eng_ghost مراقب عام المنتديات والحوار العام ومنتدى الهندسة المدنية
عدد المساهمات : 4632 تاريخ التسجيل : 16/04/2008 العمر : 38 الموقع : just in my dreams ,, i can reach any place رقم العضوية : 1036 Upload Photos :
| موضوع: مُرَاسِلُكُم أبو سُهيل من ..(1).. ( شرق العُوَيْنات ) .. الثلاثاء 16 يونيو - 1:25 | |
| قبَّلتُ ولدي و ربتُّ على كتف أمِّهِ مبتسمًا ؛ ثمَّ حملتُ حقيبتي على عاتقي و انطلقتُ .. مضيتُ أسعى حالمًا بذلك المنصب الذي أتاني من حيث لا أدري !!.. منصبٌّ كبير في شركة خليجية تعمل في بلادي .. شركة تعمل في ملايين أو مليارات الجنيهات !!.. و لا يعيبها إلا موقع العمل ( شرق العوينات ) !!.. تلك البقعة التي بدأت فيها واحدة من أكبر التجمُّعاتِ البشريَّة عصرَ ما قبل التاريخ !!.. فنقش على جدران كهوفها و دوَّن ما رآه حوله من مروجٍ خضراء و أيكٍ غنَّاء .. لكنَّها صارت اليوم صحراء شاسعة فلا زرع و لا ماء .. و سبحان الله مُقدِّر البِلا و النَّعماء ؟؟!!.. :: مضيت عالمًا أنه تفصلني عن موقع العمل أربعٌ و عشرون ساعة من السفر المتواصل !!.. لم يرُعني ذلك و لم يفتّ من عزمي .. فالراتبُ ذو الأصفار الثلاثة يمحو أي تعبٍ و يُزيل أي مشقَّة !!.. :: و حين وصلتُ بعد لأواءٍ و جُهدٍ و جِهاد ؛ استُقبلت استقبال الفاتحين و طلبوا منِّي الراحة ليومٍ واحد إلا أنني انطلقت إلى العمل !!.. فكانت أدواتي : عقلي و لساني و سيارة بيك آب دفع رباعي حديثة و كاب كاكيّ اللون !!.. :: شركة تحوز مساحات شاسعة تربو على السبعين ألف فدان ( و الفدان 4200 متر مربَّع ) .. تطفو تلك الأرض على مياهٍ جوفية من أعذب المياه في العالم هي صافي مياه النيل التي تخترق التربة لتبقى في قيعانها العميقة دهورًا طويلة ؛ و يُسمِّى ذلك الخزان الجوفي بـ ( خزان الصخر الرملي النوبي Nubian sand stone reservoir ) .. :: عملٌ دؤوب في شمسٍ حارقة تنقلب إلى بردٍ قارصٍ ليلاً !!.. و رغم ذلك فالسماءُ الصافيةُ هي خيرُ غطاء .. و الجوُّ حالمٌ ينقلك إلى عصورٍ من ماضي الأرض السحيق !!.. ماكيناتٌ عملاقة تؤدي العمل كله أتت من بلادها رأسًا دون المرور على الوكيل – و وكيل الماركة العالمية هو وزيرٌ مشهور !!.. - !!.. و شبابٌ تركوا بيوتهم من أجل الأصفار الثلاثة !!.. مجتمعٌ بلا نساء و لا أطفال !!.. آفات و هوام و دواب و أصناف عجيبة من البشر تحيط بك من كل جانب !!.. بين القرية الرئيسية و بين السودان ثلاثة عشر كيلومترًا و بينك و بين ليبيا ثلاثون !!.. بل إن القرية نفسها لا تتبع الحكم المحلِّي و لا المحافظة !!.. بل تتبع وزارة الزراعة وحدها !!.. على الحدود إذًا .. ويح الحدود من خطَّها إلا استعمارٌ لعين !!.. :: المهم .. تراكم الآن حلمتم بما فيه الكفاية !!.. فإلى الصدمة !!.. ما هي ( شرق العوينات ) .. و ما حقيقة التنمية فيها و إلى أي مستقبل تقودنا ؟؟!!.. :: : الأراضي : مملوكة لوزارة الزراعة و وزارة الأوقاف و الجيش فقط .. ليس غيرهم له حق التملُّك هناك !!.. و لا يحق لأحد أن يؤجِّر مساحة تقل عن عشرة آلاف فدَّان ؟؟!!.. و لا أذكر هل كان إيجار الفدان السنوي مئتي جنيه أم ألفين ؟؟!!.. و لذلك لا مجال لشباب الخريجين هناك و لكن تؤجَّر الأراضي – رسميًا - لشركات أجنبية ( عربية أو غير عربية ) بعقود طويلة الأمد ( 25 عامًا ) !!.. أو تؤجَّر من الباطن لمستشمرين مصريين صغار – صغار = بيلعب في كام عشرة مليون كده !!.. – و لذلك تجد المحاصيل المنزرعة و نظم الإدارة هناك لا تخضع للدولة و لا يحزنون بل هي تابعة لهوى صاحب المال ؟؟!!.. و غالب ما تزرعه الشركات الخليجية هناك هو نوعٌ من البرسيم يصدَّرُ جافًا – على صورة مكعَّبات - إلى بلدانها لتغذية البهائم .. و لا حظَّ لبهائم مصر فيه !!.. فوزارة الزراعة تؤجر أراضيها للمستثمرين و تترك ما في حوزتها بورًا .. إلا بعض برسيمٍ و اشباهه لزوم التصوير في زيارات الشخصيات الهامة !!.. و كذا وزارة الأوقاف !!.. إلا الجيش هو الأنشط هناك و الأكثر إنتاجًا من وسط قطاعات الدولة ؟؟!!.. أنعِم بجيشنا من مُزارِع !!.. :: : المحاصيل المنزرعة : الجيش يزرع القليل من الأرض بالقمح بينما سائر المساحات الشاسعة يزرعها شعيرًا يورَّد لشركة شهيرة تصنِّع منه ( البيرة ) !!.. و بعض الأراضي يزرعها أنواع فاخرة من الفاكهة لن تَرَهَا في السوق المحلِّي .. و لا في أحلامك !!.. و سائر الشركات تزرع عدة أصناف !!.. بصل .. يقطَّع و يُجفَّف و يُصدِّر معظمة لشركات تصنيع الشمبانيا في أوربا !!.. فول سوداني .. بعضه يُصدَّر كـ ( مزَّة ) يؤكل مع الخمور !!.. - و ( المزَّة ) لمن لا يعرفها هي للخمر كما الشطَّة للكُشري و كما الكاتشاب للبطاطس المقلية !!.. - و بعضه الآخر يُصدَّر لمصانع تابعة لحلف الأطلنطي و الجيش الأمريكي لتصنيع ( زبدة الفول السوداني ) و هو وجبة أساسية في إطعام الجيوش الغربية الغازية لديار المسلمين !!.. و الغالب الأعمَّ يزرع شعيرًا و مصيره كمصير سابقه ( بيرة ) !!.. و الذي ذكرته هذا يعرفه جميع العاملين من أول مديري الشركات و حتَّى أصغر عامل في الأرض !!.. و رغم ذلك لا يبالون إطلاقًا بما يأكلون حرامًا و إثمًا مبينًا .. عجبًا و الله هل هان أكل الحرام الظاهر الواضح إلى هذا الحد !!.. :: : الأيدي العاملة : مهندسو ميكانيكا و كهرباء و زراعة .. و فنيون من نفس المجال .. فكل شيءٍ يُدار بالماكينات و لابد من متخصِّصي الصيانة يطوفون على الحقول باستمرار فكل حقل مساحته لا تقل عن 24 فدان و لا تزيد عن 110 أفدنة ( و هي مساحة حقل واحد يُسمى بيفوت أو مِحوَر زراعة ) .. و رغم ذلك عددهم قليل جدًا مقارنة بحجم العمل !!.. فقد يشرف مهندس الصيانة الواحدة على ثلاثين جهازًا عاملاً ؟؟!!.. إداريون .. تجده بتاع كلُّه !!.. فهو محاسب تكاليف و مسئول مشتريات و كاشير رواتب و تغذية و سكرتارية