eng_ghost مراقب عام المنتديات والحوار العام ومنتدى الهندسة المدنية
عدد المساهمات : 4632 تاريخ التسجيل : 16/04/2008 العمر : 38 الموقع : just in my dreams ,, i can reach any place رقم العضوية : 1036 Upload Photos :
| موضوع: حبـ نـااااار ــك !! الجمعة 18 ديسمبر - 3:40 | |
| .................................
حبك...... نار
هل عرفت يوما ذلك الحب ....النار ؟!
الحب الحار ....
الساخن ......
الملتهب .....
ذلك الحب الذى ما ان يدخل قلبك ,حتى يشعل النيران
فى كل خلاياه ويحول الدماء فيه الى حمم , لا تبقى على كيانك
ذرة واحدة ,الا وتتحترق لهفة لرؤية المحب , ومقابلته , والعيش
بين ذراعيه , حتى آخر العمر ....
وللوهلة الاولى ,يبدو ذلك اشبه بالحلم , الذى يتمناه كل
انسان ان يحياه , ولو ليلة واحدة ...
الحلم فى ان يحب , بكل هذه القوة ....وان يحب ايضا , بالقوة نفسها .......
وقديما ,كانت كل قصص الحب من ذلك النوع حيث يغرق
الحبيب فى عشق محبوبته ,منذ اللحظة الاولى , ويمتلكه حبها حتى
النخاع ,فيقاتل فى سبيلها ,ويخوض غمار الحروب والمعارك , حتى
يفوز بها ....
او لمجرد ان يثبت لها حبه .... وهذه الصورة دائما جميلة
وخلابة , وبالذات للجنس اللطيف , اذ أنه ما من فتاة او
امرأة فى العالم , الا وتتمنى ان يحبها شخص ما , كل هذ
الحب العاصف الجارف ......
وان يذوب عشقا لخطواتها .....
وهمساتها .....
ولمساتها....
وحتى لمجرد مرأها ....
والانثى ,كل انثى تجد فى هذا الحب كل الراحة ....
والاطمئنان ..... والسعادة ......
والامان ...
ولكن بشرط واحد ....
ان تميل الى من يحبها كل هذا الحب ....
وان يمكنها هى ايضا ,على نحو او اخر ,وان تحبه .....
فإن لم يتحقق هذا الشرط , الاساسى جدآ
فالحب نفسه فى هذه الحالة سيتحول الى نار حقيقة ...
نار تلسع ....... وتلهب .....
وتحرق ايضا .....
ويتحول الحلم نفسه , بكل وادق تفاصيله ,الى كابووس .....
كابوس بشع ,يرتجف المرء كلما اوى الى فراشه خشيه ان يلتقى به فى منامه .....
فماذا عن صحوه ؟
فالمحب الذى يعشق الاخر بحب من نار , لايمكن ان يقبل بالتنازل عنه ابدآ...
مهما كان الثمن ...
ومهما كانت التضحيات ...
ومهما بلغت الصعاب ...
فإن لم يظفر به مباشرة فسيظل يطارده فى الحاح ....
ويقاتل للظفر به ...
ويجاهد للفوز بمشاعره .....
وبالنسبة للطرف الاخر ستصبح هذه مشكلة , ما بعدها مشكلة ....
وبالذات لو كان الطرف الاخر هو الانثى ....
فالانثى تركيبة خاصة جدا , تختلف تمام الاختلاف عن الذكر ,
فى ان مشاعرها قوية ...
واضحة ... واثقة ....ومؤكدة ...
وهذا بالنسبة لها شخصيا على الاقل ...
وبسبب كل هذا فمشاعر المرأة مباشرة جدا , ولا تقبل فى نظرها
المساومة او التهاون ....
وليس لديها اى حل وسط ....
فهى اما ان تحب ......
او لا تحب ....
والحب او اللاحب يحولان المرأة الى كائنين مختلفين تماما ...
فإذا ما أحبت اصبح المحبوب هو كل شىء فى الوجود ....
ملامحه وسيمة ...
دعاباته مضحكة ...
أفكاره عبقرية ....
وحتى اخطاؤه ,هى نتاج حكمة ,وذكاء وبعد نظر ...
اما لو لم تحب فكل شىء ينقلب الى العكس تماما ....
