منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان

منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول
 

 موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عبير رمضان
مراقب عام المنتديات
مراقب عام المنتديات
عبير رمضان


عدد المساهمات : 3897
تاريخ التسجيل : 09/04/2008
العمر : 56
الموقع : في قلب مصر
رقم العضوية : 994
Upload Photos : موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Upload
موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Mvj7fm

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)   موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) I_icon_minitimeالثلاثاء 19 مايو - 15:59


موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) 111

سنبدأ معاً إن شاء الله موسوعة الأحاديث القدسية
ولكن في البداية يجب أن نعرف ماهية الأحاديث القدسية

تعريف الحديث القدسي:/
هو ما رواه النبي صلي الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالي علي غير النسق القرآني ونظمه وإعجازه
، ولكنه في نظمه وأسلوبه بسائر الحديث النبوي أشبه.
وهو يعد في جملة السنة النبوية لكون راويه هو النبي صلي الله عليه وسلم
وللحديث القدسي صيغ متعددة يعرف بها

صيغ الحديث القدسي : /
أكثر الصيغ التي يعرف بها الحديث القدسي و أشهرها ما كان صريحاً في بيان هذه النسبة مثل قول النبي صلي الله عليه وسلم: ( قال الله........) أو (يقول الله :............) أو ( قال ربكم :.........) أو ( يقول ربكم : .......) أو ( أوحي الله ....أن ......) أو ما أشبه ذلك من الصيغ التي تثبت القول للرب تبارك وتعالي عن طريق إسناد فعل القول أو ما يؤدي معناه إسنادا صريحاً أليه. وهناك صيغ أخري يعرف بها الحديث القدسي عن طريق الدلالة

مظانه : /
الحديث القدسي مبثوث في مدونات السنة ومصنفاتها المختلفة من مسانيد وسنن ومعاجم وجوامع وغيرها ولا يتميز دون سائر أحاديثها في باب مستقل أو موضع محدد.

طريقة نقله: /
هو منقول بطريق الآحاد كعامة الأحاديث النبوية ولذا فانه يطرأ عليه ما يطرأ عليها من صحة وحسن وضعف ووضع.

منزلته:/
ليس للحديث القدسي قوة إعجاز خاصة كالقران الكريم ولكنه لجلال نسبته ولطف موضوعه كان له موقع خاص في السمع واستقبال متميز في النفس واثر ظاهر في الشعور والوجدان

موضوعه وأغراضه: /
الحديث القدسي لا يتعرض لتفصيل الأحكام الفقهية ولا لبيان الشرائع التعبدية كالحديث النبوي ولكنه يركز علي بناء النفس الإنسانية وتقويمها وتربيتها علي الأغراض الشرعية والمقاصد الربانية
وساقوم بمشيئة الله بوضع حديث قدسي مساء كل يوم جمعه
فانتظروا اول حديث يوم الجمعه القادم ان شاء الله
ان كان في العمر بقية
والله الموفق والمستعان




عدل سابقا من قبل بنت مصر في الثلاثاء 21 يوليو - 6:56 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عصام محمود
عضو بدرجة مهندس إستشارى
عضو بدرجة مهندس إستشارى



عدد المساهمات : 2741
تاريخ التسجيل : 04/09/2007
العمر : 40
رقم العضوية : 78
Upload Photos : موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Upload

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)   موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) I_icon_minitimeالثلاثاء 19 مايو - 18:36

شكرا بنت مصر على الموضوع الرائع
وجزاك الله كل خير وجعله فى ميزان حسناتك
وننتظر الأحاديث وأتمنى أن نتدبرها ونعيها جيدا

وأرجو من السادة مشرفى القسم تثبيت الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
marawan elkhateb
عضو بدرجة مهندس إستشارى
عضو بدرجة مهندس إستشارى
marawan elkhateb


عدد المساهمات : 1658
تاريخ التسجيل : 24/03/2008
العمر : 34
الموقع : اسيوط
رقم العضوية : 935
Upload Photos : موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Upload

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)   موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) I_icon_minitimeالثلاثاء 19 مايو - 19:46

شكرا على الموضوع الاكثر من رائع

ونحن فى انتظار الاحاديث
و يثبت الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://maro-elkhateb.yoo7.com
عبير رمضان
مراقب عام المنتديات
مراقب عام المنتديات
عبير رمضان


عدد المساهمات : 3897
تاريخ التسجيل : 09/04/2008
العمر : 56
الموقع : في قلب مصر
رقم العضوية : 994
Upload Photos : موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Upload
موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Mvj7fm

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)   موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) I_icon_minitimeالجمعة 22 مايو - 16:28

شكراً جزيلاً بشمهندس سيف الاسلام

شكراً جزيلاً بشمهندس مروان

علي المرور الكريم وعلي التثبيت

ورزقنا الله واياكم الاخلاص ف النية والعمل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبير رمضان
مراقب عام المنتديات
مراقب عام المنتديات
عبير رمضان


عدد المساهمات : 3897
تاريخ التسجيل : 09/04/2008
العمر : 56
الموقع : في قلب مصر
رقم العضوية : 994
Upload Photos : موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Upload
موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Mvj7fm

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)   موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) I_icon_minitimeالجمعة 22 مايو - 16:32

ونبدأ بسم الله الرحمن الرحيم
(1) كتاب التوحيد والايمان
اولاً : ما ورد في التحذير من الشرك وفضل التوحيد
الحيث الاول
قال الامام البخاري:
حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن ابي عمران قال
سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يقول الله تعالى لأهون أهل النار عذابا يوم القيامة لو أن لك ما في الأرض من شيء أكنت تفتدي به ؟ فيقول نعم فيقول أردت منك أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لا تشرك بي شيئا فأبيت إلا أن تشرك بي )
[ اخرجه البخارى في صحيحه ج8 ص 143]
حديث قدسي
قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:
"يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتعالى لأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَاباً: لَوْ كَانَتْ لَكَ الدنْيَا وَمَا فِيهَا، أَكُنْتَ مُفْتَدِياً بِهَا ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ: أَنْ لا تُشْرِكَ وَلا أُدْخِلَكَ النَارَ، فَأَبَيْتَ إلا الشِّرْكَ."
رواه مسلم.
شرح الحديث
قَالَ الإمَامُ النووي في شرح صحيح مسلم ( مُختَصَرَاً ):
المراد بـ ( أردت منك ) طلبت منك وأمرتك، لأنه يستحيل عند أهل الحق أن يريد الله تعالى شيئا فلا يقع، ومذهب أهل الحق أن الله تعالى مريد لجميع الكائنات، خيرها وشرها، ومنها الإيمان والكفر، فهو سبحانه وتعالى مريد لإيمان المؤمن ومريد لكفر الكافر.
وأما قوله ( فَيُقَالُ لَهُ كذبت ) فالظاهر أن معناه أن يُقَالَ له: لو رددناك إلى الدنيا وكانت لك كلها أكنت تفتدي بها ؟
فيقول: نعم، فَيُقَالُ لَهُ: كذبت، فلقد سُئِلْتَ أيسر من ذلك فأبيت، ويكون هذا من معنى قوله تعالى: ولو رُدُّوا لعادوا لما نُهُوا عنه ولا بد من هذا التأويل ليجمع بينه وبين قوله تعالى: ولو أن للذين ظلموا مَا في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة أي لو كان لهم يوم القيامة مَا في الأرض جميعا ومثله معه وأمكنهم الإفتداء لافتدوا.
قَالَ الإمَامُ ابن قيم الجوزية في شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل:
القضاء في كتاب الله نوعان:
كَوني قَدَري، كقوله تعالى: " فلما قضينا عليه الموت " وقوله: " وقضى بينهم بالحق ".
وشرعي ديني، كقوله: " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه " أي أمر وشرع، ولو كان قضاءاً كونياً لما عُبِدَ غير الله.
والحكم أيضاً نوعان:
فالكوني كقوله: " قل رب احكم بالحق " أي افعل ما تنصر به عبادك وتخذل به أعدائك.
والديني كقوله: " ذلكم حكم الله يحكم بينكم " وقوله: " إن الله يحكم ما يريد ".
وقد يَرِد بالمعنيين معاً، كقوله: " ولا يشرك في حكمه أحدا " فهذا يتناول حكمه الكوني وحكمه الشرعي.
والإرادة أيضاً نوعان:
فالكونية كقوله تعالى: " فعَّال لما يريد " وقوله: " وإذا أردنا أن نهلك قرية " وقوله: " إن كان الله يريد أن يغويكم " وقوله: " ونريد أن نَمُنَّ على الذين استُضعِفُوا في الأرض ".
والدينية كقوله: " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " وقوله: " والله يريد أن يتوب عليكم " فلو كانت هذه الإرادة كونية لما حصل العسر لأحدٍ منا، ولو وقعت التوبة من جميع المُكَلَّفين.
وبهذا التفصيل يزول الإشتباه في مسألة الأمر والإرادة، هل هما متلازمان أم لا ؟
فقالت القدرية: الأمر يستلزم الإرادة، واحتجوا بحجج لا تندفع.
وقالت المثبتة: الأمر لا يستلزم الإرادة، واحتجوا بحجج لا تندفع.
والصواب أن الأمر يستلزم الإرادة الدينية، ولا يستلزم الإرادة الكونية، فإنه لا يأمر إلا بما يريده شرعاً وديناً، وقد يأمر بما لا يريده كوناً وقدراً، كإيمان مَنْ أمره ولم يُوَفِّقْه للإيمان مراد له ديناً لا كوناً، وكذلك أمره خليله بذبح إبنه ولم يُرِدْه كوناً وقدراً، وأمر رسوله بخمسين صلاة، ولم يُرِدْ ذلك كوناً وقدراً. وبين هذين الأمرين وأمر مَنْ لم يؤمن بالإيمان فَرقٌ؛ فإنه سبحانه لم يحب من إبراهيم ذبح ولده، وإنما أحبَّ منه عزمه على الإمتثال وأن يُوَطِّن نفسه عليه، وكذلك أمره محمداً صلَّى الله عليه وسلَّم ليلة الإسراء بخمسين صلاة، وأما أمر مَنْ عَلِمَ أنه لا يؤمن بالإيمان فإنه سبحانه يحب من عباده أن يؤمنوا به وبرسله، ولكن اقتضت حكمته أن أعان بعضهم على فعل ما أمره ووفَّقه له، وخذل بعضهم فلم يُعِنْه ولم يُوَفِّقه فلم تحصُل مصلحة الأمر منهم وحصُلَت من الأمر بالذبح.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
marawan elkhateb
عضو بدرجة مهندس إستشارى
عضو بدرجة مهندس إستشارى
marawan elkhateb


عدد المساهمات : 1658
تاريخ التسجيل : 24/03/2008
العمر : 34
الموقع : اسيوط
رقم العضوية : 935
Upload Photos : موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Upload

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)   موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) I_icon_minitimeالسبت 23 مايو - 0:37

جزاكى الله كل خير
وجعله فى ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://maro-elkhateb.yoo7.com
عصام محمود
عضو بدرجة مهندس إستشارى
عضو بدرجة مهندس إستشارى



عدد المساهمات : 2741
تاريخ التسجيل : 04/09/2007
العمر : 40
رقم العضوية : 78
Upload Photos : موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Upload

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)   موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) I_icon_minitimeالسبت 23 مايو - 7:15

جزاك الله كل خير بنت مصر وأرجو من كل قارىء للموضوع أن يقوم بنشره لتعم الفائدة بإذن الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبير رمضان
مراقب عام المنتديات
مراقب عام المنتديات
عبير رمضان


عدد المساهمات : 3897
تاريخ التسجيل : 09/04/2008
العمر : 56
الموقع : في قلب مصر
رقم العضوية : 994
Upload Photos : موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Upload
موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Mvj7fm

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)   موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) I_icon_minitimeالخميس 28 مايو - 20:44

شكراً بشمهندس مروان
شكراً بشمهندس سيف الاسلام
جزاكم الله كل الخير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبير رمضان
مراقب عام المنتديات
مراقب عام المنتديات
عبير رمضان


عدد المساهمات : 3897
تاريخ التسجيل : 09/04/2008
العمر : 56
الموقع : في قلب مصر
رقم العضوية : 994
Upload Photos : موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Upload
موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Mvj7fm

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)   موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) I_icon_minitimeالخميس 28 مايو - 20:47


2""
الحديث الثاني

حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال أخبرني أخي عبد الحميد عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة فيقول له إبراهيم :ألم أقل لك لا تعصني ؟فيقول أبوه :فاليوم لا أعصيك فيقول إبراهيم :يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون فأي خزي أخزى من أبي الأبعد ؟فيقول الله تعالى :إني حرمت الجنة على الكافرين .ثم يقال: يا إبراهيم ما تحت رجليك ؟فينظر فإذا هو بذيخ ملتطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار "
اخرجة البخاري في صحيحة ج 4 ص 169


شرح الحديث
قَالَ الإمَامُ ابن حجر في فتح الباري ( مُختَصَرَاً):
قوله: (يلقى إبراهيم أباه آزر) هذا موافق لظاهر القرآن في تسمية والد إبراهيم.
وقوله: (وعلى وجه آزر قترة وغبرة) هذا موافق لظاهر القرآن (وجوهٌ يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة) أي يغشاها قترة، فالذي يظهر أن الغبرة الغبار من التراب، والقترة السواد الكائن عن الكآبة.
وقوله: (فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني أن لا تخزني يوم يبعثون، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد) وصف نفسه بالأبعد على طريق الفرض إذا لم تُقْبَل شفاعته في أبيه، وقيل: الأبعد صفة أبيه أي أنه شديد البعد من رحمة الله لأن الفاسق بعيد منها فالكافر أبعد، وقيل: الأبعد بمعنى البعيد والمراد الهالك.
وقوله: ( فإذا هو بذيخ متلطخ ) والذيخ: ذكر الضباع، وقيل لا يُقَالُ له ذيخ إلا إذا كان كثير الشعر.
وقوله: " متلطخ " قَالَ بعض الشراح: أي في رجيع أو دم أو طين.
قيل: الحكمة في مسخه لتنفر نفس إبراهيم منه، ولئلا يبقى في النَّار على صورته فيكون فيه غضاضة على إبراهيم.