و .. و .. و كل هذا توفره الشركة على نفسها فتجعله كلُّه في واحد براتب واحد ؟؟!!.. برت بلس عرض خاص !!.. عمَّال .. من أبأس ما ترى في حياتك .. أغلبهم من صعيد مصر يعملون باليومية تحت سُخرة مقاولين لا يراعون فيهم إلاَّ و لا ذمَّة – و لا العمال كذلك !!.. – جاؤوا لهذا المكان القفر لأنهم لا يملكون ما يسافرون به إلى الخليج .. و آهي مذلَّة بمذلَّة و أدينا فبلدنا !!.. سائقون .. للتريلاَّت و الجرارات و المُعدَّات و السيارات بيك آب .. و قد ترى المهندس المحترم يعمل سائقًا إضافةً لعمله الهندسي .. و لا حرج فباقي زملائه المهندسين يركبون في الصندوق !!.. و الناس درجات !!.. و لا بديل .. فبديل ذلك أن يمشي يوميًا قرابة الستين كيلومترًا على قدميه ؟؟!!.. طبَّاخون .. و ذلك في بعض الشركات !!.. تلك التي توفر الإقامة الكاملة خمسة نجوم مع التكييف و شاشة عرض فضائية 40 بوصة .. و شيشة متعمَّرة كمان !!.. أما سائر الشركات فقد تجد الفرد يشرب الماء في جركن المبيدات بعد شطفه !!.. أو يأكل من معلبَّات تاريخية أتى بها معه من بلاد البشر قبل شهور و شهور !!.. مقاولون .. يعملون في تعبيد الطرق و نقل الوقود و الغذاء و كافة شيء ؛ مما يشمل تهريب المخدرات و سائر الممنوعات عبر الحدود !!.. و لأول مرة أرى ( القات ) و هو نوعٌ من أوراق النباتات المخدرة يباع في الكشك الوحيد الذي يعتبره أهل شرق العوينات بمثابة الهايبر ماركت العجيب و الرهيب !!.. : الخبراء العاملون : مكسيكيون و أسبان و ألمان و مصريون .. معظمهم فنيون في بلادهم غير حاصلين على بكالوريوس حتَّى !!.. و القليل منهم أساتذة و باحثين !!.. بعضهم لا يجيد العربية و لا الإنجليزية !!.. و بعضهم يجيد العربية بصورة تثير التساؤل و الريبة لأنه لم يطا أرضًا عربية – غير محتلَّة من قبل - !!.. و ثلاجاتهم عامرة بمشروباتهم الخاصة .. و الخاصة جدًا ؟؟!!.. تورَّد إليهم باستمرار من ( أبي سمبل ) و المسافة بينها و بين شرق العوينات ليست هينة .. و لكن رغبات الأجانب أوامر !!..
::
| |
|
eng_ghost مراقب عام المنتديات والحوار العام ومنتدى الهندسة المدنية
عدد المساهمات : 4632 تاريخ التسجيل : 16/04/2008 العمر : 38 الموقع : just in my dreams ,, i can reach any place رقم العضوية : 1036 Upload Photos :
| موضوع: رد: مُرَاسِلُكُم أبو سُهيل من ..(1).. ( شرق العُوَيْنات ) .. الثلاثاء 16 يونيو - 1:27 | |
| : الرعاية الطبيِّة : أقرب مستشفي تبعد 400 كيلومتر و هي في أقرب قرية تابعة للحكم المحلِّي من موقع العمل .. يتخلل هذه المسافة 150كيلومترًا تسمَّى ( وادي الأشباح ) ؟؟!!.. بينما في القرية الاستثمارية تجد وحدة صحيَّة لا تصلح لخياطة جُرحٍ في أصبعك الصغير !!.. و لذلك تعرف يقينًا لماذا يموت مصابي حوادث السيارات من النزيف رغم نجاتهم من الاصطدام !!.. و لماذا تنفجر الزائدة الدودية لعساكر الجيش قبل أن