قرأت لكم

قرأت لكم

في حياة كل منا العديد والعديد من الكتب التي قام بقراءتها علي مدي مراحل عمرة المختلفة
ومن بين هذا الكم من الكتب هناك دوماً كتاباً استوقفنا ودعانا لقراءته مراراً وتكرراً
ومن بين طيات صفحات هذا الكتاب لابد انه كانت هناك صفحات توقفنا عندها طويلاً واعدنا قراءتها أكثر من مرة واستمتعنا بها في كل مرة وكأنها أول مرة
وهنا نقف لنساءل أنفسنا لماذا هذه الأنانية لماذا نحتفظ بهذه الصفحات داخل أدراج مغلقة ونمنع أصدقاء لنا من الاستمتاع بها كما استمتعنا نحن بها
ومن هنا رأيت أن افتح لكم صفحات هذا الموضوع لكي تسردوا لنا فيها ما استمتعتم بقراءته من صفحات كتبكم المفضلة
فلا تبخلوا علينا بها

الحب

نرانا مرة أخري أمام تضليل اللغة لنا عن فهم الحقيقة أو أمام جناية الأسماء علي المدارك الإنسانية.
فالأسماء قد حصرت المعاني فأدت لأنها جمعتها من الفوضى والشتات . وحصرتها فأضرت، لان المعاني أوسع من أن تقبل الحصر ولكل منها حالات مثلها لا تحصي.
ومن هذه الأسماء اسم "الحب" لذلك العالم الزاخر الذي لا نهاية لمعانية.
فهو اسم واحد ولكنه ليس بشئ واحد .
ويضل من اجل هذا عن حقيقته كل من ينتظر شيئاً واحداً حين ينظر إليه.
لأنه علي أية حال ليس بشئ واحد موجز المعاني كلفظه الوجيز الذي يدل عليه.
ومن الأمثلة التي تقرب لنا هذه الحقيقة أن عناصر المادة تعد بالعشرات ولكن الصور التي نراها في هذا العالم تربي علي الألوف وألوف الألوف.
وان حروف الهجاء لا تتم العشرات الثلاث ومنها الكلمات التي تضيق بها المجلدات في جميع اللغات .
فلا نهاية لألوان الحب التي تتجمع من تلك العناصر القليلة، لأنها تتباين في الترتيب وتتباين في القوة وتتباين في المقادير وتتباين ابعد التباين علي حسب المحبين، وعلي حسب الأعمار والأطوار النفسية في المحب الواحد.
ولا وجه للمقابلة بينها كما لا وجه للمقابلة بين كلام وكلام لأنهما مركبان من حروف متشابهة فحب هذا الإنسان لا يشبه حب ذاك الإنسان ، وما يشاهد من محب في عنفوان هواه لا يلزم علي وجه من الوجوه أن يشاهد من سائر المحبين.
ولو كان الحب شيئاً واحداً لما اختلف وقعه بين نظرة ونظرة وبين مقابلة ومقابلة وبين الرجل في آونة من الزمن والرجل نفسه في غير تلك الآونة.
هو في عناصره كألوان الطيف الشمسي لا تنطبق علي عدها أصابع اليدين ، ولا تكفي أرقام الحساب كلها لإحصاء ما يتألف منها ويتفرع عليها من الظلال والشيات والأصباغ .
وإنما كان له هذا الشأن الأكبر بين العواطف الإنسانية لأنه هو العاطفة التي تنفذ إلي جميع العواطف والتجربة التي تمتحن بها النفس في جميع طواياها ، والشعور الذي تتأهب له بنيتان وطويتان بكل ما أودع فيهما من نوازع الجنس العريقة في أعمق جذور الحياة من الخلية الأولي إلي فطرة الإنسان .
انما هو تفاعل بين شخصين. وكثيراً ما يتفق في العواطف البشرية كما يتفق في الكيمياء أن يكون للمادة الخسيسة فعل مفيد واثر نفيس في المادة التي تفاعلها، في المادة التي تفاعلها، ولابد من التفاعل بين النقائض والمتشابهات في بوتقة النفس وفي بوتقة الكيمياء.

"بتصرف" من كتاب " هذه الشجرة "
عباس محمود العقاد

موضوع أكثر من رائع وفكرة أكثر من رائعه وإقتباس لكاتب أنا من عشاقه ولى الشرف فى ذلك

ولكنى سأرجع إلى كتابين هما المستطرف فى كل فن مستظرف وفى صالون العقاد كانت لنا أيام كى أقتبس

منهم دون خطأ وبوضوح تام وسأعود للرد مرة أخرى بإذن الله

كل الشكر لكى أختى بنت مصر على موضوعك الرائع

والله الموفق

تعلمت من اوقات الفراغ

اوقات العمل تملكنا

ولكن نحن الذين نملك اوقات الفراغ ونتصرف فيها كما نريد ، فهي من اجل هذا ميزان قدرتنا علي التصرف وميزان معرفتنا بقيمة الوقت كله ، وليست قيمة الوقت الا قيمة الحياة

ان أفرغ الناس هو الذي لا يستطيع ان يملأ ساعات فراغه ، وعندنا في الشرق كثيرون ، بل كثيرون جدا ، من هؤلاء الفارغين :

علي القهوات وعلي افاريز الطرقات ، في الصباح وفي المساء ، خلال ايام الصيف وخلال ايام الشتاء

في كل وقت وكل موسم وكل مكان الوف من الشبان الاقوياء والرجال الناضجين يقضون ساعات الفراغ في لعب النرد والورق او في تعاطي الراح والدخان ، او في مراقبة الغادين والغاديات والرائحين والرائحات

ليس هذا وقتاً فارغاً لانهم مشغولون فيه ، وليس هذا وقتاً مملوءاً لانهم يملاءونه بما هو افرغ من الفراغ

هذا ليس بوقت علي الاطلاق

هذا عدم خارج من الزمن ، خارج من الحياة !

وليس معني "وقت الفراغ" انه الوقت الذي نستغني عنه ونبدده ونرمي به مع الهباء ، ولكن وقت الفراغ هو الوقت الذي بقي لنا لنملكه ونملك انفسنا فيه بعد ان قضينا وقت العمل مملوكين مسخرين لما نزاوله من شواغل العيش وتكاليف الضروره

من كتاب انا " عباس محمود العقاد "

» مما قرأت
» مما قرأت وأعجبني !!
» قرأت لك "لاعب الشطرنج " للساحر ستيفان زفايج والترجمة ليحيى حقى
» من أجمل ما قرأت
» من أفضل مــا قرأت ...