وقيل: الحكمة في مسخه ضبعا أن الضبع من أحمق الحيوان، وآزر كان من أحمق البشر، لأنه بعد أن ظهر له من ولده من الآيات البينات أصر على الكفر حتى مات.
واقتصر في مسخه على هذا الحيوان لأنه وسط في التشويه، بالنسبة إلى مَا دونه كالكلب والخنزير، وإلى مَا فوقه كالأسد مثلا، ولأن إبراهيم بالغ في الخضوع له وخفض الجناح فأبى واستكبر وأصر على الكفر، فعُومِلَ بصفة الذل يوم القيامة، ولأن
للضبع عوجا فأُشِير إلى أن آزر لم يستقم فيؤمن بل استمر على عِوَجِه في الدين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
marawan elkhateb
عضو بدرجة مهندس إستشارى
عضو بدرجة مهندس إستشارى
marawan elkhateb


عدد المساهمات : 1658
تاريخ التسجيل : 24/03/2008
العمر : 34
الموقع : اسيوط
رقم العضوية : 935
Upload Photos : موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Upload

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)   موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) I_icon_minitimeالخميس 28 مايو - 23:17

جزاكى الله كل خير على المتابعه للموضوع

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) 700120
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://maro-elkhateb.yoo7.com
عصام محمود
عضو بدرجة مهندس إستشارى
عضو بدرجة مهندس إستشارى



عدد المساهمات : 2741
تاريخ التسجيل : 04/09/2007
العمر : 40
رقم العضوية : 78
Upload Photos : موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Upload

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)   موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) I_icon_minitimeالجمعة 29 مايو - 0:22

جزاك الله كل خير وأرجو من كل من يقوم بقراءة الموضوع أن يقوم بنشره
واعتباره كصدقة جارية بإذن الله

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبير رمضان
مراقب عام المنتديات
مراقب عام المنتديات
عبير رمضان


عدد المساهمات : 3897
تاريخ التسجيل : 09/04/2008
العمر : 56
الموقع : في قلب مصر
رقم العضوية : 994
Upload Photos : موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Upload
موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Mvj7fm

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)   موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) I_icon_minitimeالخميس 4 يونيو - 17:39

ما ورد في التحذير من الرياء

قال مسلم :

حدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا روح بن القاسم عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قال الله تبارك وتعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه)
(صحيح مسلم ج4 ص 2289)

معنى الحديث

أنا غني عن أن يشاركني غيري ، فمن عمل عملاً لي ولغيري لم أقبله منه ، بل أتركه لذلك الغير .

الترهيب من الرياء

جاءت نصوص الكتاب والسنة بالترهيب من أن يقصد الإنسان بعبادته غير الله ، وعدَّت ذلك من عظائم الذنوب بل من الشرك بالله ، لأنه ينافي الإخلاص الذي يقتضي أن يقصد المسلم بعمله الله وحده لا شريك له ، قال سبحانه : {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين }(البينة 5) ، والمرائي في الحقيقة جعل العبادات مطية لتحصيل أغراض نفسه الدنيئة ، واستعمل العبادة فيما لم تشرع لأجله ، وهو تلاعب بالشريعة واستهانة بمقام الألوهية ، ووضع للأمور في غير مواضعها ، وقد توعد الله صنفاً من الناس يراؤون في صلاتهم بالويل والهلاك فقال : {فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون * الذين هم يراءون * ويمنعون الماعون } ( الماعون 4-7 ) ، وبين سبحانه أن الذي يريد بعمله عاجل الحياة الدنيا فإنه يعجل له فيها ثوابه إذا شاء الله ، ومصيره في الآخرة العذاب الشديد والعياذ بالله ، لأنه لم يخلص العمل لله فقال سبحانه : {من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا }( الاسراء 18) ، وجعل مراءاة الناس بالأعمال من أخص صفات أهل النفاق فقال سبحانه :{وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس } (النساء 142) وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - في أحاديث كثيرة خطورة الرياء على دين العبد وعاقبة المرائين ، ومنها حديث الباب ، وحديث الثلاثة الذين هم أول من يقضى عليهم يوم القيامة وهم شهيد ، وعالم ، ومنفق ، وغيرها من الأحاديث .

تعريف الرياء

عرف العلماء الرياء بتعريفات مختلفة ، ومدار هذه التعريفات على شيء واحد وهو : " أن يقوم العبد بالعبادة - التي يتقرب بها إلى الله - لا يريد بها وجه الله عز وجل وحده بل يريد بها عرضاً دنيوياً أياً كان هذا العرض " ، وفرقوا بين الرياء والسمعة بأن الرياء هو العمل لرؤية الناس ، وأما السمعة فالعمل لأجل سماعهم ، فالرياء يتعلق بحاسة البصر ، والسمعة بحاسة السمع ، وفي الحديث ( من سمَّع سمَّع الله به ، ومن يرائي يرائي الله به ) رواه البخاري .

دواعي الرياء

أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه يخاف على أمته من الشرك الخفي أكثر مما يخاف عليهم من المسيح الدجال ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال ؟ قلنا : بلى ، فقال : الشرك الخفي ، أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل ) رواه ابن ماجه بإسناد صحيح ، وما ذاك إلا لأن الداعي إلى الرياء قوي في النفوس ، ومغروس في الفطر ، فالنفوس مجبولة على حب الثناء والمنزلة في قلوب الخلق ، وتجنب الذم واللوم ، كما قال القائل :

يهوى الثناء مبرِّز ومقصر حبُّ الثناء طبيعة الإنسان

ولذلك حصر بعضهم الأمور التي تدعو إلى الرياء في ثلاثة أشياء : " حب المحمدة ، وخوف المذمة ، والطمع فيما في أيدي الناس " .

مظاهر الرياء

تتنوع صور الرياء ومظاهره على حسب الأعمال والعبادات التي يتقرب بها المرء ، فقد يرائي الإنسان مثلاً بإظهار بعض الأمور التي تدل على مبالغته واجتهاده في العبادة ، فربما راءى بإظهار النحول والاصفرار وذبول الشفتين ليستدل بذلك على الصيام ، وقد يحرص مثلاً على إبراز أثر السجود في جبهته ، وقد يكون الرياء بالنطق واللسان ، فيتعمد إظهار العلم والحفظ وإقامة الحجة عند المجادلة والخصام ليعرف الناس مدى علمه وقوة حجته ، أو يجهر بذكره لله عز وجل ليعرف الناس أنه ذاكر ، وقد يرائي بعمله كأن يطول في الصلاة ، ويزيد في الركوع و السجود إلى غير ذلك مما لا يقع تحت حصر ، كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله : " وأما الشرك فى الإرادات والنيات فذلك البحر الذى لا ساحل له وقل من ينجو منه " .

حكم العمل المراءى به

العمل لغير الله على أقسام كما ذكر ذلك الإمام ابن رجب الحنبلي ، فإما أن يكون الرياء في أصل العبادة كأن يؤدي الإنسان العبادة بحيث يريد بها غير الله ، أو يريد بها الله عز وجل مع غيره من المخلوقين ، فلا شك في أن العمل يبطل حينئذ ، وصاحبه آثم معرض للعقوبة ، وهو الذي جاءت فيه النصوص الصحيحة الصريحة ومنها حديث الباب ، وإما أن لا يكون الرياء في أصل العبادة بل في وصفها كمن يريد بصلاته الله عز وجل ، فيدخل فيها وهو يريد أن يقَصِّر القراءة فيها والركوع والسجود ، فيعرض له خاطر بإطالة الركوع والسجود لما يرى من نظر الناس ورؤيتهم له ، فأصل العمل هنا كان لله ثم طرأت عليه نية الرياء بعد ذلك ، فهذا إن كان خاطراً ودفعه فإنه لا يضره ، وأما إن استرسل معه ، فقد اختلفت عبارات السلف هل يحبط به عمله أم لا يضره ذلك ويجازى على أصل نيته ؟ والذي رجحه الإمام أحمد وغيره أن عمله لا يبطل بذلك ، وأنه يجازى بنيته الأولى ، إلا أنه ثوابه على عمله هذا لا يكون تاماً ، بل ينقص بسبب ريائه ، ولا يبعد أن يكون على خطر عظيم .
وأما إذا عمل العمل لله خالصاً، ثم ألقى الله له الثناء الحسن في قلوب المؤمنين ، ففرح بذلك واستبشر ، فإن ذلك لا يضره ، وفي هذا المعنى جاء حديث أبي ذر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل عن الرجل يعمل من الخير ، ويحمده الناس عليه؟ فقال: ( تلك عاجل بشرى المؤمن ) رواه مسلم .

ترك العمل خوف الرياء

وقد يعالج البعض الخطأ فيقع في خطأ مثله أو أشد منه ، فإذا أراد أن يقوم بطاعة أو أي عمل من أعمال الخير وعرض له عارض الرياء ، خشي من هذا الخاطر ، فيترك العمل خوف الرياء ، وهذا في الحقيقة هرب من شر ليقع فيما هو مثله أو أشد ، وقد نبه العلماء على هذا المزلق الخطير وحذروا منه فقال الفضيل بن عياض : " ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك الله منهما " .

