عدد المساهمات : 2649 تاريخ التسجيل : 14/08/2007 العمر : 38 رقم العضوية : 60 Upload Photos :
موضوع: الجسم ، الروح ، العقل ، القلب ، النفس . الأحد 15 مارس - 21:28
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد و على آله و صحبه وسلم تسليما كثير ..
¤ من هو صاحب القرار فيما سأذكر .. في اعتقادك ؟؟ الجسم ، الروح ، العقل ، القلب ، النفس .
لمعرفت الجواب تابع هذه الماده بارك الله فيك ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكيان الإنساني عباره عن :
جسم و روح و عقل و قلب و نفس ..
١ - فالجسم :
معروف و وظيفته تنفيذ الأوامر التي تصدر إليه فقط ، فهو لا يشارك في اتخاذ القرار و إنما هو وسيله لتنفيذ ليس إلا ، و مادام كذلك فهو صالح لتنفيذ الخير و الشر على حد سواء ،، بل نجد النصوص واضحة في بيان أن الجسم ليس مقياسا كقوله صلى الله عليه و سلم : (( إن الله لا ينظر إلى صوركم و أموالكم ، و لكن ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم )) صحيح مسلم و أما قوله تعالى : { وزاده بسطة في العلم و الجسم } سورة البقره ٢٤٧ فهو مدح للجسم باعتباره أداة تنفيذية قوية ، لا بعتبارها مقياسا للتقوى و الصلاح .
٢ - والروح :
هي الطاقه التي تجعل الجسم قادرا على التنفيذ . والجسم بلا روح غير قادر على فعل شيء . فوظيفة الروح إذا تنفيذيه كالجسم و لكن الجسم يمثل الجانب المادي و الروح الجانب المعنوي . ولذلك لا نجد في النصوص مدحا أو ذما للروح الإنسانيه و ما ذلك إلا لأنها طاقة يمكن تسخيرها في الخير أو الشر و لا تملك أن تقرر أو توافق أو تعارض .
٣ - والعقل :
مستشار ، يقوم الأراء و الإقتراحات التي يرى أنها الخير ، و هو بعيد النظر ، يقيس الأمور بنتائجها و خواتيمها ، فإن كان العقل مستنيرا بنور الإسلام أشار بالحق ، و إن كان جاهلا غير مستنير بالإسلام أشار بالباطل ظانا أنه الحق لجهله و قصوره .
٤ - و أما النفس :
فهي المستشار الثاني و مقياسها اللذة العاجلة و المتعة و المنفعة الشخصية بغض النظر عن الحق ، فهي قصيرة النظر لا تنظر إلى عواقب الأمور . و أكثر ما يتسلل الشيطان إلى الإنسان عن طريق النفس ، فهي الثغرة الكبرى في الكيان الإنساني . ولذلك يحرص الإسلام على تهذيب النفس ، و التخفيف من تأثيرها على القلب ، و إغلاق مداخل الشيطان إليها ، و تربيتها بما تكره . * و هكذا فالعقل و النفس ليس لهما حق اتخاذ القرار ، و ليس لهما إلا تقدير الرأي و المشوره .
٥ - و أما القلب :
فهو صاحب القرار يسمع من العقل و من النفس ، و يستمع إلى الحوار و الجدال الدائر بينهما ثم يتخذ القرار ، وهو كذلك مكان العواطف و المشاعر .
* و القلب على أنواع :
- أولها : القلب السليم :
و هو الذي يختار الخير ، و لا يأمر إلا بما يرضي الله سبحانه و تعالى و هو الوارد في قوله : { يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم } سورة الشعراء ٨٩
- و ثانيها : القلب المريض :
وهو الذي يختار الشر ، و يأمر بما يغضب الله سبحانه و تعالى ، يقول الله تعالى : { في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا و لهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون } سورةالبقره ١٠
- و ثالثها : القلب القاسي :
وهو الذي وصل المرض فيه إلى حالة مستعصية ، وهو القلب الذي طبع الله عليه ، يقول سبحانه : { ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة } سورة البقره ٧٤ ومكان القلب في الصدر ، يقول تعالى : { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } سورة الحج ٤٦
* ويسود اعتقاد بين كثير من الناس أن العقل هو صاحب القرار ، وهذا خطأ شائع ليس له نصيب من الصحه .
أولا : لأن الإنسان في كثير من الحالات يكون مقتنعا عقليا بضرورة فعل شيء و لا يفعله ..
مثال :
فالطالب مقتنع بضرورة الدراسه و لكن بعضهم لا يدرس ، و بعض المسلمين يؤمن بأن الله فرض الصلاة و لا يصلي ، و كذلك المدخن مقتنع عقليا بضرورة ترك التدخين لأضراره الكثيره ثم تجده لا يتركه و هكذا ...
*ولو كان العقل هو الذي يتخذ القرار لنفذ الإنسان كل ما يقتنع به .
ثانيا : لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( ألا و إن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب ) صحيح البخاري .
* ولذلك الإسلام يركز على القلب كثيرا لأنه صاحب القرار ، ومركز التأثير على سلوك الإنسان ..