يا نفحة الأزهار ...

يا نفحة الأزهار

يا نفحـة الأزهـار أين الموسـمُ
ظمئت عيوني والهوى لا يرحـمُ

إني عشـقـتكِ زهـرةً بـريـةً
منها الجـهـولُ إذا دنـا يتعـلمُ

أصغي لصمت الليل عند سكونها
ولروعـةِ الألحـانِ لو تتكـلـمُ

فالعـين نهرٌ والجـفون شواطئٌ
والخـد درعٌ والحـواجبُ أسهمُ

والوجـه بدرٌ والجـدائل ظلـمةٌ
والهدب جـرحٌ وابتسامك بلـسمُ

تُتلى القصـائدُ فى رحابكِ بهجةً
والشعرُ أضحى من عيونكِ ينظمُ

فبـأي حـقٍ تحـرمينا وجـنةً
هي روضـة الآمال وهي المغنمُ

تهفـو القـلوب إلى بريقٍ قد بدا
منها وأضـحى كاللَّظى يتضرمُ

تكوي الفـؤادَ إذا دنا من نارها
وإذا نـأى فلـبعـدها يتـألـمُ

فهو الشـقيُّ بعشـقه وهو الذي
يهوى الشـقاء وكيف ذا لا أعلمُ

وإذا دعى للوصـلِ لاقى جفوةً
جـعلتْ هواه كزورقٍ يتحـطمُ

وكأنَّ وصلَ العاشـقين وقربَهمْ
أمرٌ على ذاك الفـؤاد محـرمُ

كلاَّ فـإني قد أتيـتكِ عـاشقاً
فبأي حـقٍ في رحـابكِ أُظلمُ

إني نزعـتُ القلبَ ثم جـعلته
قربان حـبٍ في هواكِ يـُقدمُ

فأنا شهيدكِ في الصبابة والجوى
وأنا الشقيُّ وفي وصـالكِ أنعمُ

لو كان يُـعبد كائـنٌ لجـمالهِ
لعبدتُ وجـهكِ عـندما يتبسَّمُ

ولقـمتُ عند الناهـدين مُصلياً
ولطـفتُ ساحـاتِ اللُّمى أترنمُ

لكنني آمـنت منذ أتى الهـوى
أن الذي سـوَّى جمالك أعظمُ

فعـبدتُ فيكِ الله حـتى أنني
لكِ عـابدٌ أو بـالإله مـتـيمُ