ماذا قدموا ؟ و ماذا علينا ؟

ماذا قدموا ؟ و ماذا علينا ؟

" ماذا قدم الإسلام و المسلمون للحضارة و مسيرة الإنسانية غير العنف و الإرهاب و الدمار ؟ "
" الفكر الإسلامي ذو الأصول العربية البدوية قاصر لأن الجينات العربية الموروثة بها خلل يعوق عن المشاركة في ركب التقدم و المدنية . "
" على المسلمين و العرب أن يكفوا عن الصياح و الشكوى لأنهم عالة على العالم ، يأخذون و لا يعطون . "
بالتأكيد سمعنا و قرأنا مثل هذا الكلام من متعصبي الغرب و حاقدي المستشرقين و يردده كالببغاوات ذيولهم من السلوليين و الموتورين المصابين بالشذوذ النفسي الذين يظنون أنفسهم قد ملكوا نواصي العلم و دفة الخبرة و إدراك الأمور، فوجد هؤلاء في تأخر المسلمين العلمي في وقتنا الحالي فرصة سانحة للكيل و الطعن في دين الإسلام و كل ما يمت له بصلة بل و وجدوا في هذه الثغرة حجة لأكل حقوق المسلمين و الافتئات عليهم لأن العالم لا يعترف بالضعفاء ، يقولونها صريحة " العالم لا يحترم الضعفاء " و في نفس الوقت لا يكفون عن الجعجعة حول حقوق الإنسان و نشر العدل و السلام . تكالب الحاقدون من الغرب و الشرق على هذه الثغرة كالكلب المتشرد الذي وجد لحما متدليا من فريسته .
و إني أشهد أن هذه الزمرة قد أجادت في الضغط على هذا الوتر الحساس الذي فتن حتى كثيرا من الملتزمين الذين ما إن يسمعوا هذا الكلام حتى يسقط في أيديهم و لا يعرفون أيمسكونه على هون أم يدسونه في التراب ... فما بالك بما قد يحدث لغيرهم الذين بعيشون في ظل ثقافة " بوس الواوا " !!!
انتهيت لتوي من مشاهدة فيلمين وثائقيين عن فضل الحضارة الإسلامية على النهضة العلمية و التقنية الحديثة :

الفيلم الأول : " علوم الإسلام الدفينة " أعدته قناة RTL الألمانية و قدمه برنامج ( عالم العجائب) (Welt Der Wunders) و يؤرخ الفيلم لفترة الحملات الصليبية و المنجزات العلمية للحضارة الإسلامية خلال هذه الفترة و بداية انتقالها لأوروبا و محاولات الكنيسة الأوروبية لإخفاء هذه العلوم و نسبها احيانا لأوروبيين ليسوا أصحابها .
الفيلم من ثلاثة أجزاء :