علاج الرياء

وأخيراً فليس أمر الرياء بالأمر المستعصي عن العلاج ، صحيح أنه يحتاج إلى مشقة ومجاهدة أفصحت عنها عبارات الصالحين من سلف الأمة ، فقد قال الإمام أحمد رحمه الله : " أمر النية شديد " ،وقال سفيان الثوري : " ما عالجت شيئاً أشد علي من نيتي لأنها تتقلب علي " ، وقال يوسف بن الحسين : " أعز شيء في الدنيا الإخلاص ، وكم اجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي " ، ولكنه مع ذلك ليس بالأمر المستحيل ، إذ من المحال أن يكلفنا الله ما لا نطيق ، ولذلك فإن من الأمور التي تعين العبد على علاج الرياء الاستعانة بالله والتعوذ الدائم به وفي الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فقال : ( يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل ، فقال له من شاء الله أن يقول : وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله : قال : قولوا : اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه ) رواه أحمد ، ومنها معرفة حقيقة الرياء وأسبابه وقطعها من قلب العبد ، ومنها النظر في عواقب الرياء الدنيوية والأخروية ، والحرص على إخفاء العبادة وإسرارها ، وأن يكون للعبد خبيئة من عمل صالح لا يطلع عليه إلا ربه ومولاه جل وعلا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبير رمضان
مراقب عام المنتديات
مراقب عام المنتديات
عبير رمضان


عدد المساهمات : 3897
تاريخ التسجيل : 09/04/2008
العمر : 56
الموقع : في قلب مصر
رقم العضوية : 994
Upload Photos : موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Upload
موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Mvj7fm

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)   موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) I_icon_minitimeالجمعة 12 يونيو - 6:12


حديث إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه
قال مسلم :
حدثنا يحيي بن حبيب الحارثي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا أبن جريج حدثني يونس بن يوسف عن سليمان بن يسار قال : تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له ناتل أهل الشام : حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نعم. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إن أول الناس يقضي يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى الله به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟ قال قاتلت في سبيلك حتى استشهدت. قال :كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جرىء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتي القي في النار. ورجل تعلم العلم وعلمه و قرأ القرآن فأُتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها ؟ قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن . قال : كذبت ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارىء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتي القي في النار . ورجل وسع الله عليه و أعطاه من أصناف المال كله فأُتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟ قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها الإ أنفقت فيها لك. قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم القي في النار .]مسلم في صحيحه ج 3 ص 1513 – 1514[
شرح الحديث
قال الإمام النووي: [قوله صلى الله عليه وسلم في الغازي والعالم والجواد وعقابهم على فعلهم ذلك لغير الله وإدخالهم النار دليلٌ على تغليظ تحريم الرياء وشدة عقوبته وعلى الحث على وجوب الإخلاص في الأعمال كما قال الله تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين}، وفيه أن العمومات الواردة في فضل الجهاد إنما هي لمن أراد الله تعالى بذلك مخلصاً، وكذلك الثناء على العلماء وعلى المنفقين في وجوه الخيرات، كله محمولٌ على من فعلَ ذلك لله تعالى مخلصاً] شرح النووي على صحيح مسلم 5/46.

وفي الحديث السابق ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أصناف من الناس هم أول من تسعر بهم نار جهنم والعياذ بالله، وأولهم هو من قاتل ليقال عنه جريء، أو قاتل عصبية أو قاتل غير مريدٍ وجهَ الله عز وجل، فلما لم يكن عمله لله تعالى كان مصيره إلى نار جهنم، كما ورد في الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليُرَى مكانُه، فمن في سبيل الله؟ قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) رواه البخاري ومسلم.

وأما الصنف الثاني فهم حملة العلم والقرآن الذين لا يعملون بعلمهم، وهؤلاء قد كثروا في زماننا مع الأسف الشديد، فكم ممن ينتسبون إلى العلم الشرعي، ويتبوءون المناصب الدينية العليا، كالمفتين والقضاة الشرعيين وقراء القرآن الكريم وغيرهم من حملة الشهادات العليا في العلوم الشرعية، كم من هؤلاء لا يصونون العلم الذي يحملونه، ويقفون مواقف الريب والشبهات، بل يقفون مواقف مخزية مع أعداء الإسلام وأعوانهم، وقد صدق الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال: (... والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدُ فبائعٌ نفسه فمعتقها أو موبقها) رواه مسلم، ومعناه أن قارئ القرآن ينتفع به إن تلاه وعمل به وإلا فهو حجة عليه.

وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يُؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمُه سورةُ البقرة وآلُ عمران، تحاجَّان عن صاحبهما) رواه مسلم.

قال العلامة ملا علي القاري:[...دلَّ على أن من قرأ ولم يعمل به لم يكن من أهل القرآن ولا يكون شفيعاً لهم بل يكون القرآن حجة عليهم] مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 4/627.

وهذا الحديث يدل على أن أهل القرآن هم العاملون به وليس الأمر مقتصراً على حفظه وتلاوته وتجويده والتشدق به، فلا بد من التزام أخلاق القرآن، والتأدب بآدابه، وتحريم حرامه والعمل بما فيه.

قال عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-:[ليس حفظ القرآن بحفظ الحروف، ولكن إقامة حدوده] التذكار في أفضل الأذكار ص 68.

وقال الحسن البصري: [ أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: لقد قرأت القرآن كله فما أسقطت منه حرفاً، وقد والله أسقطه كله. ما يُرى له القرآن في خلقٍ ولا عملٍ، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نَفَسْ، والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة. متى كانت القراءة مثل هذا؟ لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء ]الزهد لابن المبارك ص 274.

وقال الحافظ ابن عبد البر: [وحملة القرآن هم العاملون بأحكامه وحلاله وحرامه] التمهيد 17/430.

وقال الإمام القرطبي:[القرآنُ حجةٌ لمن عمل به واتبع ما فيه، وحجةٌ على من لم يعمل به ولم يتبع ما فيه، فمن أُوتيَ علم القرآن فلم ينتفع به، وزجرته نواهيه فلم يرتدع، وارتكب من المآثم قبيحاً، ومن الجرائم فضوحاً كان القرآنُ حجةً عليه وخصماً لديه] التذكار في أفضل الأذكار ص 87.

وهذا الأمر الخطير وهو الانفصال ما بين الأقوال والأفعال صار ديدناً لكثير من حملة القرآن، الذين يزعمون أنهم أهل القرآن، وهم أبعد الناس عنه بأفعالهم، التي تتعارض مع تعاليم القرآن الكريم وأخلاقه وآدابه، فتراهم يقولون ما لا يفعلون ويتلاعبون بالأحكام الشرعية ويتطاولون على العلم وأهله، بل ديدنهم سب العلماء وشتمهم والوقيعة فيهم، فهؤلاء هم أهل القرآن الجافين عنه كما ورد في الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط ) رواه أبو داود والبيهقي في شعب الإيمان، وقال العلامة الألباني حديث حسن كما في صحيح الجامع الصغير 1/438.

قال العلامة ملا علي القاري: [( وحامل القرآن) أي وإكرام قارئه وحافظه ومفسره غير الغالي فيه...أي غير المجاوز عن الحد لفظاً ومعنىً كالموسوسين والشكاكين أو المرائين أو الخائن في لفظه بتحريفه كأكثر العوام، بل وكثير من العلماء أو في معناه بتأويله الباطل كسائر المبتدعة، (ولا الجافي عنه) أي وغير المتباعد عنه المعرض عن تلاوته وإحكام قراءته وإتقان معانيه والعمل بما فيه، وقيل: الغلو المبالغة في التجويد أو الإسراع في القراءة بحيث يمنعه عن تدبر المعنى، والجفاء أن يتركه بعدما علمه لا سيما إذا كان نسيه فإنه عُدَّ من الكبائر،... ولذا قيل اشتغلْ بالعلم بحيث لا يمنعك عن العمل، واشتغلْ بالعمل بحيث لا يمنعك عن العلم، وحاصله أن كلاً من طرفي الإفراط والتفريط مذموم، والمحمود هو الوسط العدل المطابق لحاله في جميع الأقوال والأفعال] مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 8/706-707.

وقد ورد في الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عام تبوك خطب الناس وهو مُضيفٌ ظهرَه إلى نخلة فقال: ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس ؟ إن من خير الناس رجلاً عمل في سبيل الله على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدميه حتى يأتيه الموت، وإن من شر الناس رجلاً فاجراً جريئاً يقرأ كتاب الله لا يرعوي إلى شيء منه) رواه النسائي وأحمد والحاكم، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.

قال العلامة المناوي في شرح الحديث: [( وإن من شر الناس رجلاً فاجراً ) أي منبعثاً في المعاصي (جريئاً) بالهمز على فعيل اسم فاعل من جرؤ جراءةً مثل ضخم ضخامة، والاسم الجرأة كالغرفة وجرأته عليه بالتشديد فتجرأ واجترأ على القول أسرع بالهجوم عليه من غير توقف والمراد هنا هجَّام قويُ الإقدام (يقرأ كتاب الله) القرآن (لا يرعوي) أي لا ينكف ولا ينزجر ( إلى شيء منه) أي من مواعظه وزواجره وتقريعه وتوبيخه ووعيده .] فيض القدير 3/133.

وأخرج الدرامي عن علي رضي الله عنه أنه قال:[ يا حملة العلم اعملوا به فإنما العالم من عملَ بما علم، ووافق علمُه عمَله، وسيكون أقوامٌ يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، يخالف عمُلهم علمَهم، وتخالف سريرتُهم علانيَتهم...] سنن الدارمي 1/73.


وورد في الحديث الإخبار عن أولئك الذين ( يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ) رواه البخاري ومسلم. وقال أبو عبد الرحمن السُّلمي:[ حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يأخذون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات، فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل، قال: فتعلمنا العلم والعمل جميعـاً] .

ويقول الخطيب البغدادي: [والعلم يراد للعمل، كما يراد العمل للنجاة، فإذا كان العلم قاصراً عن العمل، كان العلمُ كلاَّ على العالم، ونعوذ بالله من علم عاد كلاً، وأورث ذلاً، وصار في رقبة صاحبه غلاًّ ] اقتضاء العلم العمل ص 158.

لذا فإن الواجب على المنتسبين للعلم الشرعي أن يصونوا العلم الذي يحملونه، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:[ لو أن أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسادوا به أهل زمانهم ولكنهم بذلوه لأهل الدنيا لينالوا به من دنياهم فهانوا عليهم ] رواه ابن ماجة والبيهقي في شعب الإيمان . انظر ما رواه الأساطين في عدم المجيء إلى السلاطين ص 54-55 .

وأما الصنف الثالث فهم المراءون في الإنفاق، الذين لا يريدون وجه الله عز وجل في النفقة، ولذا استحب أهل العلم إخفاء الإنفاق في سبيل الله كما ورد في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله [ ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ] رواه البخاري ومسلم.

وخلاصة الأمر أن إخلاص العمل مطلوب، وهو علامة قبول العمل، فكل عملٍ إن لم يكن خالصاً لوجه الله عز وجل فهو مردود، والواجب على أهل العلم أن يكونوا على قدر المسؤولية والأمانة التي يحملونها، وكذا حملة القرآن لا بد لهم أن يعملوا به وإلا فالقرآن حجة عليهم.

والله أعلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبير رمضان
مراقب عام المنتديات
مراقب عام المنتديات
عبير رمضان


عدد المساهمات : 3897
تاريخ التسجيل : 09/04/2008
العمر : 56
الموقع : في قلب مصر
رقم العضوية : 994
Upload Photos : موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Upload
موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Mvj7fm

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)   موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) I_icon_minitimeالجمعة 19 يونيو - 21:12


قال عبد الله بن أحمد بن حنبل :
وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخطه
حدثنا إسحاق بن عيسي حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عمرو بن أبي عمرو عن عاصم بن عمر بن قتاده عن محمود بن لبيد قال :
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
" إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ، قالوا : و ما الشرك الأصغر ؟ قال
الرياء ، إن الله تبارك وتعالي يقول يوم تجازي العباد بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون بأعمالكم في الدنيا ، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء " .
( المسند ج5 ص 429 )
وذكره الألباني في "السلسلة الصحيحة"

الشرك الأكبر والشرك الأصغر

السؤال الأول: من الفتوى رقم (1653):

س: ما الفرق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر من حيث التعريف والأحكام؟

ج: الشرك الأكبر: أن يجعل الإنسان لله نداً إما في أسمائه وصفاته فيسميه بأسماء الله ويصفه بصفاته، قال الله تعالى: وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [الأعراف:180]، ومن الإلحاد في أسمائه تسمية غيره باسمه المختص به، أو وصفه بصفته كذلك.

وإما أن يجعل له نداً في العبادة بأن يضرع إلى غيره تعالى من شمس أو قمر أو نبي أو ملك أو ولي مثلاً بقربة من القرب صلاة، أو استغاثة به في شدة أو مكروه، أو استعانة به في جلب مصلحة أو دعاء ميت أو غائب لتفريج كربة، أو تحقيق مطلوب، أو نحو ذلك ممن هو من اختصاص الله سبحانه، فكل هذا وأمثاله عبادة لغير الله، واتخاذ لشريك مع الله، قال الله تعالى: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [الكهف:110] وأمثالها من آيات توحيد العبادة كثير.

وإما أن يجعل لله نداً في التشريع: بأن يتخذ مشرعاً له سوى الله، أو شريكاً لله في التشريع يرتضي حكمه ويدين به في التحليل والتحريم؛ عبادةً وتقرباً وقضاءً وفصلاً في الخصومات، أو يستحله وإن لم يره ديناً، وفي هذا يقول تعالى في اليهود والنصارى: اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [التوبة:31]، وأمثال هذا من الآيات والأحاديث التي جاءت في الرضا بحكم سوى حكم الله، أو الإعراض عن التحاكم إلى حكم الله، والعدول عنه إلى التحاكم إلى قوانين وضعية، أو عادات قبلية، أو نحو ذلك، فهذه الأنواع الثلاثة من الشرك الأكبر الذي يرتد به فاعله أو معتقده عن ملة الإسلام، فلا يصلى عليه إذا مات، ولا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يورث عنه ماله، بل يكون لبيت مال المسلمين، ولا تؤكل ذبيحته، ويحكم بوجوب قتله، ويتولى ذلك ولي أمر المسلمين، إلا أنه يستتاب قبل قتله، فإن تاب قُبلت توبته ولم يقتل وعومل معاملة المسلمين.

