وقد ذكرنا في كتاب الوصائل إلى الرسائل[sup]1[/sup] إن القرآن الحكيم - كما نستظهره من الأدلة ومن الحس - لم ينقص منه حرف، ولم يزد عليه حرف، ولم يغير منه حتى فتح أو كسر أو تشديد أو تخفيف، ولا فيه تقديم ولا تأخير بالنسبة إلى ما رتبه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في حياته، وإن كان فيه تقديم وتأخير حسب النزول فإن القرآن الذي كان في زمن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هو نفس القرآن الموجود بأيدينا الآن.
فقد عين الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بنفسه مواضع الآيات والسور حسب الذي نجده الآن، وهناك روايات تدل على ذلك، فقد روي متواتراً إن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قال من ختم القرآن كان له كذا[sup]2[/sup]، فلو لم يكن القرآن مجموعا كاملا في زمانه لم يكن معنى لختمه، كما أن القرآن كان في زمانه مكتوبا بكامله، وموضوعا في مسجده عند منبره، يستنسخه من أراد، هذا، وكان الآلاف من المسلمين قد حفظوا القرآن كله كما في التواريخ.
وهكذا بقي القرآن الذي كان في زمن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى اليوم غضا سالما على ما كان عليه من الترتيب والتنظيم.