان العصاية مع البرد تلسوع أكتر.. ولكن ما لم ولن أنساه.. نظرته المكسورة أثناء عودته إلي دكته وهو يقفز علي بلاط الفصل البارد.. برجليه الحمراء الملتهبة من شدة الضرب.. كان الصمت يتسيد الفصل.. وكان التلميذ اللي مش عارف يمشي قد وصل إلي دكته.. وجلس عليها وهو يفتح الكتاب.. ويواصل الحصة.. والتعليم.. والبكاء!

4- عزيزتي الجامعة.. باسم كل قصة حب جميلة نشأت علي أرضك.. وكل ذكري صداقة حلوة ولدت علي أحد بنشاتك.. باسم كل بحث علمي كان ممكن يشقلب العالم ويغير التاريخ ولكنه للأسف لم يكتمل بسبب ضعف أو انعدام الإمكانات.. باسم كل موهبة تم تدميرها في مدرجاتك.. كل حق تم مصادرته بواسطة دكتور أو عميد أو ضابط أمن من ضباطك.. باسم كل انتخابات اتحاد طلبة مضروبة.. وكل مجلة حائط ممنوعة.. باسم كل ما حدث لأولادك وبناتك في فيلم الكرنك.. باسم كل طالب غاوي مزيكا وقاعد في مدرج حقوق.. وكل طالبة بتموت في الصحافة والرسم وقاعدة في مدرج تجارة.. باسم كل هذه الأشياء وكل هؤلاء البشر.. اتكلمي.. في مواجهة زمن أغبر وتعليم أكثر غباراً مثل الذي نعيشه.. لابد أن تتكلمي!

5- في الأساطير الإغريقية دائماً ما تجيئنا حكمة الأسطورة النهائية كاملة مع مشهد النهاية.. ففيه دائماً تكمن نتيجة تطور الأحداث.. وفيه يتضح ما انتهت إليه الأمور.. وفي الأسطورة الإغريقية.. يمكنك أن تضمن نهاية منطقية لصالح قوي الخير ضد قوي الشر.. أما بقي في الأساطير التعليمية.. فالحكمة النهائية تجيئنا مع مشهد النهاية.. اللي هو امتحان آخر السنة.. ولكن في الأسطورة التعليمية يمكنك أن تضمن نهاية منطقية لصالح قوي الشر ضد قوي الخير.. وسوف تظل تتذكر جلستك تلك في خيمة آخر امتحان في ليلة التعليم الفاشلة بالثلث.. سوف تتحسر كلما تذكرتها.. أياً كانت كليتك أو مجالك أو موقفك من دراستك أو بتدرس حاجة بتحبها أو بتدرس حاجة مابتحبهاش.. فكله في الآخر محصل بعضه.. خصوصاً أن الامتحان لا يقيس أي قدرات حقيقية للفرد في أي حاجة أو مجال من مجالات الحياة.. كما أن التعليم لا يؤهله أساساً لأي شيء.. حتي لو في إطار مجال بيحبه.. لهذا إذا رأيت طالباً في لجنة الامتحانات قاعد «بيفتكر».. مش «بيفكر».. إعلم حينها أن الليلة خربانة خربانة.. وتأكد أن قوي الشر.. انتصرت بالفعل علي قوي الخير!

6- أعزائي وعزيزاتي تلامذة مصر في كل السنوات الدراسية.. من كان يريد نتيجة آخر السنة عنده كتب الوزارة والدكاترة.. ومن كان يريد نتيجة آخر العمر.. عنده كل الكتب التانية.. المهم تكون غير كتب الدراسة!

خـــالد كســاب
جـريـــدة الدستور

سبحان الله لسه قارى الصفحة دى إمبارح !!