يُشخَّص ما بهم من ألم !!.. و ذلك لم يمنع الرومانسية الحالمة لطبيب الوحدة !!.. فطلبه الوحيد كان أن يتنزه مع زوجته في الصحراء و يعمل أحدنا كسائق لهذين العصفورين السعيدين !!.. ملحوظة زوجة الطبيب هي واحدة من خمس نساءٍ أسطوريَّاتٍ قدِمن مع أزواجهنَّ إلى أرض الأجداد !!.. :: : الطُّرُق : ( أسفلت على البارد ) بلا أساسات .. و هو لمن يعلم يصبح عجينًا هلاميًا عجيبًا أو قشورًا كقشور السمك مع كثرة الاستعمال .. و كنت أجدني أقفز و أقفز بالسيارة كما يقفز أي متسابق رالي يحترم نفسه أو كوشق الإستبس تمامًا !!.. و عداد السيارة أمامي يزيد يوميًا 300 كيلو متر .. فقط !!.. و أحيانًا تغرز العجلات ثلاث مراتٍ في يومٍ واحد رغم أن السيارة دفع رباعي ؟؟!!.. و لست وحدي .. فلقد كنا ذات يومٍ خمس سيارات نؤنس وحشة بعضنا البعض .. و الله المستعان !!.. و ليس عجيبًا مع ذلك أن يموت ثمانية أفراد في حادثٍ واحد .. أحدهم لم يعرفه المسعفون حتى أعادوا وجهه إلى رأسه بعد أن كان بعيدًا عنه .. قليلاً .. يرحمهم الله و يرحمنا !!.. و الحمد لله أنني لم أنقلب بالسيارة كما حصل ذلك أربع مرات في سيارات شركتنا وحدها !!.. :: : الأمن الصناعي : و ما هو الأمن الصناعي ؟؟!!.. إن كل حقلٍ ( مئة فدان ) يسقيه جهاز ضخم دوَّار يسمَّى ( مِحوَر pivot ) و هذا الجهاز يسحب الماء من بئرٍ خاص بمضخة شديدة السَّحب غاطسة أو سطحيَّة .. و هذه الأخيرة و معها جهاز الريّ يعملان بالكهرباء و طاقة الحركة التي تتولد من محرِّك ضخم جبَّار هو محرِّك تريلاَّ رابض على الأرض !!.. ترى هذا له احتياطات أمان خاصة في التعامل ؟؟!!.. فهو مليء بأجزاء مشحونة و أجزاء تدور بسرعة لا تتخيلها ما لم ترها ؟؟!!.. لكن لا ضوابط !!.. كل كم يومٍ يأتيك خبرٌ سعيد !!.. فلانٌ طار أصبعه .. و فلانٌ سقط من أعلى المحور ( ارتفاع ثلاث طوابق تقريبًا ) فكسرت أسنانه أو ذراعه !!.. و فلانٌ كاد يحترق !!.. و كل هذا لاعتماد نظام متخلِّف في التشغيل ؛ لم يعد مستخدمًا لدى الكثيرين .. و لكنه التوفير في أثمان المعدَّات .. و آهو الأيدي العاملة ببلاش ؟؟!!.. و العاقبة عندكم في المسرَّات ؟؟!!.. :: : أماكن إسكان العمالة : ستجدها نموذجًا مُصغرًّا لواقع الحياة في هذه الدنيا !!.. طبقاتٌ بعضها فوق بعض !!.. و الناس مقامات ؟؟!!.. فهناك شقق تؤجرها وزارة الزراعة للشركات بألف و خمسمائة جنيه في الشهر !!.. مُكيَّفة ذات حمامات نظيفة جدًا و نوافذ حديثة !!.. و على بعد رمية حجرٍ مساكن من دور واحد تعود بك إلى أيام ( الوِسِيَّة ) – عزبة الباشا - حيث بُنيت كيفما اتُّفِق و لا تصلح إلا لستر العورات !!.. و إيجارها عشرين جنيهًا في الشهر للعاملين بالوزارة !!.. و كل هذا في قريةٍ تبعد عن أماكن العمل الأساسية بما يقارب المائة و عشرين كيلومترًا !!.. يعني يلزم الأفراد الانتقال يوميًا بمقدار ضعف هذه المسافة – ذهابًا و عودة - !!.. فتجد