أما الشرك الأصغر: فكل ما نهى عنه الشرع مما هو ذريعة إلى الشرك الأكبر ووسيلة للوقوع فيه، وجاء في النصوص ما تسميته شركاً كالحلف بغير الله، فإنه مظنة للإنحدار إلى الشرك الأكبر؛ ولهذا نهى عنه النبي ، فقد ثبت عنه أنه قال: { ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، ومن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت } بل سماه مشركاً، روى ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي قال: { من حلف بغير الله فقد أشرك } [رواه أحمد والترمذي والحاكم بإسناد جيد]، لأن الحلف بغير الله فيه غلو في تعظيم غير الله، وقد ينتهي ذلك التعظيم بمن حلف بغير الله إلى الشرك الأكبر.

ومن أمثلة الشرك الأصغر أيضاً: ما يجري على ألسنة كثير من المسلمين من قولهم: ( ما شاء الله وشئت )، ( لولا الله وأنت )، ونحو ذلك، وقد نهى النبي عن ذلك، وأرشد من قاله إلى أن يقول: { ما شاء الله وحده - أو - ما شاء الله ثم شئت }؛ سداً لذريعة الشرك الأكبر من اعتقاد شريك لله في إرادة حدوث الكونيات ووقوعها، وفي معنى ذلك قولهم: ( توكلت على الله وعليك )، وقولهم: ( لولا صياح الديك أو البط لسرق المتاع )، ومن أمثلة ذلك: الرياء اليسير في أفعال العبادات وأقوالها، كأن يطيل في الصلاة أحياناً ليراه الناس، أو يرفع صوته بالقراءة أو الذكر أحياناً ليسمعه الناس فيحمدوه، روى الإمام أحمد بإسناد حسن عن محمود بن لبيد قال: قال رسول الله : { إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر: الرياء }، أما إذا كان لا يأتي بأصل العبادة إلا رياء ولو لا ذلك ما صلى ولا صام ولا ذكر الله ولا قرأ القرآن فهو مشرك شركاً أكبر، وهو من المنافقين الذين قال الله فيهم: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142) مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (143) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً (144) إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً (145) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً [النساء:142-146]، وصدق فيهم قوله تعالى في الحديث القدسي: { أنا أغنى الأغنياء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه } [رواه مسلم في صحيحه].

والشرك الأصغر لا يخرج من ارتكس فيه من ملة الإسلام، ولكنه أكبر الكبائر بعد الشرك الأكبر؛ ولذا قال عبدالله بن مسعود: ( لأن أحلف بالله كاذباً أحب إلي أن أحلف بغيره صادقاً )، وعلى هذا فمن أحكامه: أن يعامل معاملة المسلمين فيرثه أهله، ويرثهم حسب ما ورد بيانه في الشرع، ويصلى عليه إذا مات ويدفن في مقابر المسلمين، وتؤكل ذبيحته إلى أمثال ذلك من أحكام الإسلام، ولا يخلد في النار إن أدخلها كسائر مرتكبي الكبائر عند أهل السنة والجماعة، خلافاً للخوارج والمعتزلة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
[اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء].

س: ما أنواع الشرك القولية؟

ج: الشرك: هو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله سبحانه وتعالى: كالذبح لغير الله، والنذر لغير الله، والدعاء لغير الله، والاستغاثة بغير الله، كما يفعل عباد القبور اليوم عند الأضرحة من مناداة الأموات، وطلب قضاء الحاجات، وتفريج الكربات من الموتى، والطواف بأضرحتهم، وذبح القرابين، عندها تقرباً إليهم، والنذر لهم وما أشبه ذلك، هذا هو الشرك الأكبر لأنه صرف للعبادة لغير الله سبحانه وتعالى، والله جل وعلا يقول: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [الكهف:110] ويقول: إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً [النساء:31]، ويقول جل وعلا: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [البينة:5] والآيات في هذا الموضوع كثيرة، والشرك أنواع:

النوع الأول: الشرك الأكبر الذي يخرج عن الملة، وهو الذي ذكرنا أن يصرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله كأن يذبح لغير الله، أو ينذر لغير الله، أو يدعو غير الله، كما قال الله تعالى: إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72]، وهذا لا يغرفه الله عز وجل إلا بالتوبة، كما قال تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً [النساء: 48].

النوع الثاني: شرك أصغر لا يخرج من الملة لكن خطره عظيم، وهو أيضاً على الصحيح لا يغفر إلا بالتوبة لقوله: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً [النساء:48]، وذلك يشمل الأكبر والأصغر، والشرك الأصغر مثل الحلف بغير الله، ومثل قوله: ما شاء الله وشئت، بأن تعطف مشيئة المخلوق على مشيئة الخالق بالواو، لأن (الواو) تقتضي التشريك.

الصواب أن تقول: ما شاء الله ثم شئت؛ لأن (ثم) تقتضي الترتيب، وكذا لولا الله وأنت، وما أشبه ذلك كله من الشرك في الألفاظ، وكذلك الرياء أيضاً وهو شرك خفي؛ لأنه من أعمال القلوب ولا ينطق به ولا يظهر على عمل الجوارح، ولا يظهر على اللسان إنما هو شيء في القلوب لا يعلمه إلا الله.

إذاً فالشرك على ثلاثة أنواع: شرك أكبر، وشرك أصغر، وشرك خفي، وهو الرياء وما في القلوب من المقصود - النيات - لغير الله سبحانه وتعالى.

والرياء معناه: أن يعمل عملاً ظاهره أنه لله لكنه يقصد به غير الله سبحانه وتعالى، كأن يقصد أن يمدحه الناس وأن يثني عليه الناس، أو يقصد به طمعاً من مطامع الدنيا، كما قال سبحانه وتعالى: مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ (15) أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [هود:16،15].

فالذي يحج أو يطلب العلم أو يعمل أعمالاً هي من أعمال العبادات لكنه يقصد بها طمعاً من مطامع الدنيا، فهذا إنما يريد بعمله الدنيا، وهذا محبط للعمل.

فالرياء محبط للعمل، وقصد الدنيا بالعمل يحبط العمل، قال النبي : { أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر } فسئل عنه فقال:{ الرياء } [رواه أحمد والبغوي والطبراني، كلهم من حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه]، وقال عليه الصلاة والسلام: { الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة السوداء، على صفاة سوداء، في ظلمة الليل، وكفارته أن يقول: اللهم إنني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلم، وأستغفرك من الذنب الذي لا أعلم } [رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد] فالواجب على المسلم أن يخلص لله في أفعاله وأقواله ونياته لله جميع ما يصدر عنه من قول أو عمل أو نية، ليكون عمله صالحاً مقبولاً عند الله عز وجل.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
[اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبير رمضان
مراقب عام المنتديات
مراقب عام المنتديات
عبير رمضان


عدد المساهمات : 3897
تاريخ التسجيل : 09/04/2008
العمر : 56
الموقع : في قلب مصر
رقم العضوية : 994
Upload Photos : موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Upload
موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Mvj7fm

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)   موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) I_icon_minitimeالسبت 27 يونيو - 6:09



حدثنا ‏ ‏عبد الله بن عامر بن زرارة الحضرمي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن فضيل ‏ ‏عن ‏ ‏مختار بن فلفل ‏ ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏

‏عن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال :" قال الله عز وجل ‏: ‏إن أمتك لا يزالون يقولون ما كذا ؟ ما كذا ؟ حتى يقولوا هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله ؟ "

(اخرجه مسلم في صحيحه ج1 ص 121 )


شرح الحديث



الله خالق كل شيء وما سواه مخلوق


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه

أما بعد فقد كتب إليَّ بعض الإخوان يذكر أنه ألقى إليه بعض زملائه شبهة قائلا إنه يعترف أن الله سبحانه هو خالق السموات والأرض والعرش والكرسي وكل شيء ولكنه يسأل قائلا: "الله ممن تكون؟". فأجابه بقوله له: "كلامك الأول صحيح لا تعليق عليه أما قولك الثاني وهو قولك الله ممن تكون؟ فلا يقوله مسلم وينبغي أن يسعك ما وسع الصحابة رضي الله عنهم فإنهم لم يسألوا مثل هذا السؤال وهم الفطاحل في العلم". وقال له أيضا: "إن الله سبحانه قال عن نفسه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} وقال: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} إلى آخر ما ذكره ورغب إليَّ في الإجابة عن هذه الشبهة فأجبته عن ذلك بما نصه:

اعلم وفقني الله وإياك وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه أن شياطين الإنس والجن لم يزالوا ولن يزالوا يوردون الكثير من الشبه على أهل الإسلام وغيرهم للتشكيك في الحق وإخراج المسلم من النور إلى الظلمات وتثبيت الكافر على عقيدته الباطلة وما ذاك إلا ما سبق في علم الله وقدره السابق من جعل هذه الدار دار ابتلاء وامتحان وصراع بين الحق والباطل حتى يتبين طالب الهدى من غيره وحتى يتبين الصادق من الكاذب والمؤمن من المنافق كما قال سبحانه :{ألم. أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}. وقال سبحانه:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}. وقال تعالى:{وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُون}. وقال سبحانه:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ. وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ}. فأوضح سبحانه في الآيات الأولى والثانية والثالثة أنه يبتلي مدعي الإيمان بشيء من الفتن ليتبين صدقه في إيمانه وعدمه .

وأخبر سبحانه أنه فعل ذلك بمن مضى ليعلم سبحانه الصادقين من الكاذبين. وهذه الفتنة تشمل فتنة المال والفقر والمرض والصحة والعدو، وما يلقي الشياطين من الإنس والجن من أنواع الشبه وغير ذلك من أنواع الفتن، فيتبن بعد ذلك الصادق في إيمانه من الكاذب. ويعلم الله ذلك علما ظاهرا موجودا في الخارج بعد علمه السابق؛ لأنه سبحانه قد سبق في علمه كل شيء كما قال عز وجل {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة". قال: "وعرشه على الماء". أخرجه مسلم في صحيحه. ولكنه عز وجل لا يؤاخذ العباد بمقتضى علمه السابق وإنما يؤاخذهم ويثيبهم على ما يعلمه منهم بعد عملهم إياه ووجوده منهم في الخارج وذكر في الآيات الرابعة والخامسة والسادسة أن الشياطين يوحون إلى أوليائهم من أنواع الشبه وزخرف القول ما يغرونهم به ليجادلوا به أهل الحق ويشبهوا به على أهل الإيمان، ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوا به فيصُولوا ويجولوا ويلبسوا الحق بالباطل ليشككوا الناس في الحق ويصدوهم عن الهدى وما الله بغافل عما يعملون لكن من رحمته عز وجل أن قيض لهؤلاء الشياطين وأوليائهم من يكشف باطلهم ويزيح شبهتهم بالحجج الدامغة والبراهين القاطعة فيقيموا بذلك الحجة ويقطعوا المعذرة وأنزل كتابه سبحانه تبيانا لكل شيء كما قال عز وجل: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}. وقال سبحانه: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً}. قال بعض السلف: "هذه الآية عامة لكل حجة يأتي بها أهل الباطل إلى يوم القيامة". وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن بعض الصحابة رضي الله عنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به". قال: "وقد وجدتموه". قالوا: "نعم". قال: "ذاك صريح الإيمان". قال بعض أهل العلم في تفسير ذلك: "إن الإنسان قد يوقع الشيطان في نفسه من الشكوك والوساوس ما يصعب عليه أن ينطق به لعظم بشاعته ونكارته حتى إن خروره من السماء أهون عليه من أن ينطق به فاستنكار العبد لهذه الوساوس واستعظامه إياها ومحاربته لها هو صريح الإيمان لأن إيمانه الصادق بالله عز وجل وبكماله وبكمال أسمائه وصفاته وأنه لا شبيه له ولا ند له وأنه الخلاق العليم الحكيم الخبير يقتضي منه إنكار هذه الشكوك والوساوس ومحاربتها واعتقاد بطلانها". ولا شك أن ما ذكره لك هذا الزميل من جملة الوساوس وقد أحسنت في جوابه ووفقت للصواب فيما رددت به عليه زادك الله علما وتوفيقاً.

