ترشيح البرادعي لرئاسة الجمهورية يثير أزمة بين رئيس الوفد وشباب الحزب وقياداته

ناديه الدكرورى :

أثار انفراد «الدستور» بنشر خطة يعدها الوفديون لدعم ترشيح الدكتور محمد البرادعي - رئيس هيئة الطاقة الذرية - لانتخابات رئاسة الجمهورية في 2011 عقب تقاعده نهاية العام الحالي، انقسامًا بين الهيئة العليا بالحزب وجموع الوفديين بالجمعية العمومية حول مدي إمكانية تقبل مبادرة ترشيح البرادعي للرئاسة عبر انضمامه لعضوية الحزب، خاصة عقب تصريح محمود أباظة - رئيس حزب الوفد- بأنه لا نية لطرح اسم البرادعي مرشحًا للرئاسة عبر حزب الوفد.

لكن هذا النفي من جانب رئيس الحزب قابله اعتراض من قبل أعضاء الوفد أنفسهم حتي إن فؤاد بدراوي - نائب رئيس حزب الوفد - وحفيد فؤاد سراج الدين قال: إن ما قاله محمود أباظة يعد بمثابة حجر علي آراء الوفديين التي يجب أن يستمع لها ويبحث إمكانية تحققها وليس رفضها أو نفي وجودها مؤكدًا أن مبادرة تقديم د.محمد البرادعي مرشحًا للوفد موجودة داخل الحزب وسيتم طرحها علي الهيئة العليا في وقتها المناسب.

وقال بدراوي لـ «الدستور»: إن الحديث عن مدي قبول ترشيح الدكتور محمد البرادعي عبر الحزب كلام سابق لأوانه، فهناك مجموعة من التساؤلات التي يجب أن تتم الإجابة عنها مقدمًا منها: هل سيتم طرح مرشح من الحزب لانتخابات الرئاسة؟ وما الشخصية التي سيتم طرحها هل هي من أبناء الحزب أم شخصية عامة؟ وهل سيرغب البرادعي في ترشيح نفسه للرئاسة عبر الوفد أو عبر حزب آخر؟ إجابة هذه التساؤلات لن تتم- حسب بدراوي- إلا عبر مناقشات واجتماعات الهيئة العليا للوفد التي لم تبدأ بعد في البت بشأن هذه الأمور، لكن بدراوي عاد ليؤكد أنه لو ترشح الدكتور البرادعي في انتخابات 2011 في ظل نزاهة انتخابية فسينجح-حسب رأيه- باكتساح وسيحصد أكثر من 7 ملايين صوت في مقابل ربع مليون صوت لمبارك لما يتمتع به البرادعي من قبول واحترام بين المصريين كبير وما يمثله من أمل كبير في التغيير.

بينما يؤكد محمد الشيخ - سكرتير مساعد بلجنة حزب الوفد بالجيزة - أن مبادرة ترشيح البرادعي للرئاسة اتسع تأييدها ليشمل لجان الوفد بالغربية والإسكندرية وسوهاج والشرقية والبحيرة وسيتوالي عقد الاجتماعات والمؤتمرات لتفعيل هذا التأييد حتي يعلم الجميع أن للوفديين صوتًا يجب أن يُسمع بل إن الجمعية العمومية وقراراتها هي السلطة الأولي والعليا في حزب الوفد، يليها المكتب التنفيذي ثم رئاسة الحزب بل إن صاحب الصلاحيات الأعلي في الوفد هم الوفديون، ورغباتهم فوق الجميع مهما أعطت لائحة 1994 صلاحيات مطلقة لرئيس الحزب، إلا أن الجمعية العمومية- والكلام لايزال لمحمد الشيخ- لها الحق في الاختيار من القاعدة للقمة وقراراتها نافذة حتي لو تعارضت مع رغبات رئيس الحزب.