مائتي عامل في مقطورة يسحبها جرار زراعي تحت قيظ الشمس ؛ و بعضهم قد تعلَّق تحتها بين العجلات !!.. و من أراد أن يسكن جوار حقله الذي يعمل فيه – و في أكثر الأحيان ليس له في ذلك إرادة و لا اختيار - فبعض الشركات صنعت قبوًا تحت الأرض – على سبيل التكييف الطبيعي - ذا نوافذ عالية ينام فيه العمال تجده أشبه شيءٍ بجُحرٍ للنملِ أو الجرذان !!.. و بعض الشركات نصبت في مواضع العمل بارافانات – بيوت مؤقتة يمكن نقلها - تتفاوت هي الأخرى بين المُكيَّفة ذات الثلاجات و الحمامات المشتركة !!.. و بين صناديق الشحن - كونتينر - التي تم تطويرها لتصبح سكنًا للعمال و المهندسين !!.. لا ضوابط و لا لوائح و لا شروط حاكمة !!.. تفضل أيها المستثمر فافعل بنا ما تشاء ؟؟!!.. :: : الخلاصة : الأراضي يستغلها مستثمرون أجانب في زراعة محاصيل تصدير مُعفاه من الجمارك !!.. بينما نحن نعاني أزمةً في القمح ؛ قد يحلها زراعة نصف هذه المساحة أو أقل من النصف !!.. و يقول بعض المُندسِّين - الوِحشين اللِّي مش كويِّسين - أن هذه الشركات تحجز الأرض بتمويل إسرائيلي من الباطن حتَّى لا تنزرع قمحًا أو حتَّى لا يُباع برسيمها للبهائم المصريَّة ؟؟!!.. و أما المحاصيل المنزرعة .. فإما الخمور و لوازمها و ما يستعان به على حرب المسلمين .. أو في أحسن الأحوال أعلاف لإطعام بهائم أجنبية لن تعود على بهائمنا بالنفع !!.. فرص العمل تصلح للعذَّاب فقط !!.. لأنه لا يوجد مجتمع تستطيع أسرة – عاقلة - أن تعيش فيه !!.. لا مستشفيات لا مدارس لا أسواق لا أي شيء .. مطلقًا .. فبالتالي عليك أن تختار بين المال أو الأسرة !!.. و الشباب الأعزب يريد أن يذهب إلى السينما و يتكلم مع صديقته بالساعات في الموبايل و هذا صعب تقنيًا حيث لا يوجد شبكة من أساسه .. اللهم إلا موبينيل في نطاق قطره 12 كيلومتر !!.. كما أن أقرب سينما تبعد حوالي 700 كيلومتر تقريبًا ؟؟!!.. - و متطلبات الشباب الأساسية هذه كالسينما و التليفونات الغرامية !!.. تبين مقدار الهمة العالية و التميز الذي يتميز به شبابنا المغوار !!.. - باختصار البنية التحتية .. لا يوجد !!.. شباب يصلح لمهمة .. لا يوجد !!.. المهمة التنموية .. ما تعني بالمهمة التنموية .. و ما هي التنمية من الأساس ؟؟!!.. :: : ملاحظات : مدير ورشة الصيانة التابعة لإحدى الوزارات هناك ( الباشمهندس فلان ) لا يزال طالبًا في كلية التجارة ؟؟!.. و لكنه ابن مدير كبير !!.. أحد كبار المستثمرين هناك هو ( الحاج عِلاَّن ) صاحب أكبر مزرعة خنازير في مصر ؟؟!!.. لكنها ليست في العوينات !!.. مدير إحدى كُبرى الشركات الزراعية هناك هو ( كابتن تِرتان ) رياضي مغمور في أحد النوادي العريقة ؟؟!!.. و قريب المديرة الإدارية للشركة !!.. أفضل عمَال الصيانة في إحدى الشركات هو ( الزُّول زعربان ) أخ سوداني فاضل ؟؟!!.. أتي ليعمل في الخارج !!.. أكبر مسئول تسويق في شركة مؤجِّرة