شاهدت في برنامج وثائقي أن الجرادة وهي فردية تكون حشرة وديعة تأكل وتتصرف باتزان, ولكن هناك طورا آخر لها هو الطور الجماعي الذي يجعلها شرهة, ونهمة, تأكل ما تراه وتسبب الفناء للزرع والحرث, وحين سرحت بتفكيري وجدت أنه ينطبق علينا نحن البشر,
أولا: قد تشاهد بعض الأفراد وتجدهم في عموم حياتهم في وداعة وهدوء ولكن قد تجدهم منساقين مع مجموعة شرسة فتظهر عليهم الشراسة والعنف( الشره الجنسي في الشوارع).
ثانيا: قد تشاهد شعوبا مستكينة طوال تاريخها ثم تقوم بثورة عارمة وتصبح دموية, شديدة القسوة مثلما حدث في فرنسا.
ثالثا: قد تجد شعبا قام بنهضة شديدة في فترة من فترات تاريخه, وربما لا تصدق أنه قام بها, مثل الشعب المصري الذي ادعي البعض أن الأهرام انشأها أشخاص من الفضاء, لعجزهم عن فهم السبب وراء إنجاز هذا الشعب, ومع ذلك وبعد كل هذا التاريخ, تجد أنه توقف عن الإبداع.
واستنتج من ذلك أن الهدف الجماعي والانضمام إلي الجماعة هو السبب في تغيير سلوك الأفراد وتحولها من السلبية الي الإيجابية, ويصبح الأفراد كمجموعة, أكثر قوة وتأثيرا.
أما ما يحدث من أن يترك الفرد الجماعة ليصبح وحيدا سلبيا فهو من أهداف إبليس بأن يجعلك ترغب في التميز الفردي الذي تسبب في خروجه من الجنة بأن قال: أنا خير منه.
إن هذه هي حالنا الآن, فثقافتنا صارت ثقافة فردية, فردية في العبادة, فردية في الهدف, فردية في الحياة الاجتماعية ولن ينصلح حال الأمة الإسلامية إلا إذا بدأنا في نشر هدف جماعي يجمعنا للصلاح والإصلاح.
إن الله أحب صلاة الجماعة عن صلاة الفرد وأثابها سبعة وعشرين ضعفا علي الصلاة الفردية, وهذا يدل علي أنه يريد أن ينزع منا الرغبة في التميز الفردي علي حساب المجموعة, من هنا علينا أن نبحث عن هدف جماعي يلم شملنا.