بينما يختلف معه قليلاً أسامة البحراوي - رئيس لجنة الوفد بالغربية - حيث يؤكد أن الهيئة العليا بالحزب لها سلطات ورأي أقوي من أعضاء الجمعية إلا في حالة حدوث تكتلات كبيرة داخل الجمعية العمومية يمكن من خلالها الضغط علي الهيئة العليا والمكتب التنفيذي المنوط بهما اتخاذ القرارات اللازمة لترشيح أي من الشخصيات للانتخابات التي يلزم لها أن يكون المرشح من أعضاء الهيئة العليا للحزب وهو ما يعني أنه يجب علي رئيس الحزب أن يقوم باستبدال أحد الأعضاء بالدكتور محمد البرادعي حتي يمكن أن ترشح بشكل قانوني سليم.

أما عن إمكانية تقبل الهيئة العليا لشخصية الدكتور البرادعي فيؤكد البحراوي أنه شخصيه تلقي قبولاً من كل المصريين وليس من الوفديين فقط وأنه يتمتع بالثقة التي تجعله مرشحًا قويًا لرئاسة الجمهورية.

وعن أولي الخطوات التفعيلية لمبادرة دعم ترشيح البرادعي لانتخابات الرئاسة يؤكد محمد مبروك - رئيس لجنة الشباب بحزب الوفد في الغربية - أنه سيتم عقد مؤتمر بالتنسيق مع اللجان الوفدية بالمحافظات لتدعيم ترشيح البرادعي من خلال تجميع التوقيعات اللازمة حتي يمكننا الحصول علي موافقة الجمعية العمومية بانضمام البرادعي لعضوية الوفد حتي تسير مصر للأمام ولا تعود للخلف من خلال برامج توريثية لا جدوي منها، بل إن شباب الوفديين -كما يؤكد مبروك- مقتنعون بترشيح شخصية في قامة الدكتور البرادعي الذي يلقي قبولاً دوليًا ومحليًا وله تاريخ مشرف يمكن من خلاله خدمة مصالح هذا البلد بحيادية معهودة، مضيفًا أن دعم شباب الوفديين للبرادعي خطوة أولي لإحداث تغيير حقيقي لمصر عبر طرح رئيس مصري مدني لأول مره نري من ورائه النور الذي حُجب عنا.

محمد الشيخ - سكرتير مساعد لجنة الحزب بالجيزة - أكد ذلك الأمر لـ «الدستور» قائلا: إن الأحزاب المصرية أصبحت في حاجة إلي كوادر وشخصيات لديها قدرات علي الخروج من الأزمة التي تعانيها مصر في العديد من المجالات وانتشار الفقر بين أفرادها وهذه الكوادر متمثلة في الشخصيات العامة وعلي رأسها الدكتور محمد البرادعي الذي لن يستطيع جهاز أمن الدولة أن يصدر له اتهامات بالعمالة الأمريكية لمواقفه الواضحة للجميع التي لايزال يعلنها.

وبعدما نشرت «الدستور» خطة أعدها الوفديون لينضم البرادعي لعضوية الهيئة العليا للحزب عبر حشد التأييد الشعبي في بعض أمانات الحزب بالمحافظات واقتراح أن يتبرع كل مصري بجنيه لجمع الملايين لتمويل الحملة الدعائية اللازمة لتأييد ترشيحه، تلقت الجريدة تلغرافًا من إحدي القارئات تؤكد ترحيبها بالتبرع لمبادرة ترشيح الدكتور محمد البرادعي لرئاسة الجمهورية وقالت المواطنة «سميحة أبوالمحاسن» بمنطقة شبرا الخيمة في نص البرقية: «يسعدني جدًا أن أكون أول المتبرعين حينها لا بجنيه واحد فقط، لكن بألف جنيه».> فؤاد بدراوي نائب رئيس الوفد: البرادعي سيجمع 7 ملايين صوت مقابل 250 ألفًا فقط لمبارك لو جرت انتخابات رئاسية نزيهة.. ولا أحد يصادر علي آراء الوفديين

> سكرتير لجنة الوفد بالجيزة: مبادرة ترشيح البرادعي للرئاسة اتسع تأييدها لتشمل لجان الوفد بالغربية والإسكندرية وسوهاج والشرقية والبحيرة > رئيس لجنة الوفد بالغربية: التكتلات الكبيرة داخل الجمعية العمومية يمكنها الضغط علي الهيئة العليا لترشيح البرادعي باسم الوفد في الانتخابات الرئاسية