أسطورة أيوب
ووفقا للأسطورة التي يتداولها أبناء سيناء، بدوا وحضرا، إضافة إلى بقية المجتمعات المنتشرة حول شاطئ البحر الأبيض المتوسط بفلسطين ولبنان، كما يقول خبير التراث الشعبي البدوي "مسلم الحوص"، فالأسطورة تقول: إن نبي الله أيوب بعد رحلته الطويلة مع مرضه العضال الذي ألم به وجعل من شفائه أمرا مستحيلا حملته زوجته وهي تسير به على شاطئ البحر المتوسط بحثا عن علاج لهذا المرض الذي قد بلغ به مبلغه، وفي مسيرتها على سواحل البحر المتوسط وعلى شاطئ منطقة العريش التي وصلت إليها مع توقيت مغيب الشمس ركنت قليلا للاستراحة من عناء المسير وتركت نبي الله أيوب بالقرب من مياه البحر الذي غمرته أمواجه، وكانت المعجزة في شفائه من دائه العضال الذي عانى منه أربعين عاما متواصلة.
ومن هنا كان تخليد هذه المناسبة في الأعراف الشعبية، حيث جرت العادة أن يشهد هذا اليوم خروج آلاف من أبناء سيناء للوقوف على شاطئ البحر لتأمل لحظة الغروب في هذا اليوم، والذي قد يصادف سكون الأمواج عن الحركة في مثل هذا التوقيت من كل عام، وهو ما جعل كثيرين من رواد الشاطئ في هذا اليوم يستغلون لحظة السكون هذه للدفع بأجسادهم في مياه البحر وبعضهم يحمل علة أو مرضا عجز الطب عن علاجه ويأمل أن يكون من المحظوظين بلحظة شفاء في هذه التوقيت، وكان إلى وقت قريب هناك مشاهد للاحتفال يختلط فيها الجهل بالفطرة، حيث تجتمع النساء اللواتي حرمن من نعمة الإنجاب ويرتمين في حضن الأمواج في توقيت الغروب في مثل هذا اليوم، وهن يتمتمن بأمانيهن أن يرزقن بمولود، ورغم أن هذه المظاهر تكاد أن تكون اختفت فإن تخليد هذا اليوم لازال باقيا.