حلوة الحتة دى

اقتباس :: 4- عزيزتي الجامعة.. باسم كل قصة حب جميلة نشأت علي
أرضك.. وكل ذكري صداقة حلوة ولدت علي أحد بنشاتك.. باسم كل بحث علمي كان
ممكن يشقلب العالم ويغير التاريخ ولكنه للأسف لم يكتمل بسبب ضعف أو انعدام
الإمكانات.. باسم كل موهبة تم تدميرها في مدرجاتك.. كل حق تم مصادرته
بواسطة دكتور أو عميد أو ضابط أمن من ضباطك.. باسم كل انتخابات اتحاد طلبة
مضروبة.. وكل مجلة حائط ممنوعة.. باسم كل ما حدث لأولادك وبناتك في فيلم
الكرنك.. باسم كل طالب غاوي مزيكا وقاعد في مدرج حقوق.. وكل طالبة بتموت
في الصحافة والرسم وقاعدة في مدرج تجارة.. باسم كل هذه الأشياء وكل هؤلاء
البشر.. اتكلمي.. في مواجهة زمن أغبر وتعليم أكثر غباراً مثل الذي نعيشه..
لابد أن تتكلمي!

شكرا على المقال الرائع والكاتب ده كويس خالص متابعله مقالاته مع جمال فهمى فى آخر صفحة

والله الموفق

اقتباس :: وسوف تظل تتذكر جلستك تلك في خيمة آخر امتحان في ليلة التعليم الفاشلة بالثلث.. سوف تتحسر كلما تذكرتها.. أياً كانت كليتك أو مجالك أو موقفك من دراستك أو بتدرس حاجة بتحبها أو بتدرس حاجة مابتحبهاش.. فكله في الآخر محصل بعضه.. خصوصاً أن الامتحان لا يقيس أي قدرات حقيقية للفرد في أي حاجة أو مجال من مجالات الحياة.. كما أن التعليم لا يؤهله أساساً لأي شيء.. حتي لو في إطار مجال بيحبه..

مقالة رائعه جداااوبالفعل التعليم في مصر مهزلة بكل المقاييس
شكراً يابشمهندسه علي المقاله الرائعه

الحبار كتب:

سبحان الله لسه قارى الصفحة دى إمبارح !!

حلوة الحتة دى

اقتباس :: 4- عزيزتي الجامعة.. باسم كل قصة حب جميلة نشأت علي
أرضك.. وكل ذكري صداقة حلوة ولدت علي أحد بنشاتك.. باسم كل بحث علمي كان
ممكن يشقلب العالم ويغير التاريخ ولكنه للأسف لم يكتمل بسبب ضعف أو انعدام
الإمكانات.. باسم كل موهبة تم تدميرها في مدرجاتك.. كل حق تم مصادرته
بواسطة دكتور أو عميد أو ضابط أمن من ضباطك.. باسم كل انتخابات اتحاد طلبة
مضروبة.. وكل مجلة حائط ممنوعة.. باسم كل ما حدث لأولادك وبناتك في فيلم
الكرنك.. باسم كل طالب غاوي مزيكا وقاعد في مدرج حقوق.. وكل طالبة بتموت
في الصحافة والرسم وقاعدة في مدرج تجارة.. باسم كل هذه الأشياء وكل هؤلاء
البشر.. اتكلمي.. في مواجهة زمن أغبر وتعليم أكثر غباراً مثل الذي نعيشه..
لابد أن تتكلمي!

شكرا على المقال الرائع والكاتب ده كويس خالص متابعله مقالاته مع جمال فهمى فى آخر صفحة

والله الموفق

شكرااً لك بشمهندس هاني علي المرور العطر
وفعلاً الأستاذ خالد كســاب كاتب رائع ومقالاته جميلة جداً
عقبال ان شاء الله لما نشوفك كدة زيه وأحسن منه بأذن الله

بنت مصر كتب:

اقتباس :: وسوف تظل تتذكر جلستك تلك في خيمة آخر امتحان في ليلة التعليم الفاشلة بالثلث.. سوف تتحسر كلما تذكرتها.. أياً كانت كليتك أو مجالك أو موقفك من دراستك أو بتدرس حاجة بتحبها أو بتدرس حاجة مابتحبهاش.. فكله في الآخر محصل بعضه.. خصوصاً أن الامتحان لا يقيس أي قدرات حقيقية للفرد في أي حاجة أو مجال من مجالات الحياة.. كما أن التعليم لا يؤهله أساساً لأي شيء.. حتي لو في إطار مجال بيحبه..

مقالة رائعه جداااوبالفعل التعليم في مصر مهزلة بكل المقاييس
شكراً يابشمهندسه علي المقاله الرائعه

مش التعليم بس هو اللي مهزلة كل حاجة في مصر للأسف مهزلة
ربنا يصلح الحــال

وشكراً يا جميل علي المرور الجميل