أخيرا اتفقت الدول العربية على رأي واحد
دون تبادل السباب بين الرؤساء ورؤساء الوزراء ودون انسحاب من أي اجتماع وإعلان المقاطعة والإحتجاج
اتفقوا بعد أن كانوا متفقين على ألا يتفقوا أبدا
كل الدول العربية اتفقت على الرفض
رفض استضافة 117 لاجئ فلسطيني عاشوا رحلة التشرد طيلة أعوام أربع قضوها على الحدود بين الأردن والعراق
فروا من العراق هربا بأرواحهم من الإضطهاد الشيعي لهم
وتقطعت بهم السبل على الحدود
الأردن يرفض دخولهم لأراضيه
والعودة للعراق مستحيلة
والعودة لأراضيهم المحتلة في فلسطين أكثر استحالة
على الحدود صيفا وشتاءاً
توقفت عجلة التاريخ الذي يكتبه ضعاف الذاكرة
توقف التاريخ بالنسبة لهم
وهل يعني التاريخ شيئا لمن لا يختلف ليله عن نهاره ؟
هل يعني التاريخ شيئا لمن أصبح بلا حاضر يعيشه ولا مستقبل يأمله؟
ليس أمامه غير ماض يتجرع ذكراه ليل نهار
117 لاجئ فلسطيني انتظروا الرحمة أن تتنزل بهم من الدول العربية الممتلئة بالزعماء البواسل الأبطال من رفيق لعقيد لسلطان لملك لرئيس ليس له مثيل
ولكن ضاقت بهم الأرض بما رحبت
لم تتسع لهم صحراء سيناء
ولا صحراء الربع الخالي
ولا الصحراء الكبرى
لم يتسع لهم قلب العرب وانفتح قلب البرازيل لهم
يقول الأمين العام لوزارة العدل في البرازيل(( البرازيليين فتحوا أذرعتهم مرحبين ، سيستمتع الفلسطينيون بنفس حقوق المواطنة التي يتمتع بها البرازيليون وسيستلمون هويات شخصية وجوازات سفر كما سيحصلون على مساعدات مالية شهرية لمدة عامين حتى يتمكنوا من إعالة أنفسهم)
الجميع يساهم في رحلة التيه الأبدية وقرار النفي الإجباري للشعب الفلسطيني
ليس حبا في العرب تفعل البرازيل
بل هو مخطط لشرذمة وتفريق الشعب الفلسطيني والقضاء على حقه في العودة لأراضيه المحتلة في فلسطين