وأنا أذكر لك إن شاء الله في هذا الجواب بعض ما ورد في هذه المسألة من الأحاديث وبعض كلام أهل العلم عليها لعله يتضح لك من ذلك وللزميل المبتلى بالشبهة التي ذكرت ما يكشف الشبهة ويبطلها ويوضح الحق ويبين ما يجب على المؤمن أن يقوله ويعتمده عند ورود مثل هذه الشبهة ثم أختم ذلك بما يفتح الله عليَّ في هذا المقام العظيم وهو سبحانه ولي التوفيق والهادي إلى سواء السبيل .

قال الإمام البخاري رحمه الله في كتابه الجامع الصحيح (ص 336) من المجلد السادس من فتح الباري طبعة المطبعة السلفية في باب صفة إبليس وجنوده: "حدثنا يحي بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير قال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق ربك فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته". ثم رواه في كتاب الاعتصام (ص 264) من المجلد الثالث عشر من فتح الباري: "عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لن يبرح الناس يتساءلون حتى يقولوا هذا الله خالق كل شيء فمن خلق الله" انتهى. وأخرج مسلم في صحيحه اللفظ الأول من حديث أبي هريرة (ص 154) من الجزء الثاني من المجلد الأول من شرح مسلم للنووي رحمه الله. وأخرجه مسلم أيضا بلفظ آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق الله الخلق فمن خلق الله؟. فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله ورسوله". ثم ساقه بألفاظ أخر ثم رواه من حديث أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل: "إن أمتك لا يزالون يقولون ما كذا وما كذا حتى يقولوا هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله". وخرَّج مسلم أيضا رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال: "وقد وجدتموه". قالوا: "نعم". قال: "ذاك صريح الإيمان". ثم رواه من حديث بن مسعود رضي الله عنه قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال: "تلك محض الإيمان". قال النووي رحمه الله في شرح مسلم لما ذكر هذه الأحاديث ما نصه:

"أما معاني الأحاديث وفقهها فقوله صلى الله عليه وسلم: "ذلك صريح الإيمان" و"محض الإيمان" معناه استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به فضلا عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققاً وانتفت عنه الريبة والشكوك. واعلم أن الرواية الثانية وإن لم يكن فيها ذكر الاستعظام فهو مراد وهي مختصرة من الرواية الأولى ولهذا قدم مسلم رحمه الله الرواية الأولى. وقيل معناه أن الشيطان إنما يوسوس لمن أيس من إغوائه فينكد عليه بالوسوسة لعجزه عن إغوائه.

وأما الكافر فإنه يأتيه من حيث شاء ولا يقتصر في حقه على الوسوسة بل يتلاعب به كيف أراد فعلى هذا معنى الحديث سبب الوسوسة محض الإيمان أو الوسوسة علامة محض الإيمان وهذا القول اختيار القاضي عياض.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "فمن وجد ذلك فليقل آمنت بالله". وفي الروية الأخرى: "فليستعذ بالله ولينته". فمعناه الإعراض عن هذا الخاطر الباطل والالتجاء إلى الله تعالى في إذهابه، قال الإمام المازري رحمه الله: "ظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعراض عنها والرد لها من غير استدلال ولا نظر في إبطالها". قال: "والذي يقال في هذا المعنى أن الخواطر على قسمين فأما التي ليست بمستقرة ولا اجتلبتها شبهة طرأت فهي التي تدفع بالإعراض عنها وعلى هذا يحمل الحديث وعلى مثلها ينطلق اسم الوسوسة فكأنه لما كان أمرا طارئا بغير أصل دفع بغير نظر في دليل إذ لا أصل له ينظر فيه وأما الخواطر المستقرة التي أوجبتها الشبهة فإنها لا تُدفع إلا بالاستدلال والنظر في إبطالها والله أعلم".

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "فليستعذ بالله ولينته" فمعناه إذا عرض له هذا الوسواس فليلجأ إلى الله تعالى في دفع شره عنه وليُعْرِض عن الفكر في ذلك وليعلم أن هذا لخاطر من وسوسة الشيطان وهو إنما يسعى بالفساد والإغواء فليُعْرِض عن الإصغاء إلى وسوسته وليبادر إلى قطعها بالاشتغال بغيرها والله أعلم".

وقال الحافظ في الفتح في الكلام على حديث أبي هريرة المذكور في أول هذا الجواب ما نصه : "قوله: "من خلق ربك فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته" أي عن الاسترسال معه في ذلك، بل يلجأ إلى الله في دفعه، ويعلم أنه يريد إفساد دينه وعقله بهذه الوسوسة، فينبغي أن يجتهد في دفعها بالاشتغال بغيرها، قال الخطابي: "وجه هذا الحديث أن الشيطان إذا وسوس بذلك فاستعاذ الشخص بالله منه وكفَّ عن مطاولته في ذلك اندفع"، قال: "وهذا بخلاف ما لو تعرض أحد من البشر بذلك فإنه يمكن قطعه بالحجة والبرهان"، قال: "والفرق بينهما أن الآدمي يقع منه كلام بالسؤال والجواب والحال معه محصور فإذا راعى الطرقة وأصاب الحجة انقطع، وأما الشيطان فليس لوسوسته انتهاء، بل كلما أُلزم حجة زاغ إلى غيرها إلى أن يفضي بالمرء إلى الحيرة، نعوذ بالله من ذلك".

قال الخطابي: "على أن قوله: "من خلق ربك" كلام متهافت ينقض آخره أوله؛ لأن الخالق يستحيل أن يكون مخلوقا ثم لو كان السؤال متجها لاستلزم التسلسل وهو محال وقد أثبت العقل أن المحدثات مفتقرة إلى محدث، فلو كان هو مفتقرا إلى محدث لكان من المحدثات" انتهى. والذي نحا إليه من التفرقة بين وسوسة الشيطان ومخاطبة البشر فيه نظر؛ لأنه ثبت في مسلم من طريق هشام بن عروة عن أبيه في هذا الحديث: "لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق الله الخلق فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله". فسوى في الكف عن الخوض في ذلك بين كل سائل عن ذلك من بشر وغيره .

وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة قال: "سألني عنها اثنان"، وكان السؤال عن ذلك لما كان واهيا لم يسحق جوابا، أو كف عن ذلك نظير الأمر بالكف عن الخوض في الصفات والذات، قال المازري : "الخواطر على قسمي: فالتي لا تستقر ولا يجلبها شبهة هي التي تندفع بالإعراض عنها، وعلى هذا ينزل الحديث، وعلى مثلها ينطلق اسم وسوسة وأما الخواطر المستقرة الناشئة عن الشبهة فهي التي لا تندفع إلا بالنظر ولاستدلال. وقال الطيبي: "إنما أمر بالاستعاذة والاشتغال بأمر آخر ولم يأمر بالتأمل والاحتجاج لأن العلم باستغناء الله جل وعلا عن الموجد أمر ضروري لا يقبل المناظرة ولأن الاسترسال في الفكر في ذلك لا يزيد المرء إلا حيرة، ومن هذا حاله فلا علاج له إلا الملجأ إلى الله تعالى والاعتصام به وفي الحديث إشارة إلى ذم كثرة السؤال عما لا يعني المرء وعما هو مستغن عنه وفيه عَلم من أعلام النبوة لإخباره بوقوع ما سيقع فوقع". انتهى كلام ابن حجر

وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في كتابه موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول: "ولفظ "التسلسل" يراد به التسلسل في المؤثرات - وهو أن يكون للحادث فاعل وللفاعل فاعل - وهذا باطل بصريح العقل واتفاق العقلاء وهذا هو التسلسل الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يستعاذ بالله منه، وأمر بالانتهاء عنه، وأن يقول القائل: "آمنت بالله ورسوله" كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول له: من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته". وفي رواية: "لا يزال الناس يتساءلون حتى يقولوا: هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله؟. قال: فبينا أنا في المسجد إذ جاءني ناس من الأعراب فقالوا: "يا أبا هريرة هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله؟". قال: "فأخذ حصى بكفه فرماهم به". ثم قال: "قوموا، قوموا، صدق خليلي". وفي الصحيح أيضا عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله: إن أمتك ليزالون يسألون: ما كذا؟ ما كذا؟ حتى يقولوا: هذا الله خلق الخلق، فمن خلق الله؟". انتهى المقصود من كلام الشيخ رحمه الله ولعله يتضح لك أيها السائل ولزميلك الذي أورد عليك الشبهة مما ذكرنا من الآيات والأحاديث وكلام أهل العلم ما يزيل الشبهة ويقضي عليها من أساسها ويبين بطلانها لأن الله سبحانه لا شبيه له ولا كفو له ولا ند له وهو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وهو الخالق لكل شيء وما سواه مخلوق وقد أخبرنا في كتابه المبين وعلى لسان رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم بما يجب اعتقاده في حقه سبحانه وبما يعرفنا به ويدلنا عليه من أسمائه وصفاته وآياته المشاهدة من سماء وأرض وجبال وبحار وأنهار وغير ذلك من مخلوقاته عز وجل من جملة ذلك نفس الإنسان فإنها من آيات الله الدالة على قدرته وعظمته وكمال علمه وحكمته.

كما قال عز وجل: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ} وقال تعالى: {وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ}. أما كنه ذاته وكيفيتها وكيفية صفاته فذلك من علم الغيب الذي لم يطلعنا عليه فالواجب علينا فيه الإيمان والتسليم وعدم الخوض في ذلك كما وسع ذلك سلفنا الصالح من الصحابة رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان فإنهم لم يخوضوا في ذلك ولم يسألوا عنه بل آمنوا بالله سبحانه وبما أخبر به عن نفسه في كتابه أو على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ولم يزيدوا على ذلك مع إيمانهم بأنه سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وعلى كل من وجد شيئا من هذه الوساوس أو ألقي إليه شيء منها أن يستعظمها وينكرها من أعماق قلبه إنكارا شديدا وأن يقول آمنت بالله ورسله وأن يستعذ بالله من نزغات الشيطان وأن ينتهي عنها ويطرحها كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك في الأحاديث السابقة وأخبر أن استعظامها وإنكارها هو صريح الإيمان وعليه أن لا يتمادى مع السائلين في هذا الباب لأن ذلك قد يفضي إلى شر كثير وإلى شكوك لا تنتهي فأحسن علاج للقضاء على ذلك والسلامة منه هو امتثال ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم والتمسك به والتعويل عليه وعدم الخوض في ذلك وهذا هو الموافق لقول الله عز وجل: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} فالاستعاذة بالله سبحانه واللجوء إليه وعدم الخوض فيما أحدثه الموسوسون وأرباب الكلام الباطل من الفلاسفة ومن سلك سبيلهم في الخوض في باب أسماء الله وصفاته وما استأثر الله بعلمه من غير حجة ولا برهان هو سبيل أهل الحق والإيمان وهو طريق السلامة والنجاة والعافية من مكايد شياطين الإنس والجن وفقني الله وإياك وسائر المسلمين للسلامة من مكائدهم ولهذا لما سأل بعض الناس أبا هريرة رضي الله عنه عن هذه الوسوسة حصبهم بالحصباء ولم يجبهم على سؤالهم وقال: "صدق خليلي". ومن أهم ما ينبغي للمؤمن في هذا الباب أن يكثر من تلاوة القرآن الكريم وتدبره لأن فيه من بيان صفات الله وعظمته وأدلة وجوده وكماله ما يملأ القلوب إيمانا ومحبة وتعظيما واعتقادا جازما بأنه سبحانه هو رب كل شيء ومليكه وأنه الخالق لكل شيء والعالم بكل شيء والقادر على كل شيء لا إله غيره ولا رب سواه كما ينبغي للمؤمن أيضا أن يكثر من سؤال الله المزيد من العلم النافع والبصر النافذ والثبات على الحق والعافية من الزيغ بعد الهدى فإنه سبحانه قد وجه عباده إلى سؤاله ورغبهم في ذلك ووعدهم الإجابة كما قال عز وجل: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}. والآيات في هذا المعنى كثيرة. وأسأل الله أن يوفقنا وإياك وزميلك وسائر المسلمين للفقه في الدين والثبات عليه وأن يعيذنا جميعا من مضلات الفتن ومن مكايد شياطين الإنس والجن ووساوسهم إنه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبير رمضان
مراقب عام المنتديات
مراقب عام المنتديات
عبير رمضان