الملامح تصبح مستفزة ...
الدعابات سمجة ...
والافكار غبية ...
اما الاخطاء فهى تعبير عن الحماقة , والسخافة وقصر النظر ...
ومن الطبيعى ان تسعد كل امراة فى الدنيا , عندما يحبها
حبا من نار شخص وسيم ...
لطيف ...
وعبقرى ...
ومن الاكثر طبيعية ان تضيق او حتى تغضب اذا ما جاء
الحب من شخص مستفز وسمج وغبى ايضا ...
وكل هذا طبعا من منظورها وحدها ...
فمن الممكن جدا ان تتفق الدنيا على ان ذلك الذى يحبها شخص ممتاز
او رائع وتتمناه كل انثى فى الدنيا
ولكنها وحدها لا ترد هذا
فلا تحب
ولا تميل
او تتفاعل ....
وعلى العكس تماما فقد تجد دهشة عارمة فى وجوه
الجميع , من سخافة وضآلة وتفاهة الشخص الذى وقعت فى
غرامه امراة ما وذابت فى عشقه
كما لم تذب امراة فى عشق رجل من قبل !!
ويالسعادتها وفرحتها لو احبها هو بدوره ....
ويا لروعة الدنيا لو كان حبه من ذلك النوع ....
الحب النار .....
والتاريخ المكتوب او حتى الروائى لا يتوقف طويلا امام اى حب
,حتى ولو كان حبا من نار , لو انه من طرف واحد ...
ففى هذه الحالة يعتبر الحب دوما , نوعا من الحب اليائس ...
البائس
الفاشل.....
اما لو حدثت المعجزة ,واصبح الحب من نار
,من الطرفين فى ان واحد , فلا أحد فى الدنيا يمكنه ان يتجاهل هذا ...
او حتى يدير عينيه عنه ...
فالنار تلتقى بالنار ليضعان معا شلالا من اللهب لا يمكنك
الا ان تتوقف امامه مبهوتا ومبهورا ....
وربما حاسدا ايضا ...
ولانه حب مزدوج من نار والنار تلتهم كل ما يعترض
طريقها فى المعتاد فذلك الحب النادر يبدو اشبه بموجة
هائلة تكتسح امامها كل شىء فى الوجود لتثبت قوتها ...
وتؤكد صدقها ....
وتستقر هادئة متماسكة فى النهاية ...
وراجع معى التاريخ ...
التاريخ الفعلى ...
والتاريخ الروائى ....
من منا يجهل تفاصيل الرواية الخالد روميو وجوليت
عندما ربط بينهما حب من نار , تجاوز الخلافات الازلية
والموروثة بين عائلتيهما وتحدى وعناد واصرار الاسرتين
وقاتل عنف الجميع لمنع ارتباطهما الذى لم يكتب
له ان يتم فى الحياة الدنيا , وانتهى الى لقاء فى الحياة الاخرة .
ومن لم يسمع اشعار عنترة العبسى فى محبوبته
وابنة عمه عبلة الذى قاتل من اجلها جنود كسرى ليعود اليها بالنياق الحمر ...
بل ومن منا لم تبهره قصة الملك ادوارد الذى تخلى عن عرشه وملكه
وخلع عن راسه تاج انجلترا حتى اخر العمر
,ليفوز بقلب حبيبته مسز سمبسون ويكتفيان معا بدوقية
ويندسور التى احتوت حبهما المشتعل حتى اخر لحظة فى حياتهما ....
ولا حظوا أنه فى معظم هذه القصص كان هناك شخص ثالث ...
حبيب اخر يتملكه ايضا حب من النار ...
ولكن البطلة ترفضه ....
وتنبذه...
بل وتكرهه ايضا ...
الحب اذن من نار فى كل الاحوال
ولكن ليست كل النيران عظيمة ...
محبة
او
سخية ....
هذا ما علمناه ايه التاريخ ....
وما لقننا اياه الادب ...
وما اكدته لنا الدنيا ...
وما اوصلنا اليه التفكير المرتب المنطقى , عندما نناقش فكرة الحب الملتهب
عندما يتملكه الرجل اتجاه المرأة ...
والان علينا ان نتساءل عما يمكن ان يحدث لو ان العكس هو الصحيح ..