للمعدات هو ( المهراجا راجا ) هندي طموح وجد ضالته في أراضي العرب فهو يتنقل بين مصر و الحجاز ليمارس مهام عمله !!.. :: مرحبًا بالخبرات على أرض مصر !!.. و مرحبًا بالمشاريع الطموحة !!.. و لكن لا مرحبًا بأن يكون راتب أحد هؤلاء الأشياء 30000 - ثلاثين ألف - جنيه في الشهر !!.. بينما راتب أي متخصصٍ ببكالوريوس أو ماجيستير أو حتى دكتوراه يبدأ من 1000 و ينتهي عند 5000 جنيه !!.. أو أن يفوق راتب الفنِّي السوداني راتب المهندس المصري بمقدار الضِّعف ؟؟!.. و تمام الخرابِ أن يُنشأ مشروعٌ بلا بنية تحتية !!.. و لا تخطيط !!.. و لا تنظيم إداري و لا عقوبات على المخالفين ؟؟!!.. و بالإضافة لأن المحاصيل التي تزرع غالبيتها الساحقة حرامٌ بيِّن لا يحتاج توضيح و لا فتوى !!.. فإنها لا يدخل منها السوق المحلِّي شيءٌ .. و لا تصلح لذوق المستهلك المصري و لا تقدر عليها قوته الشرائية و لا يدخل منها إيراد ضريبي و لا جمركي لخزينة الدولة !!.. و كذلك فإنها تشغل الأراضي التي نحتاجها لزراعة محاصيل استراتيجية لازمة لسد الفجوة الغذائية المصرية .. تلك التي قاربت أن تنافس الثقوب السوداء الفضائية في اتساعها و قوة جذبها و ضغطها لمن يقع فيها !!.. إنها لمهزلة !!.. و أكثر ما نطلقه بأدبٍ على ما يجري أنه : مجاملة للمستثمرين الأجانب على حساب الدولة و مواردها و شعبها ؟؟!.. و نقول ( مجاملة ) ؛ و لم نقل ( عَمَالة للمُستثمرين ) و لا ( موتًا للضمير المهني ) و لا ( غيابًا للمسئولية و الوعي القومي و التخطيط الاستراتيجي ) و لا قلنا كذلك أنه ( إفسادٌ مع سابق الإصرار و الترصُّد ) !!.. لن نقول هذه الأوصاف رغم صراخ قلوبنا بها نعتًا لواقعنا الأليم !!.. إنَّه لعارٌ أن نعطَِّل أرضنا أو نأجرها بالرخيص لمن يستغلها و يتسبب في إحمرار مُؤخِّرات أعناقنا .. حَرَجًا ؟؟!!.. بينما نحن في أمسِّ الحاجة لكل شبر منها من أجل توفير الغذاء الضروري – و هو المَمّ أو الطَّفح أو السم الهاري في روايات أخرى – و هو الاحتياج الأساسي لحياة شعبنا الكادِح المُتحرِّش الخبير في زراعة البانجو و لو في أصص على شرفات البيوت ؟؟!!.. ثم بعد تضييعنا لأرضنا و مواردنا نمضي فنستورد القمح ؛ و الحلوى ؛ و البقدونس و البائعين الصينيين و العُمَّال البنجلاديشيِّين .. بينما بعض الكبار يأتيه عشاؤه ساخنًا على طائرة باريس و من أفخر مطاعمها و معه النادِلة الباريسية الحسناء ؛ لزوم الخدمة الخمسة نجوم ؟؟!!.. :: كانت هذه شهادتي على ( شرق العوينات ) !!.. و أي تطابق أو تماثل أو تشابه أو محاكاة أو توافق بين ما كتبته و بين الواقع سواءًا في الأماكن أو الأسماء أو أية تفاصيل أخرى فلا أساس له من الصِحَّة .. و لا الزراعة و لا الأوقاف و لا الدِّفاع و لا أي وزراة أخرى !!.. :: كان معكم مراسلكم أبو سهيل بن مهدي من دولة ( مَنْهُوبِسْتَان ) على كوكب ( البطيخ ) في مجرة ( ضَرْب الغَلْبَانَة ) . | |
|