عدد المساهمات : 3897
تاريخ التسجيل : 09/04/2008
العمر : 56
الموقع : في قلب مصر
رقم العضوية : 994
Upload Photos : موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Upload
موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Mvj7fm

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)   موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) I_icon_minitimeالجمعة 3 يوليو - 13:53



قال مسلم :
حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى وَعَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ الْعَامِرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ قَالَ الْمُرَادِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ وَقَالَ الْآخَرَانِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَمْ تَرَوْا إِلَى مَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالَ مَا أَنْعَمْتُ عَلَى عِبَادِي مِنْ نِعْمَةٍ إِلَّا أَصْبَحَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِهَا كَافِرِينَ يَقُولُونَ الْكَوَاكِبُ وَبِالْكَوَاكِبِ

(اخرجه مسلم في صحيحه جـ 1 ص 84 )

شرح الحديث
من شرح الحديث في سنن أبي داود
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا القعنبي عن مالك عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أنه قال: (صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله وبرحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب) ]. أورد أبو داود حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى لهم -أي: صلى بهم- صلاة الفجر في الحديبية على إثر سماء كانت من الليل -يعني: على إثر مطر حصل في الليل-، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب)، أي: أنه نسب الفضل إلى الله، وأقر أن النعمة من الله، قال الله: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا [إبراهيم:34]، وقال: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنِ اللَّهِ [النحل:53]، فمن قال ذلك فقد أتى بالكلام الصحيح الصواب الحسن؛ لأنه نسب الفضل إلى المتفضل، ونسب النعمة إلى المنعم سبحانه وتعالى. قوله: (وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي، مؤمن بالكوكب) وقول: مطرنا بنوء كذا وكذا فيه تفصيل، فإن أريد بالنوء -وهو النجم- أنه مؤثر، وأن ما يحصل من مطر فهو من تأثير النجوم؛ فهذا كفر بالله عز وجل، وأما إذا أريد بذلك أن الله تعالى قدر وقضى وجرت العادة بأن الأمطار تكون في الأوقات الفلانية، وأنها تكثر في وقت كذا، وتقل في وقت كذا، أو أنها إذا جاءت في الشتاء والربيع فلها نفع في الزراعة، وأما إذا جاءت في الصيف فبسبب شدة الحرارة لا يكون لها الفائدة الكبيرة في نبت النبات وكثرة المراعي، فهذا سائغ لا بأس به، ولكن كون الإنسان ينسب ذلك إلى تلك الأوقات، دون أن يضيف ذلك إلى الله عز وجل يعتبر نقصاً، ولكن من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته في الوقت الفلاني، أو في الزمن الفلاني، أو أن الله تعالى تفضل علينا وأنعم وجاد بالأمطار في هذا الموسم، أو في تلك المواسم، فهذا لا بأس به
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبير رمضان
مراقب عام المنتديات
مراقب عام المنتديات
عبير رمضان


عدد المساهمات : 3897
تاريخ التسجيل : 09/04/2008
العمر : 56
الموقع : في قلب مصر
رقم العضوية : 994
Upload Photos : موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Upload
موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Mvj7fm

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)   موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) I_icon_minitimeالخميس 9 يوليو - 22:15



قال الامام البخاري :

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ قَالَ اللَّهُ كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، أَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّاىَ أَنْ يَقُولَ إِنِّي لَنْ أُعِيدَهُ كَمَا بَدَأْتُهُ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّاىَ أَنْ يَقُولَ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا، وَأَنَا الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُؤًا أَحَدٌ ‏"‏ ‏.‏

(اخرجه البخاري في صحيحه جـ 6 ص 222 )



شرح الحديث:



(كذبني ابن آدم) بتشديد الذال المعجمة، أي بعض بني آدم، وهو من أنكر البعث، أو المراد جنس ابن آدم (ولم يكن له ذلك) أي لم يكن ذلك التكذيب، أي لا يحق له أن يكذب (وشتمني ولم يكن له ذلك)الشتم. (فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون على من إعادته) أي بل في العادة أن الإعادة أهون من البدء، وإن كان كلاهما بالنسبة إلى الله سواء، فإنما أمره إذا أراد شيئاً أن يكون له كن فيكون. (وأما شتمه إياي، فقوله: اتخذا الله ولداً) وإنما كان ذلك شتماً لما فيه من التنقيص، لأن الولد إنما يكون عن والد يحمله، ثم يضعه، ويستلزم ذلك سبق نكاح، والناكح يستدع باعثاً على ذلك، والله تعالى منزه عن ذلك. (وأنا الأحد الصمد) صمد فعل بمعنى مفعول، أي مصمود إليه ومقصود من كل الخلق. ( لم ألد ولم أولد) لأنه تعالى لما كان واجب الوجود لذاته، كان قديماً موجواً قبل كل موجود، ولما كان كل مولود محدثاً – أي له أول – انتفت الولدية. ولما كان الله لا يشبه أحد من خلقه ولا يجانسه، حتى لا يكون له من جنسه صاحبة، فيتوالد، انتفت الوالدية. (ولم يكن له كفواً أحد) أي مكافئاً وممائلاً. قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام – رحمه الله تعالى - : السلوب الواجبة لله تعالى على قسمين: - أحدهما سلب نقيصة، كالسنة والنوم والموت – وسلب للمشارك في الكمال، كسلب الشريك. وأما قوله: (لم يلد ولم يولد) فإنه سلب للنقص، إذ الولد والوالد لا يكونان إلا من جسمين وهما من الأغيار، و الأغيار نقص يتنزه الله تعالى عنه. وإن كانا يدلان بالالتزام على أن الولد مثل الوالد، فبذلك يعودان إلى سلب المشاركة في الكمال.



وفي رواية عنه: أمَّا تكذيبُهُ إيَّايَ أن يقول إنَّي لن أُعيده كما بدأته وأمَّا شتمه إيَّاي أن يقول اتَّخذ الله ولداً وأنا الصَّمدُ لم ألدْ ولم أُولدْ ولم يكنْ لي كفؤاً أحدٌ.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبير رمضان
مراقب عام المنتديات
مراقب عام المنتديات
عبير رمضان


عدد المساهمات : 3897
تاريخ التسجيل : 09/04/2008
العمر : 56
الموقع : في قلب مصر
رقم العضوية : 994
Upload Photos : موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Upload
موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Mvj7fm

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)   موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) I_icon_minitimeالجمعة 17 يوليو - 16:34



قال البخاري :

حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب أخبرني أبو سلمة قال قال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال الله يسب بنو آدم الدهر وأنا الدهر بيدي الليل والنهار "

(اخرجه البخاري في صحيحه جـ 8 ص 51 )
شرح الحديث

الشرح : للعلامة عبد العزيز الراجحي .
قال فضيلة الشيخ -حفظه الله - :
هذا الحديث يفيد النهي عن سب الدهر، وأن من سب الدهر، فقد آذى الله، ولا يلزم من الإيذاء الضرر، فمن سب الدهر، فقد آذى الله، لكن الله -تعالى- لا يلحقه ضرر، ولا يضره أحد من خلقه، ومن ذلك قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فهؤلاء يؤذون الله ورسوله، ولكن لا يضرون الله، ولا يضرون رسوله. ومن ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: من لكعب بن الأشرف فقد آذى الله ورسوله فهذا آذى الله ورسوله، ولا يلزم من الإيذاء الضرر، لأن الله لا يضره أحد من خلقه.

قوله: (من سب الدهر) والدهر هو الليل والنهار؛ ولذا قال: (يسب الدهر، وأنا الدهر).

قوله: (بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار) وفي لفظ (أقلب ليله ونهاره) ومن سب الدهر، فقد سب المدبر للدهر، وهو الله تعالى؛ لذلك قال (بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار) ومن أمثلة سب الدهر، لعن اليوم أو الساعة، أو الشهر، وكقول أحدهم:
عضنا الدهر بنابه
ليت ما حل بنا به
فهذا من سب الدهر المنهي عنه.

والدهر ليس من أسماء الله تعالى، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- بين أن الدهر هو الليل والنهار، وقد غلط العلماء كابن حزم في عده الدهر من أسماء الله تعالى، أخذًا منه بهذا الحديث، وهذا غلط واضح؛ لأن الحديث بين أن الدهر ليس هو الله، وهذا تفسير للحديث.

والشاهد قوله: (قال الله -تعالى- يؤذيني ابن آدم) ففيه إثبات القول لله -عز وجل- وأن الله يقول. وكذلك قوله: (بيدي الأمر) والأمر نوع من أنوع الكلام.

"فائدة "

جاء في حديث الدنيا ملعونة ملعون ما فيها المراد بالدنيا أي: ما يكون فيها، وأنه يستثنى ما يكون فيها من الخير، فليس المقصود نفس الدهر؛ لأن الدهر هو الليل والنهار، وإنما الكلام فيما يفعله الناس في الليل والنهار، كما قال أحدهم:

إن الجديدين في طول اختلافهما
لا يفسـدان ولكـن يفسـد الناس

والجديدان هما الليل والنهار، والمراد هو عمل الإنسان فيهما، ومعنى (ملعونة) أي: مذمومة فكل عمل بني آدم مذموم فيهما إلا ذكر الله وما والاه وعالمًا ومتعلمًا .

"فائدة "

وصف اليوم بأنه يوم شديد، أو نحس ليس من سب الدهر، إنما هو من باب الخبر، يدل عليه قوله تعالى: فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ فوصف اليوم بأنه نحس، وهذا من باب الوصف، وليس من باب السب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبير رمضان
مراقب عام المنتديات
مراقب عام المنتديات
عبير رمضان


عدد المساهمات : 3897
تاريخ التسجيل : 09/04/2008
العمر : 56
الموقع : في قلب مصر
رقم العضوية : 994
Upload Photos : موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Upload
موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Mvj7fm

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)   موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) I_icon_minitimeالجمعة 24 يوليو - 14:21


وعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق المصدوق إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتْبِ رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، فوالله الذي لا إله إلا غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها

رواه البخاري ومسلم

الشرح :

هذا الحديث الخامس من الأحاديث النووية وفيه بيان تطور خلق الإنسان في بطن أمه وكتابه وأجله ورزقه وغير ذلك .
فيقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه " حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق " الصادق في قوله المصدوق فيما أوحي إليه وإنما قد عبدالله بن مسعود هذه المقدمة , لأن هذا من أمور الغيب التي لا تعلم إلا بوحي فقال " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ... الخ " .
*ففي هذا الحديث من الفوائد :
بيان تطور خلقة الإنسان في بطن أمه , وأنه أربعة أطوار .
طور النطفة أربعون يوما ... والثاني : طور العلقة أربعون يوما ... والثالث : طور المضغة أربعون يوما ... والرابع : الطور الأخير بعد نفخ الروح فيه فالجنين يتطور في بطن أمه إلى هذه الأطوار .
أن الجنين قبل أربعة أشهر لا يحكم بإنه إنسان حي , وبناء على ذلك لو سقط قبل تمام أربعة اشهر فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه , لأنه لم يكن إنسانا بعد .
أنه بعد أربعة أشهر تنفخ فيه الروح ويثبت له حكم الإنسان الحي , فلو سقط بعد ذلك فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه كلما لو كان ذلك بعد تمام تسعة أشهر .
أن للأرحام ملكا موكلا بها لقوله : " فيبعث إليه الملك " أي الملك الموكل بالأرحام .
أن أحوال الإنسان تكتب عليه وهو في بطن أمه .. رزقه .. عمله .. أجله .. شقة أم سعيد , ومنها بيان حكمة الله عزوجل وأن كل شيء عنده بأجل مقدر وبكتاب ى يتقدم ولا يتأخر .
أن الإنسان يجب أن يكون على خوف ورهبة , لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر " إن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها "
أنه لا ينبغي لإنسان أن يقطع الرجاء فإن الإنسان قد يعمل بالمعاصي دهرا طويلا ثم يمن الله عليه بالهداية فيهتدي في آخر عمره .
فإن قال قائل : ما الحكمة في أن الله يخذل هذا العمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار ؟
فالجواب : إن الحكمة في ذلك هو أن هذا الذي يعمل بعمل أهل الجنة إنما يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وإلا فهو في الحقيقة ذو طوية خبيثة ونية فاسدة , فتغلب هذه النية الفاسدة حتى يختم له بسوء الخاتمة نعو بالله من ذلك . وعلى هذا فيكون المراد بقوله " حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع " قرب أجله لا قربه من الجنة بعمله .
أبن عثيمين

