رفض دعوته المشاركة في تحرك ضد "نجاد".. سرور لرئيس الكنيست: نشاطر إسرائيل ذكرى "الهولوكست" الأليمة التي تعد عارًا في جبين الإنسانية

رفض الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب، دعوة الكنيست الإسرائيلي إلى القيام بعمل برلماني مشترك ضد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، بعد تصريحاته التي هاجم فيها إسرائيل، خلال مشاركته في مؤتمر "ديربان 2" الذي عقد مؤخرا بجينيف.
جاء ذلك ردا على خطاب تلقاه من رؤرفين ريفلين رئيس الكنيست بمناسبة الذكرى السنوية لما يعرف بمحرقة اليهود "الهولوكست" انتقد فيه تصريحات نجاد، ووصف بأنه أدولف هتلر الثاني، في إشارة إلى الزعيم النازي.
وقال ريفلين في خطابه لسرور، إن ممثلي ما وصفها بـ "الدول الديموقراطية الكبرى" بالعالم انسحبوا من مؤتمر مكافحة العنصرية في سويسرا الذي تحدث فيه نجاد، بينما دافعت دول أخرى عن تصريحاته التي وصف فيها إسرائيل بالدولة العنصرية.
وكانت عدد من الوفود الغربية المشاركة في المؤتمر الذي عقد في وقت سابق من هذا الشهر قامت بالانسحاب أثناء إلقاء الرئيس الإيراني كلمته، عندما اتهم إسرائيل بصورة غير مباشرة بأنها دولة عنصرية تقوم على مبدأ التمييز والاحتلال وانتهاك حقوق الإنسان، لكنه لم يشر في حديثه إلى المحرقة اليهودية في العهد النازي.
وطلب رئيس الكنيست من مجلسي الشعب والشورى، المشاركة في عمل برلماني لتوصيل رسالة واضحة للعالم؛ مفادها "إننا تعلمنا درس الماضي وأن عام 2009 لن يكون تكرارا لعام 1939 الذي بدأت فيه المحارق النازية ضد اليهود".
وعقب الدكتور سرور على الدعوة بخطاب بعثه إلى رئيس الكنيست، قال فيه إن مجلس الشعب المصري يشاطر إسرائيل الذكرى الأليمة الخاصة بـ "الهولوكست" التي قتل فيها 6 ملايين يهودي في المحرقة النازية، ووصفها بأنها "عار يلطخ جبين الإنسانية في القرن العشرين".
لكنه استدرك قائلا: إننا بكل الحزن والأسى نُذكِّركم بجرائم ضد الإنسانية ارتكبت ضد الشعوب العربية، وبالذات الشعب الفلسطيني وراح ضحيتها الملايين من القتلى والجرحى بداية من مذبحة بحر البقر في مصر وصبرا وشاتيلا ودير ياسين وقانا 1 و2 في لبنان ثم مذبحة غزة التي بدأت في 27 ديسمبر 2008 وراح ضحيتها أكثر من 4 آلاف قتيل و6 آلاف جريح منهم 40% من الأطفال والنساء، حيث تم سحقهم بآلة الحرب الإسرائيلية التي لم تتردد في استخدام الفسفور الأبيض المحرم دوليًا.
وأكد سرور ضرورة التمسك بالمواثيق الدولية التي تدعو إلى رفض جميع أشكال التمييز والعنف المبنى على الجنس أو الدين أو العرق، رافضا بشكل قاطع جميع أشكال التمييز ضد الأديان وأي ربط صريح أو ضمني للدين الإسلامي بما يحتويه من قيم وتسامح بأي شكل من أشكال الإرهاب.
وأضاف سرور، أن هذه المناسبة جاءت في توقيت ملائم للتفكير العلمي المستنير لاتخاذ خطوات واسعة نحو إرساء السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط، وأن يكون عام 2009 هو عام السلام، حتى تتوقف شلالات الدم المتدفقة منذ أكثر من خمسين عاما.