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
و[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الفيلم الثاني : " تاريخ أوروبا الإسلامي " من إنتاج محطة BBC يوضح لنا بكثير من التفصيل التأثير الإيجابي للوجود الإسلامي العربي في صقلية و الأندلس و كيف تمكن المسلمون من نقل أوروبا من ظلمات الجهل و البربرية إلى نور العلم و المعرفة ، و الفيلم لا يتناول رقي مظاهر الحضارة العلمية و الأدبية للمسلمين فحسب بل يمتد لمناقشة التعايش السلمي و التسامح الذي عاش به اليهود و المسيحيون في ظل المسلمين و يقارن بين هذا التسامح الديني و بين ما فعلته ( إيزابيلا ) و ( فرديناند ) بعد السيطرة على الأندلس من قمع و تنكيل و تعذيب على أسس دينية و عرقية . و يمكنك قراءة مقالة الكاتب اليهودي (يوري أفنيري) " سيف محمد و خرافة البابا " حيث يقول : " اليهود الأسبان تحت حكم المسلمين تمتعوا بازدهار لم ينالوه إطلاقا في أي مكان آخر إلى أيامنا هذه. هنالك شعراء يهود مثل يهودا حليفي والذي كان يكتب باللغة العربية وكما كان يفعل الميمونيين. اليهود في أسبانيا المسلمة كانوا وزراء وشعراء وعلماء . في أسبانيا المسلمة كان العلماء اليهود والمسلمين والمسيحيين يعملون جنبا إلى جنب وقاموا بترجمة النصوص الإغريقية في الفلسفة والعلوم، كان ذلك فعلا عصرا ذهبيا.
كيف يمكن لهذا أن يحدث إذا كان الرسول قد أمر باستخدام السيف في نشر العقيدة؟
ما حدث بعد ذلك ينبيء بالسوء فعلا، فعندما استولى الكاثوليك على أسبانيا من جديد وانتزعوها من المسلمين أقاموا حكما إرهابيا دينيا، قدموا لليهود والمسلمين خيارا في منتهى القسوة: إما أن يعتنقوا المسيحية أو يذبحوا أو يتركوا البلاد.
ونسأل : أين ذهب مئات آلاف اليهود من الذين رفضوا التخلي عن ديانتهم وإلى أين فروا؟
معظهم تقريبا استقبلوا بأذرع مفتوحة في البلدان الإسلامية. اليهود السيفارديم (يهود أسبانيا) استقروا في عالم المسلمين من المغرب إلى غرب العراق في الشرق، من بلغاريا (التي كانت جزء من الإمبراطورية العثمانية)، استقروا كذلك في شمال السودان جنوبا، لم يقم أحد أبدا باضطهادهم، لم يعرفوا أبدا جلسات التعذيب في محاكم التفتيش أو التعذيب بالنار لكي يعترفوا ويتوبوا لم يعرفوا القتل الجماعي والطرد الجماعي وهو ما كانوا يعانون منه في جميع بلدان أوروبا المسيحية .. "
و يمكنك تحميل الفيلم من هنا
....
نصيحتي الآن ألا تكمل قراءة الإدراج حتى تشاهد الفيلمين ....
هاة ... شفت الفيلمين و لا لسة ؟
يا ترى حاسس بإيه دلوقتي ؟؟؟
بالتأكيد تم تصحيح بعض الأفكار المغلوطة و أصبحت ترى أشياء قد عميت عنها من قبل أو أعماك أحدهم عنها !!!
هل هي نفس المشاعر المركبة بين الفخر و الاعتزاز بماض ولى و دبر و الحزن و الانكسار لهذا التهاوي و هذا التيه الذي نعيش فيه ؟
هل شعرت بالغضب إزاء هؤلاء الدجالين ناكري الجميل و الحق و الفضل الذين وضعوا أصابعهم في آذانهم و أصروا و استكبروا استكبارا ؟ لم يعد الآن من حقهم أن يستمروا في غيهم و يشرعوا قوانينهم المزاجية في عدم شرعية استخدام الإسلاميين للإنترنت لأن الانترنت من اختراع الغرب و ليس من مخترعاتنا ، و بما أن الموضوع دخل في إطار الاستهبال و الاستخفاف فأنا أطلب من الغرب أن ألا يستخدم الأرقام العربية و يعود لاستخدام الأرقام اللاتينية من جديد !!!
و لكن ألم يبث هذان الفيلمان فيك الحمية لتصحيح الطريق ؟
عجبت لقوم كان أول أمر لهم من الله ( عز و جل ) " إقرأ " فكانوا أجهل الأمم !!
ألم نقرأ قول الله تعالى : " إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " أمر صريح من الله لدراسة الجيولجيا و الفلك و علوم البحار و الأحياء... و غيرها من الآيات كثير .ألم يبلغنا قول رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) : " خير الناس أنفعهم للناس " و غيرها من الأحاديث؟" إماطة الأذى عن الطريق صدقة " ، ألا يعد دعوة للبحث في مكافحة التلوث و الحفاظ على البيئة ؟ و الله أحرى بنا أن نكون رواد علوم البيئة و مكافحة التلوث . لقد فهم أجدادنا دينهم بتجدد و تنوير و تفتح لم نفعله نحن . توقف دورنا عند ( صلي ع النبي عشر مرات و حتسمع خبر حلو الليلة ) و ( ابعت " سبحان الله " لـ 100 واحد و حتتجوز) . طب بالله عليكم إيه رأيكم نبعت الفيلمين دول لـ 10 ع الـ facebook ؟ مش حيكون أحسن ؟
و في النهاية أعتقد أنه سيفوتكم الكثير إذا لم تسمعوا دكتور ( راغب السرجاني ) و هو يتحدث عن عن العلم وأهميته في بناء الأمة، وتضم المجموعة أيضا قراءة في واقعنا المعاصر، وعن الإسلام وعلوم الحياة، ثم عن ميراث الأنبياء، ثم يتحدث عن جهاد العلماء وأوقاتهم وأخلاقهم، ثم صور رائعة من حضارتنا العلمية... استمع : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]