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبير رمضان
مراقب عام المنتديات
مراقب عام المنتديات
عبير رمضان


عدد المساهمات : 3897
تاريخ التسجيل : 09/04/2008
العمر : 56
الموقع : في قلب مصر
رقم العضوية : 994
Upload Photos : موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Upload
موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Mvj7fm

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)   موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) I_icon_minitimeالجمعة 31 يوليو - 13:32


السلام عليكم

حديث فرض الصلوات الخمس في ليلة الاسراء
قال البخاري :

"حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة رضي الله عنهما

أن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أسري به :

بينما أنا في الحطيم وربما قال في الحجر مضطجعا إذ أتاني آت فقد قال وسمعته يقول فشق ما بين هذه إلى هذه فقلت للجارود وهو إلى جنبي ما يعني به قال من ثغرة نحره إلى شعرته وسمعته يقول من قصه إلى شعرته فاستخرج قلبي ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة إيمانا فغسل قلبي ثم حشي ثم أعيد ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض فقال له الجارود هو البراق يا أبا حمزة قال أنس نعم يضع خطوه عند أقصى طرفه فحملت عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح



فلما خلصت فإذا فيها آدم فقال هذا أبوك آدم فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلام ثم قال مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح



فلما خلصت إذا يحيى وعيسى وهما ابنا الخالة قال هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما فسلمت فردا ثم قالا مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح



فلما خلصت إذا يوسف قال هذا يوسف فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل أوقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح



فلما خلصت إلى إدريس قال هذا إدريس فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء



فلما خلصت فإذا هارون قال هذا هارون فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل من معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قال مرحبا به فنعم المجيء جاء



فلما خلصت فإذا موسى قال هذا موسى فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح فلما تجاوزت بكى قيل له ما يبكيك قال أبكي لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي ثم صعد بي إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال نعم قال مرحبا به فنعم المجيء جاء



فلما خلصت فإذا إبراهيم قال هذا أبوك فسلم عليه قال فسلمت عليه فرد السلام قال مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ثم رفعت إلي سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة قال هذه سدرة المنتهى وإذا أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران فقلت ما هذان يا جبريل قال أما الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات ثم رفع لي البيت المعمور ثم أتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل فأخذت اللبن فقال هي الفطرة التي أنت عليها وأمتك



ثم فرضت علي الصلوات خمسين صلاة كل يوم فرجعت فمررت على موسى فقال بما أمرت قال أمرت بخمسين صلاة كل يوم قال إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم وإني والله قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك



فرجعت فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى فقال مثله فرجعت فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى فقال مثله فرجعت فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى فقال مثله فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم فرجعت فقال مثله فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم



فرجعت إلى موسى فقال بم أمرت قلت أمرت بخمس صلوات كل يوم قال إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك قال سألت ربي حتى استحييت ولكني أرضى وأسلم قال فلما جاوزت نادى مناد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي "


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبير رمضان
مراقب عام المنتديات
مراقب عام المنتديات
عبير رمضان


عدد المساهمات : 3897
تاريخ التسجيل : 09/04/2008
العمر : 56
الموقع : في قلب مصر
رقم العضوية : 994
Upload Photos : موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Upload
موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Mvj7fm

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)   موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) I_icon_minitimeالجمعة 7 أغسطس - 5:02


قال ابن ماجه :
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ فَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ وَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْرِعًا قَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ وَقَدْ حَسَرَ عَنْ رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ "أَبْشِرُوا هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يُبَاهِي بِكُمْ الْمَلَائِكَةَ يَقُولُ انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي قَدْ قَضَوْا فَرِيضَةً وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى "

(اخرجه ابن ماجه في سننه جــــ 1 / 801)
شرح الحديث:

أي أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى المغرب ، فذهب ناس وظل آخرون جالسون في المسجد ، فقام النبي صلى الله عليه و سلم إلى من جلسوا يجري ، لدرجة أن النبي صلى الله عليه و سلم قد شمّرَ عن إزاره صلى الله عليه و سلم حتى وصل إلى رُكبتيه - وكان صلى الله عليه و سلم يلبس حتى أنصاف الساق - فشمّر حتى ذلك ..
و جاء مُسرعًا قد حفزه النفس .. أي أنه كان ينهج صلى الله عليه و سلم ..
ويقول : أبشروا قد فتح لكم ربكم باب في السماء و يباهي بكم و يقول أنظر هؤلاء العباد صلوا صلاة و مازالوا منتظرين الأخرى ،،
فحتى يباهي الله بك يجب من الآن أن تجلس بين الصلاتين .. من المغرب للعشاء .. لا نملك غيرهم .. بعد ذلك ستكون طويلة .. صلي المغرب و انتظر للعشاء،،
هذا حال..
إما إن كنت رجلاً حريصًا ، وتريد أن تأخذ ثوابًا عظيم جداً جداً ، وتُعتق بسببه إن شاء الله من النار ، فاجلس جلسة العصر .. تجلس فيها من العصر إلى المغرب تعتكف في المسجد ، إذا كان وقتك يسمح لك بهذا ؛ لأن النبي صلى الله عليه و سلم أخبر أنه من جلس بعد صلاة العصر يذكر الله كانت كعتق أربع رقاب من ولد إسماعيل .. قال صلى الله عليه و سلم :" لأن أقعد أذكر الله تعالى وأكبره وأحمده وأسبحه وأهلله حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق رقبتين من ولد إسماعيل ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقبات من ولد إسماعيل " حسن ..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبير رمضان
مراقب عام المنتديات
مراقب عام المنتديات
عبير رمضان


عدد المساهمات : 3897
تاريخ التسجيل : 09/04/2008
العمر : 56
الموقع : في قلب مصر
رقم العضوية : 994
Upload Photos : موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Upload
موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Mvj7fm

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)   موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) I_icon_minitimeالثلاثاء 18 أغسطس - 21:00



مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الْأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ وَصَلَاةِ الْفَجْرِ ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ : كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي ؟ فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ ( وَهُمْ ) يُصَلُّونَ ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ .
( اخرجه مالك في الموطأ ص 123 / 85 )
شرح الحديث :/
المعـــنى العـــام
كما فضل الله بعض الناس على بعض، وفضل بعض الأماكن على بعض فضل بعض الأوقات على بعض، وتفضيل الأماكن والأوقات تفضيل للعبادة فيهما على العبادة في غيرهما.
وقد فضل الله وقتي العصر والفجر على بقية أوقات اليوم، لأن الفجر وقت النوم، ووقت الخلود إلى الراحة، ووقت البرد في الشتاء، ولأن العصر وقت انشغال الناس بالأعمال والكسب، فكان الترغيب في المحافظة على الصلاة في هذين الوقتين، وكان فضل الله في الإثابة على صلاتهما عظيماً، وشاء الله أن يباهي بعباده المصلين ملائكته، ينزل من السماء إلى الأرض ملائكة في هذين الوقتين، تنزل ملائكة الفجر فتشهد الصلاة مع المصلين، وتستمر إلى صلاة العصر، فتنزل طائفة أخرى من الملائكة تجتمع مع الأولى في صلاة العصر مع المصلين، ثم تصعد طائفة النهار إلى ربها، وتبقى ملائكة الليل فتبيت حتى الفجر، فتنزل ملائكة النهار فتجتمع مع ملائكة الليل في صلاة الفجر، ثم تصعد ملائكة الليل، فيسألهم ربهم سؤال استنطاق: كيف تركتم عبادي؟ وهو أعلم بهم، فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون.
فيا سعادة من شهدت صلاته وشهدت له الملائكة، ويا خسارة من أضاع هذا المغنم.
المبـــاحث العـــربية
( يتعاقبون فيكم ملائكة ) مذهب الأخفش ومن تابعه من النحويين في هذا وفي أمثاله أن الواو في " يتعاقبون " علامة جمع المذكر، وليست الفاعل، وإنما الفاعل "ملائكة" وحكوا مثله في قول العرب: أكلوني البراغيث، وحملوا عليه قوله تعالى وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ .
وقال سيبويه وأكثر النحويين: لا يجوز إظهار الضمير مع وجود الفاعل الظاهر، ويتأولون هذا وأمثاله، ويجعلون الضمير هو الفاعل، ويقدرون له ما يعود عليه نحو: لله ملائكة يتعاقبون فيكم، و " ملائكة " المذكور بعد الفعل أما بدل من الضمير، وإما خبر لمبتدأ محذوف.
ومعنى "يتعاقبون" تأتي طائفة عقيب طائفة، ثم تعود الأولى عقب الثانية والخطاب في "فيكم" للمصلين.
( وملائكة بالنهار ) إعادة النكرة نكرة تفيد أن الثانية غير الأولى.
( ثم يعرج الذين باتوا ) عرج من باب نصر، والعروج الصعود.
( فيسألهم ) أي ربهم، كما صرح به في بعض الروايات، ولم يصرح به هنا للعلم به، ومقصود السؤال أن ينطقوا بالجواب. إذ هو أعلم بهم منهم.
( تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون ) جملة: وهم يصلون "حال وكان الترتيب الطبيعي أن يخبروا عن حالة الإتيان، ثم عن حالة الترك، لكنهم لم يراعوا الترتب الوقوعي، لأنهم طابقوا السؤال "كيف تركتم عبادي" فقدموا جوابه، ثم زادوا عليه.

فقـــه الحــــديث

ذهب أكثر العلماء إلى أن هؤلاء الملائكة هم الحفظة، الذين يكتبون أعمال العباد، فسؤاله لهم عما أمرهم به من حفظهم لأعمالهم وكتبهم إياها عليهم والغرض من سؤالهم على هذا مدح المؤمنين، والثناء عليهم رفعا لدرجاتهم وزيادة في الرضا عنهم. وقال القاضي عياض: يحتمل أن يكونوا غير الحفظة فسؤاله لهم ما سبق في علمه بقوله: أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وأنه ظهر لهم ما سبق في علمه بقوله: إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } قال القرطبي: وهذا من خفى لطفه، وجمل ستره جل شأنه إذ لم يطلعهم إلا على حال عباداتهم، ولم يطلعهم على حالة شهواتهم وما يشبهها.
وهذا أيضاَ إنما يصح على أنهم غير الحفظة.
وتخصيص العروج بالذين باتوا في الحديث، إما للاكتفاء بذكر أحد الأمرين عن الآخر، وإما لأن الليل مظنة المعصية، ومظنة التكاسل.
لكن جاء مصرحاً بعروج كل من ملائكة الليل والنهار وسؤالهم في رواية ابن خزيمة. فلا حاجة إلي التكليف والتعليل فالتخصيص للاكتفاء واختيار المبيت عند الاكتفاء لأن الليل مظنة المعصية، فإذا أطاعوا فيه كانوا أكثر طاعة في غيره.

ويؤخذ من الحديث:
1ـ أن الصلاة أعلى العبادات، لأنه عليها وقع السؤال والجواب.
2ـ فيه إشارة إلى عظم هاتين الصلاتين.
3ـ وفضل هذين الوقتين.
4ـ وفيه الإيذان بأن الملائكة تحب هذه الأمة ليزدادوا فيهم حبا، ويتقربون بذلك إلى الله تعالى.
5ـ وفيه دلالة على أن تعالى يكلم ملائكته.
6ـ وفيه الإخبار بالغيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبير رمضان
مراقب عام المنتديات
مراقب عام المنتديات
عبير رمضان


عدد المساهمات : 3897
تاريخ التسجيل : 09/04/2008
العمر : 56
الموقع : في قلب مصر
رقم العضوية : 994
Upload Photos : موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Upload
موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Mvj7fm

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)   موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) I_icon_minitimeالجمعة 28 أغسطس - 16:24



قال البخاري :

حدثنا إبراهيم بن موسي اخبرنا هشام بن يوسف عن ابن جريج قال :

أخبرني عطاء عن أبي صالح الزيات عن أبي هريرة رضي الله، رضي الله عنه، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي، وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح ، وإذا لقي ربه فرح بصومه)

( اخرجه البخاري جـ 3 ص 34 )



شرح الحديث :



هذا حديث عظيم وثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" [رواه الإمام البخاري في صحيحه‏]. فهذا الحديث فيه فضيلة الصيام ومزيته من بين سائر الأعمال، وأن الله اختصه لنفسه من بين أعمال العبد.