من جهته، طالب النائب حسين إبراهيم بضرورة اتخاذ مواقف متشددة ضد المسئولين الصهاينة وخاصة وزير الخارجية، وقال "إنني أناشد النواب بإصدار تشريع من المجلس يتضمن بنودا بمنع دخول هؤلاء السفلة إلى الأراضي المصرية".
فيما اعترض عدد من النواب على الرد الذي بعث به سرور لرئيس الكنيست، فقد اعتبره النائب سعد عبود "ناصري" يمثل اعترافا منه بأن هناك محرقة، بينما "الحقيقة أنه لم يكن هناك ما يسمى بـ "الهولوكست".
وسارع سرور بالرد، قائلا إنه أشار في خطابه إلى أن "الهولوكست" حدثت باعتراف الأوربيين، و"أنا بوصل رسالة مننا نحن كمسلمين، ونحن ليس لنا صلة بموضوع الهولوكست لأن الأوربيين هم الذين ارتكبوا هذه الجريمة، وهم الذين اعترفوا بها والمعونات الألمانية التي قدمت لإسرائيل كانت جزء من هذه الاعترافات"، إلا أن عبود ذكّره بشكوك "جزء كبير" من الأوربيين في ارتكاب المحرقة.
بينا اعتبر النائب مصطفى بكري أن رسالة سرور تعد تطبيعا، وتابع قائلا: أليست رسالة من رئيس مجلس الشعب إلى رئيس الكنيست الإسرائيلي تعتبر نوعا من التطبيع، ألم يكن من الأفضل تجاهله.
وقال بكري إنه كان يتمنى أن يتحدث سرور في خطابه عن الضحايا الفلسطينيين كشهداء وليس كمجرد قتلى، وبرر سرور خطابه، بقوله: "لغة التجاهل أساءت إلينا في المنابر الدولية"، وتساءل: "هل الأفيد أن أذيع الخطاب عليكم أم نتجاهل الأمر ونضعه في الأدراج؟".
من جهة أخرى، ناشد النائب حسين إبراهيم "إخوان" أعضاء الحزب "الوطني" تأييد مناقشة مشروع قانون بمنع "السافل ليبرمان" من دخول مصر، في إشارة إلى وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد أفيجدور ليبرمان، المعروف بتصريحاته المعادية ضد مصر، وقال "هناك حكومة إسرائيلية سافلة إرهابية في إسرائيل ويجب مقاطعتها مثلما قاطعنا الكنيست".
من ناحيته، قال النائب مصطفة الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس إن "إنكار "الهولوكست أو الاعتراف به قضية تخص الآخرين، ونعم هي جريمة الآخرين ضد الآخرين، ونحن لسنا طرفا فيها بأي شكل من الأشكال".
فيما اقترح الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس لجنة الشئون الدينية في تعقيبه على خطاب سرور لرئيس الكنيست تدريسه المدارس المصرية بكافة مراحلها، "بسبب بلاغته وفضحه للجرائم الصهيونية".
من جهته، امتدح النائب سيد عسكر "إخوان"، كلمة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في مؤتمر ديربان 2، وقال إنها "كانت كلمة مفحمة كشفت جرائم الصهاينة"، وأضاف: من الجيد أن يرد عليهم في البداية رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان ومن بعده أحمدي نجاد، ثم ثالثا يرد عليهم الدكتور سرور وهذا الأسلوب الذي يجب أن يتبع مع الصهاينة".

كتب صلاح الدين أحمد (المصريون): : بتاريخ 28 - 4 - 2009

» د. فتحى سرور بعد واقعة "الجزمة فى البرلمان" : لن أعتذر للمعارضة
» سرور: إسرائيل تتمنى أن تفتح مصر معبر رفح للقضاء على حلم قيام الدولة الفلسطينية
» إيران تهدد بمنع خطوط الطيران التي تستخدم كلمة "الخليج العربي"
» بخصوص مواضيع الأعضاء ونظم المشاركة بالمنتدى "هام للجميع".
» عباس يحذر من "حرب دينية" بعد ضم موقعين مقدسين لتراث إسرائيل