من يقرأ تاريخ الفرس ويتصفح احداثه لايجد غير الغدر والخيانة ونقض العهود، واشعال نيران الحروب ضد جيرانهم من الشعوب المسالمة الاخرى. وكل مؤرخ او مطالع لهذا التاريخ لايجد ابدا صفحة نقية بيضاء بين طياته. ان هذا التاريخ الذى سطره الفرس عبر تاريخهم الطويل قائما فى حب السيطرة على اراضى الغير، وشعوب المنطقة. والسؤال الذى يطرح نغسه هنا وبقوة، هل اصبح الفرس الان بعد دخولهم الاسلام اكثر تقوى ام تقية؟؟. فالفرق واسعا بين التقوى والتقية، وسأقدم هنا للقارى الكريم لمحات عن هذا التاريخ القذر لهؤلاء الفرس الذين ابتلى بهم العرب والمسلمين على مر التاريخ. انهم مشهورين بالخيانة والغدر حتى لاقرب اصدقائهم وحلفائهم المقربين والمرتبطين معهم بمواثيق وعهود.
التاريخ يذكرنا بقصة الامبراطورية الساسانية والاخرى البيزنطينية، وكانت حدود الامبراطوريتين تصل الى الفرات ودجلة، وكان كسرى ابرويز الثانى ملك الفرس صديقا حميما للملك موريس ملك البيزنطيين، اذ كان قد لجأ اليه عام 590 ميلادية بسبب مؤامرة داخلية فى الامبراطورية الفارسية، وقد عاونه موريس بجنده لاستعادة العرش، وعندما سقط حكم موريس بقيادة فوكاس الذى اصبح ملك الروم، اعلن كسرى بعدم اعترافه بشرعية حكومة الروم الجديدة، واغار كسرى على بلاد الروم ، واستولى على الشام وفلسطين. واصبحت الامبراطورية الرومانية فى خطر محدق، واستطاع هرقل ان يستولى على الامبراطورية ويقتل فوكاس، الا ان هرقل لم يستطع من ايقاف طوفان الفرس، فعاشت عاصمة الامبراطورية الرومانية فى حصار اقتصادى قاس، بعد ان سدت جميع الطرق عنها، وعم القحط، وتفشت الامراض، ودمرت الكنائس على يد جنود الفرس (كما حدث فى بغداد من تدمير المساجد وحرق القرأن الكريم على يد اتباعهم واحفادهم جماعة فيلق غدر) وقتلوا اكثر من مائة الف من المسيحيين، كما فعلوا بقتل اهل السنة فى بغداد وباقى المدن العراقية، واقاموا بيوت عبادة النار فى كل مكان، مثلما يفعل احفاد ابن العلقمى نفس الشىء بالاكثار من الحسينيات لعبادة الدين المجوسى، وممارسة البكاء واللطم على الرؤوس والصدور بأسم محبتهم لاهل البيت كذبا وزورا وبهتانا
يقول المؤرخ ادوارد جبن فى لمجلدالخامس من كتابه (تاريخ سقوط الامبراطورية الرومانية) ولو كانت نوايا كسرى طيبة فى حقيقة الامر لكان اصطلح مع الروم بعد قتلهم فوكاس، ولاستقبل هرقل كخير صديق اخذ بثأر حليفه وصاحب نعمته موريس بأحسن طريقة، ولكنه ابان عن نواياه الحقيقية عندما قرر مواصلة الحرب). ومن ابشع الطرق الخبيثة التى مارسها كسرى ضد الروم، وهو خطاب وجهه كسرى الى هرقل من بت المقدس قائلا فيه (من لدن الاله كسرى الذى هو اكبر الالهة وملك الارض كلها الى عبده اللئيم الغافل هرقل انك تقول انك تثق فى الهك !! فلماذا لاينقذ الهك القدس من يدى؟) وايران الحالية تتحدى امريكا عن طريق الميليشيات التابعة لها فى العراق امثال فيلق الغدر والخيانة، وحزب دعوة الكفر، وجيش الحرامية والسرسرية الذى جمع كل حثالات المجتمع العراقى الذين تسابقوا فى نهب بغداد بعد احتلالها من قبل قوات الغزو والاحتلال، واطلقوا على انفسهم ظلما وعدوانا بجيش المهدى. وكل هذه العناصر الطائفية والشعوبية حاقدة على الاسلام والمسلمين العرب لانهم اصبحوا عبيدا لايران، تحركهم وتسيرهم حسبما تشاء وترغب.
وبعد مضى ستة اعوام على الحرب رضى الامبراطور الفارسى ان يصالح هرقل على شروط معينة، وهى ان يدفع ملك الروم الف تالنت من الذهب، والف تالنت من الفضة والف ثوب من الحرير، والف جواد، والف فتاة عذراء، مثلما يطالب احفادة الان من الحكومة العميلة بدفع تعويضات الحرب التى هم التى شنوها على العراق اصلا.