لو ان المرأة هى التى تحب الرجل حبا من نار!!!!
صحيح ان الحالات المعروفة فى هذا المضمار نادرة
,الا ان هذا لا يعنى انها غير موجودة على نطاق واسع ....
كل ما فى الامر ان المرأة ليست لها الجرأة الكافية
للافصاح عن حبا من نار يلتهم اعماقها تجاه رجل لا يشعر بوجودها ...
ولان ثقافتنا ما زالت شرقية ذكورية متزمتة مهما بدا
العكس فى الاونة الاخيرة , فالمجتمع يواجه المرأة بالصدمة
والاستنكار والاذدراء وربما النفور ايضا , لو انها افصحت
عن حقيقة مشاعرها ,اتجاه رجل ما ...
فما بالك لو ان مشاعرها هذه من نار !
لذا فقد نمت المرأة ونشآت وترعرت وتربت على اخفاء مشاعرها وكتمانها ....
بل وانكارها فى بعض الاحيان .....
ولكن هذا لا يمنعها من السعى المستميت , للفوز بمن اشعل قلبها ...
وللمرأة فى هذا وسائل مختلفة , تبدا بمحاولة لفت الانتباه وايقاظ المشاعر
وتنتهى بمحاولات الاغواء فى حالات نادرة ...
وبعض الرجال يسعدهم جدا ان تسعى المرأة خلفهم ,لان هذا يشعرهم باهميتهم
وكفاءتهم وجاذبيتهم تجاه الجنس الاخر ...
وهذا النوع من الرجال ينبهر اذا ما لمس نيران حب انثى ما ....
وربما يسقط فى حبها ايضا ويوفر لها مشوارا من السعى والتعب والمحاولة ...
او تروق له اللعبة فيتمادى فى اظهار لا مبالاته لينعم بسعيها خلفه اكثر واكثر ..
والمرأة لديها ذكاء خاص فى هذا المضمار بالذات وهى تدرك بسرعة حقيقة مشاعر الرجل
اتجاهها وتتخذ قرارها بناء على حصيلة دمج مشاعرها بمشاعره ومن منظورها الخاص جدا ...
فقد تواصل القتال مع تغيير التكتيك ...
او تتوقف لالتقاط انفاسها واعادة دراسة الموقف ...
او تدرك انها تخوض حربا خاسرة ...
فتنسحب ....
والحالة الاخيرة لا تلجأ اليها المراة ابدا الا اذا ادركت ان الرجل الذى شغف به قلبها
واقع فى عشق اخرى...
وان تلك الاخرى تبادله عشقا بعشق ....
فى هذه الحالة فقط تدرك ان القتال عقيم وان جبهة اخرى قد فازت بالنصر فى المعركة ...
وهذا ليس امرا حتميا بل من الممكن جدا ان تواصل المراة القتال على الرغم من كل هذا...
وعندئذ تتحول الى كتلة من النار بالفعل ...
نار تحرق كل من امامها بلا رحمة او شفقة وتلقى خلف ظهرها كل
القواعد والتقاليد , فى سبيل الفوز بمن تحب ..
والفوز فقط ..والدافع هو الحب نفسه ...
الحب النار ....
وعلى الرغم من كل ما سبق ومن الصورة الملتهبة التى
يصنعها الحديث عن الحب النار
الا انه حب قصير المدى مهما طال عمره ...
تماما كالنار ...
تحرق وتنتشر وتلتهم ...
ثم لا تلبث ان تهدأ وتخبو وتنطفىء ...
وتتحول الى رماد ساخن , سرعان ما يبرد
ويبرد...
ويبد....
فمشكلة هذا النوع من الحب هو انه يحتاج الى حطب يزكيه باستمرار
ويضمن اشتعاله على النحو نفسه طوال الوقت
ومشكلته الكبرى ان طرفيه يعشقانه ويأبيان التخلى عنه او القبول بتحوله
الى حب هادىء عميق مستقر
ولان دوام الحال من المحال فمن الطبيعى ان تهدأ نيران الحب بالارتباط ...
وان يفقد سمته الاساسية ....
الالتهاب ...
وعندما يغضب احد المحبيين ويثور,......
وهذا امر طبيعى لانه يتفق تماما مع ذلك النوع من الحب ...
الحب النار ...
| |
|