وقد أجاب أهل العلم عن قوله: "‏الصوم لي وأنا أجزي به‏" [رواه الإمام البخاري في صحيحه]. بعدة أجوبة منهم من قال: أن معنى قوله تعالى: "الصوم لي وأنا أجزي به" إن أعمال ابن آدم قد يجري فيها القصاص بينه وبين المظلومين، فالمظلومين يقتصون منه يوم القيامة بأخذ شيء من أعماله وحسناته كما في الحديث أن الرجل يأتي يوم القيامة بأعمال صالحة أمثال الجبال ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا أو أكل مال هذا فيؤخذ لهذا من حسناته ولهذا من حسناته حتى إذا فنيت حسناته ولم يبق شيء فإنه يؤخذ من سيئات المظلومين وتطرح عليه ويطرح في النار إلا الصيام فإنه لا يؤخذ للغرماء يوم القيامة وإنما يدخره الله عز وجل للعامل يجزيه به ويدل على هذا قوله: "كل عمل ابن آدم له كفارة إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" أي أن أعمال بني آدم يجري فيها القصاص ويأخذها الغرماء يوم القيامة إذا كان ظلمهم إلا الصيام فإن الله يحفظه ولا يتسلط عليه الغرماء ويكون لصاحبه عند الله عز وجل.

وقيل أن معنى قوله تعالى: "الصوم لي وأنا أجزي به" أن الصوم عمل باطني لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى فهو نية قلبية بخلاف سائر الأعمال فإنها تظهر ويراها الناس أما الصيام فإنه عمل سري بين العبد وبين ربه عز وجل ولهذا يقول: "الصوم لي وأنا أجزي به إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي"، وكونه ترك شهوته وطعامه من أجل الله هذا عمل باطني ونية خفية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى بخلاف الصدقة مثلاً والصلاة والحج والأعمال الظاهرة هذه يراها الناس، أما الصيام فلا يراه أحد لأنه ليس معنى الصيام ترك الطعام والشراب فقط أو ترك المفطرات لكن مع ذلك لابد أن يكون خالصًا لله عز وجل وهذا لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.

ويكون قوله: "إنه ترك‏.‏‏.‏‏.‏ إلى آخره" تفسيرًا لقوله: "الصوم لي وأنا أجزي به".

ومن العلماء من يقول أن معنى قوله تعالى: "الصوم لي وأنا أجزي به" أن الصوم لا يدخله شرك بخلاف سائر الأعمال فإن المشركين يقدمونها لمعبوداتهم كالذبح والنذر وغير ذلك من أنواع العبادة وكذلك الدعاء والخوف والرجاء فإن كثيرًا من المشركين يتقربون إلى الأصنام ومعبوداتهم بهذه الأشياء بخلاف الصوم فما ذكر أن المشركين كانوا يصومون لأوثانهم ولمعبوداتهم فالصوم إنما هو خاص لله عز وجل فعلى هذا يكون معنى قوله: "الصوم لي وأنا أجزي به" أنه لا يدخله شرك لأنه لم يكن المشركون يتقربون به إلى أوثانهم وإنما يتقرب بالصوم إلى الله عز وجل



المفتي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبير رمضان
مراقب عام المنتديات
مراقب عام المنتديات
عبير رمضان


عدد المساهمات : 3897
تاريخ التسجيل : 09/04/2008
العمر : 56
الموقع : في قلب مصر
رقم العضوية : 994
Upload Photos : موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Upload
موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Mvj7fm

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)   موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) I_icon_minitimeالجمعة 25 سبتمبر - 18:48


قال مسلم :
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَا حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ يُوسُفَ يَقُولُ عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ "

(اخرجه مسلم في صحيحه جـ 2ص 982)

شرح الحديث

فضل يوم عرفة

إذا ذكر يوم عرفة، فقد ذكر أفضل الأيام وأبركها، فليس ثمة يوم طلعت فيه الشمس، أو غربت، هو خير من يوم عرفة أبدا، فقد ورد أن صيامه لغير الحاج يكفر ذنوب سنتينن، وقد ورد أنه ما رئي إبليس في يوم هو أصغر و لا أحقر، ولا أغيظ من عشية يوم عرفة.

وقد صح أيضا: أن هذا اليوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه، غفر له.

وصح كذلك: خير الدعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير و هو على كل شيء قدير. وأخرج ابن ماجة في سننه عن عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس السلمي أن أباه أخبره "أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة فأجيب: أني قد غفرت لهم ما خلا المظالم، فإني آخذ للمظلوم منه، قال: أي رب إن شئت أعطيت المظلوم من الجنة وغفرت للظالم، فلم يجب عشية عرفة. فلما أصبح بالمزدلفة، أعاد الدعاء فأجيب إلى ما سأل. قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال: تبسم فقال أبو بكر وعمر: بأبي أنت وأمي إن هذه الساعة ما كنت تضحك فيها فما الذي أضحكك، أضحك الله سنك؟ قال: إن عدو الله إبليس لما علم أن الله عز وجل قد استجاب دعائي، وغفر لأمتي أخذ التراب فجعل يحثوه على رأسه، ويدعو بالويل والثبور، فأضحكني ما رأيت من جزعه".

وأخرج أيضا عن ابن المسيب عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله عز وجل فيه عبدا من النار من يوم عرفة" وإنه ليدنو عز وجل، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هـؤلاء؟.

لا شك أن ما أوردناه من هذه الأحاديث كاف في الدلالة على فضل هذا اليوم العظيم. والغرض من ذلك أن يعظم المؤمن هذا اليوم، وأن يكبره لأنه من شعائر الله، والله تعالى يقول: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) .

وتعظيم هذا اليوم كما يكون بالإكثار فيه من فعل الخيرات وضروب الطاعات، يكون باجتناب الإثم والفواحش، والضلالات والمنكرات

لقد شرف الله تعالى هذا اليوم وفضله بفضائل كثيرة نذكر منها:

أولا: أنه أفضل الأيام لحديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضل الأيام يوم عرفة)) رواه ابن حبان.

وروى ابن حبان من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَا مِنْ يَوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، يَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الْأَرْضِ أَهْلَ السَّمَاءِ)) وفي رواية: ((إنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِأَهْلِ عَرَفَةَ مَلَائِكَتَهُ، فَيَقُولُ: يَا مَلَائِكَتِي، اُنْظُرُوا إلَى عِبَادِي، قَدْ أَتَوْنِي شُعْثا غُبْرا ضَاحِينَ)).

ثانيا: أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة:

روى البخاري بسنده: قالت اليهود لعمر إنكم تقرءون آية لو نزلت فينا لاتخذناها عيدا فقال عمر :إني لأعلم حيث أنزلت، وأين أنزلت وأين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزلت: نزلت يوم عرفة إنا والله بعرفة قال سفيان: وأشك كان يوم الجمعة أم لا: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينا" (المائدة3).

وإكمال الدين في ذلك اليوم حصل لأن المسلمين لم يكونوا حجوا حجة الإسلام من قبل فكمل بذلك دينهم لاستكمالهم عمل أركان الإسلام كلها، ولأن الله أعاد الحج على قواعد إبراهيم عليه السلام، ونفى الشرك وأهله فلم يختلط بالمسلمين في ذلك الموقف منهم أحد.

وأما إتمام النعمة فإنما حصل بالمغفرة فلا تتم النعمة بدونها كما قال الله تعالى لنبيه "لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ" (الفتح2).

ثالثا: إنه يوم عيد:

فعن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب" رواه أبو داود.

رابعا: أن صيامه يكفر سنتين:

قال النبي صلى الله عليه وسلم "صيام يوم عرفه أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" رواه مسلم.

خامسا: أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار:

عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء" قال ابن عبد البر وهو يدل على أنهم مغفور لهم لأنه لا يباهي بأهل الخطايا والذنوب إلا بعد التوبة والغفران.

أما الأعمال المستحبة فيه فهي:

أولا: الصيام:

فقد ورد أن صومه يكفر الله به السنة الماضية والباقية، والمراد بذلك تكفير صغائر الذنوب، فقد روى أبو قتادة، قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة فقال: ((صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ))، فيستحب صيامه لغير الحاج، أما الحاج فلا ينبغي أن يصومه حتى يتقوى على الوقوف وذكر الله تعالى، وهو يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار، والمباهاة بأهل الموقف، كما في صحيح مسلم عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ)).

ثانيا: الإكثار من الذكر والدعاء وسائر أعمال البر

قال النبي صلى الله عليه وسلم "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" رواه أصحاب السنن.

وقال النووي رحمه الله في كتابه (الأذكار): (واعلم أنه يُستحبُّ الإِكثار من الأذكار في هذا العشر زيادةً على غيره، ويُستحب من ذلك في يوم عرفة أكثر من باقي العشر) هـ

ومن لم يتيسر له الحج عليه أن يذكر قول أحد الصالحين: "من فاته في هذا العام القيام بعرفة فليقم لله بحقه الذي عَرَفَه، ومن عجز عن المبيت بمزدلفة، فليُبيِّت عزمه على طاعة الله وقد قرَّبه وأزلفه، ومن لم يقدر على نحر هديه بمنى فليذبح هواه هنا وقد بلغ المُنى، من لم يصلْ إلى البيت لأنه منه بعيد فليقصد رب البيت فإنه أقرب إلى من دعاه من حبل الوريد".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبير رمضان
مراقب عام المنتديات
مراقب عام المنتديات
عبير رمضان


عدد المساهمات : 3897
تاريخ التسجيل : 09/04/2008
العمر : 56
الموقع : في قلب مصر
رقم العضوية : 994
Upload Photos : موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Upload
موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Mvj7fm

موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)   موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) I_icon_minitimeالجمعة 3 ديسمبر - 18:21

يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة

الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7405
خلاصة الدرجة: صحيح


شرح الحديث

قال الشيخ : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] حفظه الله :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وصلى الله وسلم على من تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته ومن سار على نهجه واهتدى بهديه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
أحمد الله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه على ما منَّ به من هذه الفرصة الطيبة، وأحب أن أنبه وأشير إلى ضرورة الاعتناء بمجالس الذكر التي تغشاها رحمة الله، وتحف بها الملائكة، والتي قال الله عنها في الحديث القدسي: { من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Tips }، فهذه رياض الجنة، وإذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، فالناس يتجمعون، فمنهم رابح وخاسر، وكذلك تختلف مقاصد الناس في التجمعات والمناسبات واللقاءات.
ولكن الله وهو أصدق القائلين قد بيَّن أن هذه التجمعات وهذه اللقاءات ستنقلب إلى عداوة إلا تجمعٌ واحد، ألا وهم أهل الله وخاصته، لمّا قال تباركت أسماؤه: موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) SQoos [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) EQoos[الزخرف:67]، جعلنا الله وإياكم من المتقين!
هذه المجالس التي وصفها أحد الصحابة رضوان الله تعالى عليهم إذ قالوا: { يا رسول الله! نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنه رأي عين فإذا رجعنا عافسنا الأزواج والضيعة ونسينا كثيرا قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كنتم كما أنتم عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد) Tips }.
يلمس الإنسان في نفسه غلظةً وقسوةً وتكاسلاً ونفوراً، فإذا ما رأى وجوه الطهر والتُّقَى، بدأت مشاعره وأحاسيسه تتحسن، وبدأت نفسه تتفتح للخير، ووالله لو لم يكن للإيمان من ثمرة إلا أن المتحابين في الله يُحشرون على منابر من نور، لوجب أن يشمر إلى ذلك بالليل قبل النهار، فالمتحابون في الله يحشرون على منابر من نور عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين، فما اجتمعوا من أجل مال أو منصب أو صديق، إنما اجتمعوا لله وفي الله، لا يبتغون بذلك إلا رضوان الله والدار الآخرة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
موسوعة الاحاديث القدسية (متجدد)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موسوعة منتدى هندسة أسوان لتعليم الفيجوال بيزك 6 .. متجدد بإذن الله
» متجدد : خبر اليوم
» متجدد : خبر اليوم
» أسعار قطع الهاردوير في مصر(متجدد)
» سمعت آخر نكته ... ( متجدد )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان :: دين ودنيا :: إســلاميـــــــــــــات-
انتقل الى: