shoot em up عضو مرشح للإشراف عن المنتدى الرياضى
عدد المساهمات : 1114 تاريخ التسجيل : 21/04/2009 العمر : 34 الموقع : qena castle رقم العضوية : 3029 Upload Photos : أهم مواضيعى : http://www.boswtol.com/editorial/editorial-article/10/april/22/12015
| موضوع: مقال عجبني: مصر تريد فولاً وطعمية.. لا رسائل غرامية لنزار قباني الأحد 3 يناير - 2:15 | |
| لو كنت مكان الرئيس "أنور السادات" لأوقفت المدعو "حاتم الطائي "عند وصوله إلى مطار القاهرة الدولي، وأحلته للنيابة العامة بتهمة تزوير التاريخ، وانتحال صفة الكرم الكاذب.
ولو كنت مكان الرئيس "السادات" لشطبت من كتب التاريخ في المدارس المصرية اسم هذا الرجل الذي استثمر لحم ناقته ألفاً وخمسمائة سنة ليمارس علينا أعمال النصب والاحتيال.
نعم، أيها السادة، إن "حاتم الطائي" الذي قرأنا عن كرمه الخرافي، وعطائه الأسطوري، وعن النار التي كان يوقدها حتى يأتي إليه الضيف، وعن الناقة التي كان يذبحها إذا فاجأه الضيف، "حاتم الطائي" هذا قد أعطاكم عمره من زمان... لم يعد هناك حليب.. ولا من يحلبون.. ولا ناقة.. ولا من ينحرون.. ولا نار.. ولا من يوقدون.. هل "حاتم الطائي" كذبة تاريخية كبرى؟ هل هو شخصية فولكلورية كجحا اخترعناها لنسلي بها أطفالنا قبل النوم؟ هل هو شطحة من شطحات المبالغة لجأ إليها المؤرخون العرب لخلق بطل من ورق؟ عربي من قبيلة طي.. ثم تحوّل مع الأيام إلى مواطن شحيح أم هل كان "حاتم" مواطناً من أسكوتلندا؟
مصر تضع يدها على بطنها من قسوة الجوع.. مصر ترهن أساورها.. وضفائرها.. وملاءتها.. وتمد يديها إلى شبابيك سيدنا "الحسين" طالبة المدد، ولا أحد يقرأ دموع مصر.. ولا أحد يرى جراح مصر.. ولا أحد قلبه على مصر!!
الأمريكان يذهبون إلى مصر سائحين.. والعرب يذهبون إليها (شمامي هواء.. قطافي ورد)... يحملون جنيهاتهم المهرّبة.. وشهواتهم.. ويحرثون شوارعها، وفنادقها، وزرقة سمائها، وأجساد نسائها، ومواضع كبريائها..
لا أحد يرى نزيف مصر.. لا أحد يسمع صدرها المثقوب بالسعال..
لا أحد يبصر كيف يبكي النخيل في عينيها الخضراوين..
فمصر عند العرب هي فندق شيراتون، وهيلتون، وشبرد، "ونجوى فؤاد"، و"سهير زكي".. وبقية الخصور والأرداف التي لا أتذكر أسماءها.. هي الجارية التي ترقص على موائد العرب.. والراقصة التي تزف أولادها في الأعراس.. والمغنية التي تحيي لهم الليالي الملاح..
وبدلاً من أن يدفع العرب الجزية لمصر؛ لأنها حَمَت أرضهم وأرزاقهم وأولادهم وأعراضهم من الاغتصاب.. نجدها تدفع الجزية للعرب وهي تبتسم..
نجدها تتسول الشاي، والطعمية، والفول المدمس، ورغيف العيش، بينما أثرياء العرب يقامرون في كازينو المقطم.. ويتجولون بسياراتهم الشاهانية (إسكندية - إدخال مؤقت (في حين تمشي أوتوبيسات مصر على ثلاث عجلات.. ويمشي الشعب المصري متكئاً على الله..
وبدلاً من أن يُقبّل العرب يد مصر من الوجه والقفا؛ لأنها حاربت بالنيابة عنهم وجاعت وعطشت بالنيابة عنهم، نجدهم يتوقعون من مصر أن تُقبّل أيديهم، وتُسبح بحمدهم، وتمسح أطراف عباءاتهم المقصبة..
كل هذا.. ومصر لا تفتح فمها، ولا تسمح لها كبرياؤها أن تعترف بحزنها وجوعها ومتاعبها، ولا تسمح لها أخلاقها وأصالتها أن تقول لعشاقها الكثيرين إن حجرتها التي تسكنها في شبرا البلد واقعة تحت الحجز؛ لأنها تأخرت عن دفع أجرتها..
إن مصر شبعت من باقات الزهر وقصائد الشعر التي يحملها إليها عشاقها العرب.. شبعت من المدائح والنياشين وبرقيات التهنئة في ذكرى العبور المجيد.. إن مصر بكل اختصار تريد أن تحاسب البقال.. وتدفع أجرة غرفتها..
