الطاووسُ القَبيح
عندما تَعلّمَ الغُرابُ كيف يُداوي المَرضى، انطَلقَ يَتَجوّلُ في الغابةِ، باحِثاً عن مَرضى.. فالتقى بطاووسٍ يَمشي مُختالاً فَخُوراً بجمالِه.
أُعجِبَ الغرابُ بالطاووس، وقالَ له:
ـ ما أجمَلَك!
نَفَشَ الطاووسُ رِيشَهُ مَزهُوّاً.. وقالَ للغراب:
ـ نَطَقتَ بالصِّدق.
في تلكَ اللحظة.. جاء وَلدٌ صغيرٌ، وتأمَّلَ الطاووسَ بإعجاب، ثمّ قالَ له بارتِباك:
ـ أرجو أن تُعطيَني رِيشَةً مِن رِيشِكَ لأُزيِّنَ بها غُرفتي.
صاحَ الطاووسُ بالولد:
ـ هيّا ابتَعِدْ عنّي. لن أُعطيَك.. فأنا لا أُحبُّ الأولاد!
وعندئذٍ.. تَدخَّلَ الغراب، وسألَ الطاووس:
ـ إذاً مَن تُحِبّ ؟
قال الطاووس:
ـ لا أحدَ يَستَحقُّ حُبّي. أنا لا أُحبُّ إلاّ نَفسي.
قالَ لَهُ الغراب:
ـ ما أقبَحَك!
قالَ الطاووسُ مُتَعجِّباً:
ـ لكنّكَ قبلَ لَحظاتٍ كنتَ مُعجَباً كثيراً بِجمَالي.. فما هذا التناقض..
أجابَ الغراب:
ـ لقد فَقَدتَ جَمالَك. أنا الآنَ لا أرى غيرَ قلبِكَ الذي لا يُحِبُّ أحداً. إنّ قلبَكَ قَبيحٌ شديدُ القُبْح.
قالَ الطاووسُ بغَضَب:
ـ أنتَ حَسودٌ تَغارُ مِنّي!
لم يُجِبِ الغرابُ بكلمة.. وإنّما ابتعَدَ عن الطاووس، وتابعَ طريقَهُ يَبحَثُ عن مريضٍ يُداوِيه.