مصطلح غريب ودخيل على ثقافة المصريين لكنه أصبح شائعاً رغم تاريخ التعايش بين مكونات المجتمع المصري الذي لم يعرف تقسيماً على المستوى الشعبي ولا مستوى السلطة إلا بعد حركة 1952 ولكن طفت هذه الظاهرة على سطح الأحداث مرة أخرى في أوائل ثمانينات القرن الماضي لظروف تاريخية وظفت سياسياً فكانت المارد الذي خرج من القمقم وصار بلا سيطرة! فهذا الشقاق المتكرر بين جناحي الأمة لأقل الأسباب والتي قد تتكرر يومياً بين المسلمين أنفسهم والأقباط أنفسهم كل على حده لكنها عندما تحدث بين الطرفين تأخذ هذا الطابع الإعلامي والشعبي والأمني ! فما الذي حدث لنسيج الوطن؟ هل طال عليه الأمد فأصبح بالياً يتمزق تلقائياً؟ أم أن حالة التراجع والتردي على كافة المستويات الحياتية انعكست بالسلب على علاقة المصريين بعضهم البعض ؟ ولماذا هذا الإصرار على فرض هذه الظاهرة على الواقع المصري؟ وما هي الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة ؟ وكيف يتم التعاطي معها؟ وهل هناك إرادة حقيقية لدى جميع الأطراف للتعامل الإيجابي والتقليل من حدة هذه الظاهرة؟ أسئلة كثيرة تشغل بال المصريين خوفاً على وحدة الأمة ومستقبلها0
الأسباب :
*دور مؤسسة الحكم في لعبة الثنائيات لأهداف سياسية
*تراجع المستوى الفكري والثقافي للمصريين بصفة عامة والتخندق بالجانب العقدي دون فهم ووعي كاف
*حرمان الأقباط من بعض الحقوق الدستورية شأنهم شأن كل المصريين
*غياب المناخ الديمقراطي في حرية التعبير والتمثيل النيابي وإتاحة المعلومات
*المناخ المعيشي الخانق وحالة الاحتقان السائدة
*لعبة المصالح بين مؤسسة الحكم والمؤسسات الدينية الإسلامية والقبطية
*نزعة التشدد والتطرف الموجودة لدى بعض المنتمين للطرفين المسلم والمسيحي كجزء من النزعة السائدة في العالم أجمع
*حرص مؤسسة الحكم على إقصاء الكيانات الوسطية المعتدلة من الطرفين لأهداف سياسية
*وجود مؤسسات وكيانات خارجية لها أجندة برجماتية في مصر والوطن العربي
*تفويض الجهاز الأمني للتعامل مع هذه الملفات رغم أهميتها وحساسيتها وإبعاد أهل التخصص والسياسة 0
فهل يلتفت من يهمه الأمر بالتعامل العلمي والاجتماعي المتدرج وليس الأمني والإعلامي المتسرع مع هذه المشكلة أم أن لقاءات القساوسة والمشايخ أمام عدسات الكاميرا وإفطارات الوحدة الوطنية وجلسات الصلح الأمنية الإجبارية وغيرها من المظاهر التقليدية هي النمط السائد والمستمر؟! عموماً الفرصة مازالت متاحة0 حفظك الله يا مصر00