عن الملوخية الفكرية و القلقاس المنطقى

كنت الهث من الركض فى الشارع و من الحر،و كان الجو خانقا و الزحام لا يطاق لكننى
شققت طريقى حتى وجدت مكانا يصلح للوقوف..
و هنا اطبقت يد حديدية على ذراعى فكدت اطلق سبة على هؤلاء الذين يهوون قطع خلفنا
بلا مبرر..
وجدت امرأة ترمقنى باهتمام اثار رعبى..ثم تسألنى اغبى سؤال ممكن ان تسأله لفتاة حرانة
و مخنوقة و تقف على ساق واحدة:
-انتى مرتبطة يا حبيبتى؟؟
-مم..بفف..وشش؟؟؟
-بقولك مرتبطة يا حبيبتى؟؟
طبعا رد على غرار (ونتى مال اهلك) سيجلب الوبال على رأسى،سلمت امرى لله و اجبت
-احم..لا يا (تانت) مش مرتبطة..
-وانتى بقة لسة طالبة ولا خلصتى؟؟
قلت وانا احاول التملص من قبضتها على ذراعى:
-والله يا (تانت) انا قدامى عشرين سنة تقريبا و اخلص،ده طبعا قبل معمل دراسات عليا
و دراسات واطية و..و..
-لية يا حبيبتى وانتى فى كلية ايه؟؟
-طب يا (تانت)..
فجأة افلتت المرأة ذراعى كأننى اخبرتها اننى مجذومة و لامؤاخذة،و تراجعت انا للوراء شاعرة
بالصدمة و بعض الاهانة،رغم اننى لم القى ابنها ولا يهمنى ان سقطت سقالة على نفوخه او
شوى فى فرن بلدى مع عشرة حواوشى..
و هنا يا اطفال..اذ فجأة..
انفتحت امام عينى حقيقة ان البنت فى مصر لا تختلف كثيرا عن اللحمة البتلو و الفراخ
و البطاطس و المانجة العويسى..فكل (قطعية) لها تسعيرة، الكتف غير الريش غير الممبار،
و الدكتورة لها سعر،و المهندسة سعر،و البيضاء سعر و السمراء سعر،و ذات الشعر المكتكت سعر
و ذات الشعر المسحسح سعر..
و الانيقة سعر و المبهدلة سعر..
فى حالتى تلك افلتتنى المرأة لاننى فى طريقى المنيل بنيلة لان اكون طبيبة..و لان المرأة تفكر
بمنطق سفينة نوح ،حيث تتزاوج انثى الفيل مع ذكر الفيل ،و انثى اللقلق مع ذكر اللقلق، تتزاوج
ايضا الطبيبة مع طبيب..و زواج طبيبة من محاسب مثلا يماثل فى ذهنها زواج سنجاب من اخطبوط..
انا لا اعرف ابنها ولا اريد ان اعرفه،لكن بالطبع افلاتها لى بذلك الشكل اهان كبرياء انوثتى-اه والله
فى انوثة مستخبية فى مكان ما-و جعلنى اشمئز من ذلك المنطق الملتوى المريض فى التفكير..
انا اكره فكرة تسعيرة البنت..حيث يتم وزن البنت بالكيلو على غرار:مؤدبة و حلوة و مؤهل ايه و بتاع ايه..
كأنها تضيف اثقال الى الميزان لتزن كيلو طماطم من ام حسن..
الفكرة هنا ان يمكن ان اتساوى مع اى فتاة فى نفس (مؤهلاتى) بصرف
النظر عن اختلاف شخصياتنا..وهذا شئ يثير القرف لاننى اشعر وقتها اننا دمى معروضة فى
واجهة محل،و يلغى انسانية الفتاة تماما..يحولها الى (شئ) و ليس (شخص)..
و نظرت للمرأة فى غل..و الى جميع النساء فى المكان..ووجدت برطمان المش اياه مستقرا
فى تجويف جمجمة كل منهن..وسمة التخاذل اياها على الرؤوس..و اعتياد النساء على
الاساءة المعنوية-مش كل الاساءة ضرب بالجزم- حولهن الى مسيئات لانفسهن..والى كائن ممسوخ
مبعثر..يجد فى الرجل (ضل ولا ضل الحيطة) و فى العريس (رزق)..و فى انفسهن كيلو
كباب من عند (بلبع)و هن على هذا شاكرات..
و تنهدت..
و اكملت صلاتى فى صمت،ترحما على روحنا جميعا..
"تمت"

((من يهن يسهل الهوان عليه،و ما لجرح بميت ايلام..))

عن الملوخية الفكرية و القلقاس المنطقى 899620

سلمت يداك يابشمهندس
موضوع راااااااااااااائع
جزاك الله عنا كل خير

» التفسير المنطقى لكلام الرجل والمرأة
» كتاب عن قواعد حقوق الملكية الفكرية