ربما كانت مصر تستحيي أن تقول إن غرفتها محجوزة.. وإن البقال السوفيتي يطرق بابها كل صباح مطالباً بتسديد الفاتورة!! فاتورة طائرات الميج، وصواريخ سام التي ألقيت على أرض معركة تشرين. لذلك أسمح لنفسي أن ألفت نظر الإخوان العرب الذين يدّعون عشق مصر إلى أن غرفة حبيبتهم محجوزة.. وأساورها مرهونة.. وأثاث بيتها مطروح للبيع في المزاد العلني.. فإما أن يواجهوا مسئولياتهم برجولة.. وإما أن يأخذوا رسائلهم الغرامية وينسحبوا من مصر غير مأسوف عليهم.
أما أن تبقى مصر بالنسبة للعرب مجرد "وصلة طرب".. أو مسرحية هزلية في شارع عماد الدين، أو رحلة نيلية إلى الأقصر وأسوان.. فهذا في نظري منتهى الاستغلال لأرض مصر، وشعب مصر، وطيبة مصر، وآلام مصر..
إن مصر هي بروسيا العرب.. لا هونكونغ، أو سنغافورا، أو مونت كارلو العرب..
ولقد كان بإمكان الرئيس "جمال عبد الناصر" -لو أراد- أن يجعلها بخمس دقائق مونت كارلو ثانية.. لا هم لها سوى التزلج على الماء.. نهاراً.. ولعب الروليت ليلاً..
ولقد كانت الولايات المتحدة في عام 1952 على أتم استعداد لإعطاء "عبد الناصر" كل ما يريده من أجل تحقيق هذا الحلم الصغير.. ولكن "عبد الناصر" كان كبيراً.. والكبير لا يحلم أحلاماً صغيرة.. ولا يزال بإمكان الرئيس "أنور السادات" -إذا أراد- أن ينزع عن مصر صفة الدولة المحاربة، ويحول ألوف الملايين التي تنفق على الآلة الحربية المصرية إلى قطاع الاستهلاك فلا يضطر المواطن المصري للوقوف ثلاثة أيام في الطابور للحصول على قطعة صابون. أو أوقية شاي.
وهكذا كان لا بد لمصر من أن تختار بين الموقف السهل والموقف الصعب.. بين الزمن الضيق والزمن العريض.. بين أن تكون إسبارطة.. أو أن تكون جزيرة كابري..
وطبعاً.. اختارت مصر قدرها الإسبارطي.. وفي إسبارطة -كما في جميع الدول المحاربة- يأتي المقاتلون في المرتبة الأولى، ويقف الاقتصاد القومي خلفهم بكل قدراته.. أما الذين لا يقاتلون أو لا يذهبون إلى الجندية فيدفعون الضرائب وبدل الخدمة العسكرية. وهذا المبدأ يجب أن يطبق فوراً في العالم العربي الذين لا يقاتلون يدفعون لمن يقاتلون.
والدفع للمقاتلين يجب ألا يأخذ شكل التبرع.. أو الصدقة.. أو الزكاة.. وإنما يجب أن ينظم تنظيماً ضرائبياً لا يهرب منه كبير ولا صغير..
لو كنت مكان الرئيس" السادات" لجمعت العرب في غرفة واحدة وقلت لهم بالحرف العريض ما يلي: أنتم تملكون مالاً ولا تقاتلون، ونحن نقاتل ولا نملك مالاً.. ومصر لا تستطيع أن تسكن إلى ما شاء الله في غرفة مرهونة.. فإما أن تدفعوا أجرة الغرفة أو ستضطرون مصر إلى الانتقال نهائياً من الحي العربي.. إلى بلاد الجان وأحضان "كسرى أنو شروان."...
نٌشر في جريدة الاسبوع العربي
عام 1975
| |
|
عبير رمضان مراقب عام المنتديات
عدد المساهمات : 3897 تاريخ التسجيل : 09/04/2008 العمر : 56 الموقع : في قلب مصر رقم العضوية : 994 Upload Photos :
| موضوع: رد: مقال عجبني: مصر تريد فولاً وطعمية.. لا رسائل غرامية لنزار قباني الأحد 3 يناير - 10:06 | |
| - اقتباس :
- نٌشر في جريدة الاسبوع العربي
عام 1975
يااااااااااه هذا الكلام ذكر منذ 35 عاماً تري ماذا كان سيكتب هذا الكاتب اذا رأي مايحدث الان وما صار اليه حال مصر وما صار اليه حال العرب معها ولكن نحن لا نستطيع ان نلوم علي احد اذا كان يوجد من ابناء مصر نفسها من يملكون الكثير ويبخلون عليها بالقليل ويوجد من ابنائها من يسرقون من خيراتها الكثير ويتركونها صفر اليدين ولا يبالون نعم العرب مخطئون ولكن خطأنا نحن أشد وقعاً واكثر ايلاماً
شكراً جزيلاً علي هذه المقاله المتميزة سلمت يداك
| |
|
basto0o عضو موقوف نهائيا
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 17/11/2009 العمر : 33 Upload Photos :
| موضوع: رد: مقال عجبني: مصر تريد فولاً وطعمية.. لا رسائل غرامية لنزار قباني الإثنين 4 يناير - 10:29 | |
| الله عليك يا اسعد فعلا موضوع رائع جدا و معبر علي اللي بيحصل | |
|